القمامة تملأ ضاحية قدسيا والسكن الشبابي.. وتؤرق جرمانا.. رئيس البلدية: المشكلة الحقيقية في تأمين عمال نظافة!

السبت, 22 أيلول 2018 الساعة 15:00 | اخبار الصحف, الصحف المحلية

القمامة تملأ ضاحية قدسيا والسكن الشبابي.. وتؤرق جرمانا.. رئيس البلدية: المشكلة الحقيقية في تأمين عمال نظافة!

جهينة نيوز

ركزت صحيفة تشرين اهتمامها في عددها الصادر اليوم السبت 22 ايلول 2018 على موضوع تراكم القمامة في المدن بريف دمشق وخاصة جرمانا وضاحية قدسيا حيث تحولت مشكلة النظافة في جرمانا إلى أمّ المشكلات، القمامة مكدسة في الحاويات وحولها وعلى الأرصفة والطرقات مملوءة بالأوساخ والأتربة وأكياس النايلون والنفايات، والروائح النتنة تغزو الأجواء، حتى الكمامات لم تعد تجدي نفعاً، تفاقمت المشكلة يوماً بعد يوم منذ أن اشتدت الأزمة في سورية في سنواتها الأولى مع اكتظاظ المدينة بالمهجرين من كل حدبٍ وصوب بالتناسب عكساً مع إمكانات البلدية الهزيلة في عدد عمال النظافة وآليات ترحيل القمامة، واكتمل النقر بالزعرور مع تقاعس متعهد القطاع الثاني عن التزامه بترحيل القمامة وانتهائه بالسجن، وعودة عمال نظافة الغوطة إلى مدنهم وبلداتهم بعد أن أصبحت آمنة وعدم إقبال المواطنين على الوظائف الشاغرة والعقود المتوافرة لعمال النظافة بسبب تدني الأجور ما عقّد حل المشكلة.

الوضع كارثي في كورنيش الجناين

تضاعفت المشكلة ووصلت إلى حدٍ كارثي على أهالي الكورنيش الشرقي في جرمانا (حي الجناين- تلاليح- الجباليات) بسبب البطء في تنفيذ مشروع الصرف الصحي الذي من المفترض أن ينتهي خلال أربعة شهور، متسبباً بزحمة سيارات وشاحنات خانقة ومخلفاً الأوساخ والأتربة والغبار في كل ركنٍ فيه، كما تهشمت الريكارات على الطرف الآخر من الكورنيش بسبب ضغط سيارات الشحن الكبيرة وهناك إصابات بشرية ناجمة وحوادث مرورية وسقوط مئات السيارات في تلك الريكارات المفتوحة خلال الشهرين الأخيرين (في كل يوم سقوط أكثر من عشر سيارات في الريكارات).

المواطن كنعان كنعان أحد سكان الكورنيش الشرقي في جرمانا قال: النظافة صفر في هذا الكورنيش المنسي ولا يوجد اهتمام من البلدية كما أن مشروع الصرف الصحي بطيء جداً ونعاني من الزبالة المتراكمة على الشوارع والغبار والوضع مزرٍ جداً بسبب زحمة السير، مذكّراً بلدية جرمانا بتصريحها أمام محافظ ريف دمشق يوم أتى لزيارة المدينة وقولها إن المشروع سينتهي خلال أربعة أشهر كحد أقصى، وأضاف: ها نحن في الشهر الثالث ولايزال المشروع في أوله.

كما رأى المواطن فؤاد أبو زور أحد قاطني كورينش (الجناين- تلاليح) أن النظافة سيئة جداً جداً، وقال: القمامة مكدسة في دخلة روتانا وتظل عشرة أيام ولولا أننا نحكي مع البلدية ونذهب إليهم عدة مرات لما كانوا يرحلونها وموضوع الصرف الصحي في حارتنا إلى أسوأ والبناء يتصدع بسبب الصرف الصحي المسطوم في جميع ريكارات الحارة، مضيفاً أنهم تأخروا كثيراً في إنجاز مشروع الصرف الصحي على كورنيش الجناين، وقال: يحدث في كل يوم أكثر من مشكلة بسبب زحمة السيارات، مؤكداً سقوط بعض المواطنين في الريكارات المفتوحة إضافة إلى سقوط السيارات والقلابات الكبيرة فيها.

استئجار أرض لمكب جديد

«تشرين» التقت رئيس بلدية مدينة جرمانا خلدون عفوف الذي أوضح أنه في جرمانا هناك قطاعان للمتعهدين وقطاع للبلدية وبالنسبة لقطاع البلدية تم استئجار آليات جديدة لترحيل القمامة منه لذلك أصبح هناك تطور ملحوظ خلال الأسبوعين الأخيرين حسب قوله، وأصبحت القمامة ترحل من الحاويات بشكل يومي.

وأضاف عفوف: المشكلة الأكبر لدينا هي القطاع الثاني الذي يمتد من حي الجناين تقريباً إلى شارع القريات وقد كان متعهد هذا القطاع غير ملتزم بالاتفاق وبما هو مطلوب منه وكان يرحل القمامة كل عشرة أيام مسبباً لنا مشكلات كثيرة لأننا لا نستطيع أن نعاقبه إلا عبر الخصم ولم يكن يكترث لهذا.

وأشار عفوف إلى تحكم البلدية بالقطاعين الآخرين نوعاً ما رغم أن عدد عمال النظافة انخفض من 140 عاملاً إلى 40 بسبب عودة عمال الغوطة إليها ما أحدث مشكلة لدى بلدية جرمانا، وقال: عندنا ثلاث آليات متوقفة عن العمل لأنه ليس لدينا سائقون ولا عمال نظافة.

وبالعودة للقطاع الثاني أضاف عفوف: حدثت منازعة بين متعهد القطاع الثاني ورئيس قسم النظافة في البلدية الذي وجه له أكثر من إنذار كي يرحل القمامة بشكل يومي ولكنه لم يفعل من ثم تهجم المتعهد على رئيس قسم النظافة فتم وضعه في السجن بعد الشكوى التي رفعناها عليه للسيد المحافظ، واضطرنا الأمر لاستئجار آليات جديدة لترحيل قمامة القطاع الثاني وقطاع البلدية (قلابين وتراكسين) والوضع الآن جيد نسبياً وترحل القمامة يومياً عدا يوم الجمعة حيث ترحل القمامة من مواقع معينة.

ولفت عفوف إلى أن المشكلة الوحيدة التي لم يجدوا لها حلاً هي مشكلة الكناسة لأنه لا يوجد في البلدية عمال للكناسة بسبب عمل جميع العمال على الضواغط وعلى آليات الترحيل.

وبالنسبة للمكب أفاد رئيس بلدية جرمانا أنه صار هناك اتفاق بين محافظة ريف دمشق ومؤسسة الإنشاءات العسكرية كي تقوم الأخيرة بترحيل القمامة من جرمانا إلى المكب الرئيس في منطقة دير حجر، وأضاف: هذه مشكلتنا الأساسية لأن المسافة من جرمانا إلى المكب 35كم ذهاباً ومثلها إياباً ما يجعل الآليات تستهلك وقتاً طويلاً على الطريق وقد باشرت شركة الإنشاءات عملها يوم أمس.

أما بالنسبة إلى موضوع أرض المكب الحالي في جرمانا والتي هي الأرض المراد إنشاء مشفى جرمانا الوطني عليها، فقال عفوف: من المفترض أن نسلمه خلال يومين كي يبدأ بناء المشفى لأن جميع الدراسات اللازمة لبناء المشفى انتهت منذ 15يوماً وتم رصد المبالغ المطلوبة للبناء ونحن في صدد البحث عن قطعة أرض نستأجرها لهذا الغرض لأنه لا يوجد مكان في جرمانا فيه أملاك عامة.

وعن الحلول المقترحة لحل مشكلة النظافة في جرمانا قال رئيس البلدية: اقترحنا تسليم قطاع البلدية لمتعهد لتحسين وضع النظافة في جرمانا وقد أجرينا دراسة من أجل هذا الموضوع وتم تصديقها من مديرية الخدمات الفنية ووافق السيد المحافظ على هذا الأمر وسيصدر قرار في هذا قريباً، متوقعاً العمل به قبل بداية العام الجديد.

عدم الإقبال على الوظائف

رئيس بلدية جرمانا لفت إلى وجود مشكلة حقيقية في تأمين عمال النظافة ولاسيما أن هناك شواغر لعقود سنوية وعقود مؤقتة ولكن لا أحد يتقدم للعمل في نظافة مدينة جرمانا لأسباب كثيرة منها ضعف الرواتب وأسباب أخرى ناجمة عن الأزمة، وقال: لدينا عقود كثيرة منها 20 عقداً سنوياً فئة خامسة (عمال نظافة) و10 عقود فئة رابعة (سائقين) و30 عقداً مؤقتاً (ثلاثة أشهر) ولكن لا أحد يتقدم لها.

أسباب تعثر مشروع الصرف الصحي

هناك مشكلة صرف صحي في جرمانا منذ العام 2003 لأن الزيادة التي حدثت في عدد السكان لم تتناسب مع استطاعة الشبكة الموجودة والمعالجات كانت آنية وصار هناك خوف على البنية التحتية للأبنية القائمة لذلك تم التفكير بحل جذري وبدأ هذا المشروع الذي يهدف إلى تمديد خط صرف صحي بقطر (1000-1200سم) على شكل قوس يبدأ من شمال شرق جرمانا وينتهي في شمال غرب المدينة ويغطي النصف الأعلى منها مباشرة ويذهب بالصرف الصحي خارج جرمانا عبر خط الـ1200.

يقول رئيس البلدية: هذا المشروع تعثر في بدايته بسبب أكبال الكهرباء وغيرها الموجودة تحت الأرض وكان يجب أن نكون قد أنجزنا ثلاثة أرباع المشروع لأن الوقت المقرر لتنفيذه كاملاً مع التزفيت 4 شهور بحسب الاتفاق الذي تم مع شركة الانشاءات العسكرية المنفذة للمشروع، وأضاف عفوف: ولكن الذي حدث أنه أحياناً نبقى ثلاثة أيام كاملة حتى نستطيع تركيب بوري واحد بسبب عدد الأكبال الموجودة في الارض، مؤكداً أن الأمر الجيد أن هذه المسافة التي فيها أكبال كثيرة انتهت تقريباً ومن المتوقع أن يتم تركيب (من 50 إلى 100متر) في كل يوم.

نقلنا إلى رئيس البلدية شكاوى الأهالي من زحمة السير والمشكلات الأخرى الناجمة عن تأخر مشروع الصرف الصحي مثل تكسر الريكارات والغبار والأتربة والأوساخ وغيرها ومطالبتهم بمنع وقوف السيارات على الجانب الآخر من الطريق الذي أصبح طريقاً للذهاب والإياب.

عفوف أكد أن البلدية تبعث دوريات في كل يوم وهناك مخالفات، وأضاف: أغلقنا بعض المحلات ولكن ما إن تذهب الدورية حتى تعود السيارات للوقوف على جانب الطريق، مشيراً إلى عدم التزام وتعاون المجتمع الأهلي في هذا الموضوع.

وبالنسبة للريكارات المفتوحة قال عفوف: الريكار الذي حدثت فيه عدة مشكلات صار منفذاً (مصلحاً) أكثر من أربع مرات وأغطية الريكارات سرقت ثلاث مرات من تلك المنطقة وهناك صعوبة في تأمين أغطية للريكارات بسبب غلائها.

وقالت ايضا في نفس السياق من المؤسف أن نجد شوارع ضاحية قدسيا ولاسيما السكن الشبابي مملوءة بأكياس القمامة المتناثرة في كل مكان فآلاف الحشرات تتطاير فوقها، الأسواق، الشوارع تغطيها القمامة هذه المناظر في السكن الشبابي في الجزيرة 11.

في شارع آخر من المكان نفسه يقوم المواطنون بإحراق القمامة للتخلص من روائحها، فعمال النظافة لا يقومون بأعمالهم بالشكل المطلوب وهناك مناطق لا يزورونها أبداً، والشارع الذي يقومون بتنظيفه بعد أقل من ساعة نجد أكياس القمامة تغطيه بالكامل.

استهتار من المواطنين

المشاهدات وحدها كفيلة بشرح الموقف فهناك مجموعة من الناس يقومون برمي أكياس القمامة على الأرض رغم وجود حاويات القمامة، في جولتنا رأينا أحد المواطنين وهو يرمي كيس القمامة من نافذة السيارة رغم أن الأمر لا يكلفه سوى ركن سيارته دقيقة واحدة ورمي الكيس في مكانه المخصص، للأسف على ما يبدو أن هذا الفعل اعتيادي ولا يوجد من يوقف هذه الفئة أو على الأقل يقدم لهم النصح بضرورة رمي القمامة في مكانها.

المنظر نفسه في كل شارع فكل الأرصفة تشبه بعضها في توزع أكوام القمامة، المدهش في الموضوع أننا نجد حاويات القمامة فارغة والقمامة مترامية على أطرافها في مشهد يفسر مدى الاستهتار الكبير واللامبالاة من المواطنين.

عامل نظافة صادفناه أثناء جولتنا وهو يجمع القمامة في عربته الصغيرة التي قد لا تتسع إلا لعدة أكياس فهو بحاجة لثلاث سيارات لجمع قمامة كل شارع.

يقول عامل النظافة (أبو عامر): نحن نعاني كثيراً فعلى الرغم من ضعف الإمكانات وقلة عدد العمال فإننا نمارس عملنا بشكل طبيعي ولكن نأمل من المواطن مساعدتنا قدر الإمكان بعدة طرق مثلاً ربط كيس القمامة بإحكام حتى لا تتبعثر القمامة على الأرض فيصبح من الصعب إزالتها إضافة إلى وضعها في المكان المخصص بدلاً من رميها بجانب الحاوية، والالتزام بإلقاء القمامة في موعدها المحدد.

رئيس المكتب الفني في ضاحية قدسيا أوضح أن ضاحية قدسيا بشكل عام تعاني نقصاً في عمال التنظيفات فعدد عمال النظافة اليوم 21 عاملاً وهذا قليل جداً فنحن بحاجة إلى 100 عامل على الأقل حتى نتمكن من تغطية خدمات النظافة.

مضيفاً: في السكن الشبابي 10عمال على ملاك البلدية وذلك لأننا لم نستلمها بعد من المؤسسة العامة للإسكان، وحالياً نستعين بآليات البلدية لإنجاز أعمال التنظيف، ولم ينكر رئيس المكتب الفني في ضاحية قدسيا الوضع السيئ في السكن الشبابي وذلك لأن مشكلة البناء لم تنته بعد فوجود مخلفات البناء والأنقاض سبب رئيس في تشويه المنظر العام، ومشروع ترحيل الأنقاض من مسؤولية الإسكان وذلك لأننا لم نستلم منهم حتى الآن.

وعن نقص الحاويات قال: تم طلب حاويات قمامة ليتم وضعها في الأمكنة الأكثر احتياجاً وقد طلبنا وتم الوعد بتأمين (50) حاوية سيتم توزيعها بشكل جغرافي على المناطق الأكثر احتياجاً.

في حي الورود في منطقة دمر الغربية تجد القمامة متراكمة في منطقة (الصفصاف) و(ساحة الزهرة) مع العلم أن القمامة ترحل بشكل يومي، ولكن حسب مختار الحي سامر حمود الذي أوضح لنا ان الازدحام الحاصل في المنطقة سبب تراكم القمامة بعد ساعات من إزالتها، مؤكداً: أنها ترحل بشكل يومي وعلى مدار ثلاث ورديات صباحاً وظهراً ومساء، وعند حصول أي عطل فإن سيارات القمامة يستعاض عنها بـ(بوكس) صغيرة أو أي ضاغطة مؤقتة.

في الجانب الآخر أو في الجهة المقابلة على بعد عدة أمتار (حارة صيدلية ندى) القمامة أيضاً متراكمة بالرغم من وجود حاويتي قمامة بجانب بعضهما، ولدى سؤالنا المختار فيما إذا كان هناك نقص في حاويات القمامة أوضح لنا أنه تم رفع طلب إلى المحافظة لاستبدال بعض الحاويات المهترئة ونحن بانتظار وصولها لتوزيعها بالشكل المطلوب.

اختلاف الأهالي هو السبب!

وأشار حمود إلى أن الأمر لا يتوقف على استبدال الحاويات أو عدمه إنما المسألة هي مشاجرات الأهالي ومشاحناتهم المتكررة بشأن وضع الحاويات قريبة من المنازل لذلك لا توضع حاوية قمامة إلا عندما يكون هناك اتفاق بالتراضي على وضعها وإذا لم يتم الاتفاق تبقى القمامة على الأرض وتتراكم يوماً بعد يوم.

مبيناً: أنه حتى لو تم تحديد مكان الحاوية من قبل المعنيين في المحافظة فإن الاهالي يحاولون إبعادها بشتى الوسائل وهكذا حتى تصبح بعيدة عنهم، الأمر الذي يجعلهم يرمون القمامة على الأرض متناسين وجود الحاويات حتى لو كانت بعيدة.

الحدائق نغم آخر

حتى في الحدائق التي تعد المتنفس الوحيد للكثير من المواطنين أصبحت القمامة تتراكم داخلها فعلى المقاعد والأرصفة وداخل البحيرات نجد أكياس الشيبس وعلب العصير والكولا وفي هذا السياق يقول م. بسام عباس- مدير الحدائق في محافظة دمشق: إن عمال النظافة المسؤولين عن الحدائق يعملون بشكل يومي من الصباح حتى نهاية الدوام الرسمي في الساعة الثالثة بعد الظهر ولا يستطيعون العمل بعد هذا الوقت بسبب النقص الحاصل في عمال القمامة، فحديقة السبكي مثلاً: تنظف من قبل عاملين فقط ونوه بأن عمال النظافة يقومون بترحيل القمامة بشكل يومي ولا يلجؤون إلى حرقها حيث إن عدد عمال النظافة الذين ينظفون الحدائق يتم تحديده تبعاً لمساحة الحديقة.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا