حسبنا الله ، ونعم الوكيـــــل ...! بقلم : ابراهيم فارس فارس

الجمعة, 28 أيلول 2018 الساعة 01:27 | منبر جهينة, منبر السياسة

حسبنا الله ، ونعم الوكيـــــل ...! بقلم : ابراهيم فارس فارس

جهينة نيوز

من الآخر ، وبلا محللين ومنظرين وفهمانين و(متبروظين ) على الشاشات الفضائية ووسائل الاعلام المختلفة حيث (يتبلضم) كل منهم بمقدار ما تراه الجهة المستضيفة مناسباً والمبلغ المدفوع أو حسب مصلحته في ذلك ! أوروبة ومن بعدها أمريكا لن تقبل ليس أن يتسيد العرب والمسلمون على الأقل أرض بلادهم ، بل حتى أن يكون لهم وجود مهم ! ولو استطاع أولئك أن يمحونا كعرب من على وجه الدنيا لما قصروا ! والفارق بيننا وبينهم وكأمة عانت من الغزو المغولي والصليبي والعثماني ومن ثم الاستعمار الغربي أنهم استفادوا من تجاربهم المريرة التي عصفت بهم في العصور الوسطى وفهموا الحياة ايجابياً بينما ما نزال نحن ننام في زمان الجهل الذي أضنانا ، وان عقدنا مؤتمرا ً اسلامياً موسعاً لبحث واقع الأمة فأهم بند سيناقش هو : حكم الاتيان من الد بر ؟!

لقد شكل المتهودون ( الذين اعتنقوا الدين اليهودي وخاصة حول بحر الخزر ) تهديداً لأمن وأمان أوروبة خاصة عندما لم يتركوا سبيلا غير شرعي لكسب المال الا واتبعوه . فكر الأوربيون عميقاً وخاصة معلمتهم انكلترة فكانت فلسطين هي الضحية وتجزئة أمة العرب وسرقة ثرواتهم المد فونة والطا ئلة هي الغنيمة والمرتجى .

حاربتنا اسرائيل ومن يؤازرها دائماً من الدول الاستعمارية مرات عدة وحققت نتائج مذهلة واحتلت الأرض والمقدسات لكنها لم تحسم الموقف وتقضي على أمة العرب أو تحولها الى شلة من الجمال التائهة في غياهب الصحراء القاحلة فعمدت ومن خلفها حلفاؤها الى الحرب من الداخل وبأموال عربية وعون اسلامي أملاً في القضاء على وجود نا الفكري والتاريخي والديني وحتى الانساني لو استطاعت وبمؤازرة مسؤولين ورجال عرب ودين باعوا كراماتهم وشرفهم ودينهم مقابل مغريات شتى، وكانت الخطة تحت مبرر ما أسموه بالربيع العربي والذي لم يكن أكثر من كارثة أدت الى تدمير أهم رموز العروبة لغاية تحقيق أمن وأمان اسرائيل .

اسرائيل ومن خلفها دول الاستعمار تعلم أن معضلتهم الحقيقية هي سورية لذلك بدأوا بقصقصة أجنحتها بدءاً من ليبية الى اليمن الى العراق كواحد من أهم خطوط الدفاع عن الأمة العربية بعدما حيدوا مصر كواحدة من اهم الدول ذات الثقل القومي الهائل وتفرغوا لسورية وكما ضحوا ببرجي التجارة العالمية في نيويورك وجعلوهما ذريعة لايهام العالم أملاً في القضاء على العروبة والاسلام ابتدعوا قضية تمديد أنبوب غاز قطر الى أوروبة عبر سورية لالغاء دور الغاز الروسي الذي تعتمد عليه أوروبة ليكون مبرراً لحرب مدمرة سيقومون بها ضد هذا البلد ، ولتقديرهم المسبق لموقف الرئيس الأسد والذي سيرفض حتماً مد هذا الخط عبر سورية انطلاقاً من مصلحة بلده ووفاء لبلد صديق كروسية ، وحاولوا وما يزالون من خلال أبواقهم الاعلامية وأموالهم المتدفقة ان يوهموا الرأي العام العالمي وقد وقع عرب كثيرون في هذا الفخ ومنهم من أبناء شعبنا وللأسف أن سبب الصراع ليس أمن وأمان اسرائيل وتحقيق أطماع الغرب ومصالحه بل انما هو مذهبي بين علوية وشيعة من جهة وسنة من جهة أخرى ...! وعندما ضاقت الحلقة حولنا طلبنا التدخل الروسي فما تأخروا وهم مشكورون على ذلك . وسورية ستنتصروبإذن الله شاء من شاء وأبى من أبى لأنها على حق والله ناصر الحق ولو بعد حين . واسرائيل برغم كل ما قامت به لن تحقق هدفها في تدمير هذا البلد والغاء الفكر القومي الراسخ في عروق وأفئدة غالبية الشعب السوري والرافض لشرعية وجود اسرائيل ولكنها على ما يبدو اقتنعت أو أنها تحاول اقناع نفسها بما وصلت اليه سورية من دمار وان كانت تطمح لأكثر من ذلك ولكن ما تحقق سيريحها من هاجس عداء سورية وربما لعدة عقود وبعدها يخلق الله ما لا تعلمون .

أما ماذا استفدنا كعرب مما حصل ، فلم يظهر على أمة العرب الا المزيد من التبعية والخنوع والتمسك بالدفاع عن الخطأ لمبررات عدة أهمها فكرة الجهاد المزعوم ! وعندما نتابع بعض برامج بعض قنوات العهر العربي كالجزيرة والعربية وسكاي نيوز وأتباعها يطلع لنا من يدعي الفهم والقدرة على التحليل وخاصة من دول الخليج ليقولوا لنا : وماذا استفدتم وحققتم من مقاومتكم لاسرائيل ؟ هل حررتم فلسطين ؟ طيب ،ايها المتفلسف ، هل توحدت الأمة العربية وليس الاسلامية شهراً وبقيت اسرائيل على قيد الوجود ؟ ثم لو أن شلة من المجرمين حاصروك في بيتك ويريدون سرقتك واغتصاب عرضك ومن ثم قتلك فهل تقول لهم على الرحب والسعة أم تنتفض وحلمك بتدخل الأهل والجيران لنصرتك دفاعاً عن عرضك وشرفك هذا ان كنت تدرك ما تعنيه كلمة شرف هذه الأيام ؟! المصيبة أننا نحن على الخط الأمامي وندفع الثمن وأنتم تنعمون بالاستقرار المؤقت ولكن لا تدركون أن سورية لو انهارت لا سمح الله لجاء دوركم حتماً ، وهو آت لا محالة اذ لا يعقل أن اسرائيل ومن خلفها النهج الترامبي يمكن ان يسمح لكم بالاستمتاع بما وهبكم الله من نعمه دون ثمن باهظ سيطال حتى وجودكم ، وبالرغم من ذلك فأنتم ما زلتم تعتقدون أنكم بخذلانكم وتخليكم عن أشقائكم تحمون أنفسكم وكل ذلك كرمى عيون اسرائيل وامريكا بدل ان تهبوا لنجدة اخوتكم في الدين والعروبة !

الغرب يريد حصته من ثرواتنا اسوة بما يمكن ان تستفيد منه روسية والصين مثلا ، ويسأل أولئك بكل وقاحة : لم نعارض نحن ذلك ؟ونسي هؤلاء ان الغرب ان سمحنا له كما لسواه فلن يصيبنا من ثرواتنا الا النذر اليسيروبذل، وهاهي امريكا تستثمر نفط العراق اليوم وتنتج شركاتها وأغلبها صهيوني قد يصل احيانا الى نحو 12 مليون برميل يوميا لمن لا يعلم وشعب العراق يكاد يموت من الفقر وهو غارق في محيط فكري عبثي متلاطم الأمواج بين أن هذا سني وهذا شيعي وللأسف ؟!

ثم انا اريد اسأل الجميع ، هل لو قبلنا باتفاقية سلام مع اسرائيل والتفتنا الى بناء بلدنا بناء يضاهي ما تشهده دول العالم المتحضر فهل ستسمح لنا اسرائيل دون ان تخلق الف ذريعة لمنع ذلك ، حتى بالحرب ؟ مستحيل ، لأن كل ايجابي في عالم العرب تعتبره اسرائيل أنه يهدد وجودها . ونحن ، وحياتكم لن ينقذنا كأمة الا تحقيق الوحدة ، وحدة العرب الصادقة ، فهي العلاج لكل مشاكلنا والسبيل الوحيد الى أن نعيش بكرامة ،وأن يكون لنا مكانة محترمة بين الشعوب . ويبدو أن لن يتحقق ذلك بل وكأنه مجرد حلم بعيد المنال ، لذلك فلن يتحسن الوضع في بلدنا سورية وفي كل بلاد العرب الا وجود قيادات وطنية صادقة بمستوى حافظ الأسد ومن بعده بشار الأسد ... والى متى ستظل هذه الأمة تائهة غير مدركة خطورة ما تفعله بحق ذاتها وأقرب الناس اليها ، وهل سنبقى في عذاب وشقاء وأن هذا نصيبنا في هذه الحياة وتظل المعاناة ؟ نعم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل في هكذا أمة فعلا ! .


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 محمد اسماعيل
    28/9/2018
    15:10
    الأيام قادمة
    حسبنا الله ونعم الوكيل في هكذا امة فعلا ... يعني انا استغرب كيف ان اعظم دولة في العالم كما هو مفروض وهي امريكا تحارب سورية وتحارب ايران مثلا وتدعي انها تريد تحقيق الديموقراطية فيها وتتجاهل السعودية والامارات مثلا علما ان انتخابات اتت بزعامة ايران الى السلطة وكذلك في سورية وفي سورية نقولها وبثقة الرئاسة فيها سواء بانتخاب او استفتاء لكنها في النهاية خيار غالبية الشعب . كيف تحارب امريكا دولا انتخب قياداتها شعبها وتمجد دولا هي او الصهيونية من عين ملوكها وامراءها رغما عن انف شعوبها وتقول : ديموقراطية ؟؟!! الحقيقة انها مع كل من يدعم شرعية اسرائيل وضد من يعارضها وهي غير عابئة بخيارات الشعوب وسنجدها تدعس فوق رقاب حكام السعودية والامارات عندما تفرغ خزائنهم ...والأيام قادمة يا عرب .

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا