جهينة نيوز
اهتمت صحيفة تشرين في عددها الصادر اليوم الثلاثاء 2 تشرين الاول 2018 بمشكلة تصدير الحمضيات والتي تبقى في كل عام محض اجتماعات للجهات المعنية من دون ترجمتها إلى أفعال، مشكلة قديمة جديدة لم يجد الحل إليها سبيلاً، لتبقى الحرب شماعة تعترض نجاح التصدير بدءاً من إغلاق المعابر الحدودية وعقوبات اقتصادية وانتهاءً بفشل مشروع الكريدور الأخضر وكذلك قرية الصادرات في تصدير الحمضيات عن طريق البحر، ليكون الخاسر الوحيد هو مزارع الحمضيات
مدير مكتب الحمضيات في وزارة الزراعة المهندس سهيل حمدان أشار إلى أنّ التقديرات الأولية لموسم الحمضيات هذا العام بلغت 1,1 مليون طن، بينما الاستهلاك المحلي حوالي 500 ألف طن فقط، لافتاً إلى عدم وجود تصدير للكميات المتبقية رغم استمرار المشكلة سنوات طويلة.
غياب الفرز الإلكتروني
وذكر حمدان أنّ المشكلة الأساسية هي عدم وجود فرز إلكتروني في المشاغل والذي يعطي موثوقية للبضاعة لأنه يتعامل مع كل ثمرة على حدة، فمثلاً الكدمة لا تراها العين البشرية، إضافة إلى أنه يفرز الثمرة التي يمكن تصديرها عن طريق البحر من دون أن تتلف كما حدث في سنوات سابقة، مشيراً إلى فشل مشروع الكريدور الأخضر وقرية الصادرات في تصدير الحمضيات السورية إلى روسيا عن طريق البحر.
مدير مكتب الحمضيات أكدّ أننا بحاجة إلى 10 مشاغل لمناطق إنتاج الحمضيات منها ثمانية لمحافظة اللاذقية واثنان لطرطوس وبطاقة إنتاجية تصل إلى 20 طناً بالساعة، منوهاً بأن طرطوس تعتمد حالياً على مشغل نصف يدوي، علماً أن سعر المشغل الواحد المتكامل لا يتجاوز 200 مليون ليرة.
بدوره رئيس القطاع الزراعي في اتحاد المصدرين إياد محمد أشار إلى أن مشكلة الحمضيات تكمن في نوع أبو صرة فقط حيث يشكل 20% من الإنتاج, وأنّ مشكلته تبدأ من بداية شهر كانون الأول بحيث يوجد فائض في إنتاجه، سابقا كان يصدر كبرتقال مائدة, لكن حالياً لا توجد معابر بحرية أو برية، أما بقية الأنواع فلا تواجه مشكلة من حيث استهلاكها.
وأما ما يتعلق بعقود تصدير الحمضيات التي تم التوقيع عليها في معرض دمشق الدولي بدورته العام الماضي وهذا العام, فأوضح أنه تم تفعيلها والعمل بموجبها, إلا أنها عقود خاصة وليس للدولة علاقة بها.
اجتماعات من دون فائدة
رئيس اتحاد الغرف الزراعية السورية محمد كشتو يقول: إنّ مشكلة الحمضيات قديمة جديدة، في كل عام تعقد اجتماعات لإيجاد حلّ لها لكن لا يتمخض عنها غير الكلام الذي لا فائدة منه، مشيراً إلى أن الحمضيات تواجه مشكلة إنتاج وتسويق معاً، حيث تتمثل مشكلة الإنتاج بأنه غير منضبط أو منظم فمثلاً في مساحة 2 دونم يزرع الفلاح كل أنواع الحمضيات, لذلك فإن تداخل الأصناف مع بعضها تفقدها ميزاتها إذ لا يوجد منتج يحمل مواصفة ثابتة, وهذه المشكلة لها علاقة بتفتت الملكية الزراعية وصغر الحيازات الزراعية .
أما مشكلة التسويق فتبدأ من كون الحمضيات لا تملك مواصفات محددة للتسويق، سابقاً كان يتم الاعتماد على السوق الداخلي وعلى دول الجوار ولاسيما العراق, لكن بسبب الحرب وإغلاق الحدود البرية أصبح التوجه لاستهداف أسواق جديدة مثل روسيا مثلاً وهي بلد مستهلك للحمضيات إلا أن روسيا لها مواصفات محددة للاستهلاك.
رئيس اتحاد الغرف الزراعية أشار إلى وجود حلول لمشكلة الحمضيات منها آنية سريعة التنفيذ تكون بإنشاء معمل عصائر إضافة إلى دعم للمستهلك بأسعار مناسبة وأيضاً دعم المنتج من خلال صناديق الدعم للمزارع إضافة إلى شراء الحكومة للمنتج وبيعه بمنافذ البيع الحكومية وبأسعار تشجيعية، أما الحلول الاستراتيجية فتكمن في العمل على إنشاء مصفوفة، وكذلك العمل على تحسين كفاءة هذا القطاع عن طريق إنشاء تجمعات للمزارع تختص بزراعة نوعية محددة من الحمضيات، مع ضرورة وجود آلية التسويق, منها دعم الفرز والتوضيب والأهم البحث عن أسواق مناسبة.
22:24
11:59