"العالم": المراوح في الجولان المحتل وانفجار بركان الغضب

الأحد, 3 أيار 2020 الساعة 17:05 | اخبار الصحف, الصحف العربية

جهينة نيوز:

"على حافة وهم صفقة لتهويد الجولان السوري المحتل وتهجير من تبقى من أهله، يقف دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو واتباعهما، مطلقين ما سمي بصفقة ترامب التي تبعها إجراءات قهرية تمارس بشكل ممنهج ضد أهالي الجولان، فمنذ جريمة اعتراف الولايات المتحدة بالجولان السوري كجزء من الكيان الغاصب، أخذت الخطوات تتسارع في الكيان لتهجير أهله، في محاولة للاستفادة من مشروع ترامب وصفقته، مستغلين انشغال الدولة السورية بالحرب على الإرهاب" يقول حسام زيدان في مقالته المنشورة اليوم في قناة "العالم" الإخبارية، ويتابع: وعلى وقع غضب أهالي الجولان من كل تلك المشاريع، وتوحد موقف الجميع على قاعدة الرفض والعمل لإسقاط الصفقة المشؤومة، وما نتج عنها من مشروع التوربينات الهوائية الخاصة بتوليد الكهرباء في أراضي الفلاحين في الجولان المحتل، أكدت مصادر أهلية في الجولان أن مجهولين أحرقوا مروحتين من الطوربينات الهوائية المخصصة لتوليد الكهرباء كانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أحضرتهما لتنفيذ مشروع المراوح في أراضي أهالي الجولان.

ويضيف الكاتب: وأفادت معلومات متقاطعة بأن أربعة طواقم إطفاء هرعت لإخماد النار في الرافعتين، وأكدت أنّ إحدى المراوح تم إحراقها بشكل كامل وتصل قيمتها إلى ثلاثة ملايين يورو، والثانية تم إحراق نصفها وتصل قيمتها إلى عشرة ملايين يورو، وبحسب المعلومات فقد جلبت سلطات الاحتلال المراوح منذ حوالي أربعة شهور تقريباً إلى المنطقة الواقعة جنوب قرية بقعاثا المحتلة، وأكدت المصادر أن عملية إحراق المروحتين رسالة إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي وداعميه بأن مشروع المراوح لن يمر.

ويبين زيان: منذ ما أعلنه ترامب حول الجولان، تعددت مشاريع الكيان الإسرائيلي، من زيادة عدد المستوطنين فيه، بالإضافة إلى مشاريع تستهدف الوضع الاقتصادي للناس، والذي يشكل الرافعة الحقيقية للتضيق على الأهالي وتهجيرهم.. ترامب وشريكه نتنياهو، تخطيا الشرعية الدولية، وبلا منازع، ارتكبوا أوقح ما يمكن أن يرتكب في حق العدالة الإنسانية، فالأمريكي الذي فتح الباب واسعاً أمام الكيان، للإعلان عن مشروعين رئيسين لهما الأثر السلبي على سكان القرى السورية في الجولان، المشروع الأول، التنقيب عن النفط والغاز في القطاع الأوسط والجنوبي من الجولان، وإسراع قادة الكيان في منح التراخيص لشركات أمريكية للتنقب، كهدية منهم للرئيس الأمريكي، والثاني إنشاء مزارع للتوربينات الهوائية لتوليد الكهرباء، ووفقاً لمخطط سلطات الاحتلال، المشروع يقع على مساحة كلية تعادل 3674 دونماً يتمركز على أراضي أهالي قرى مجدل شمس، مسعدة، بقعاثا، ويبعد كيلومتراً ونصف الكيلومتر عن قرية عين قنية.

ويذكر الكاتب أنه بحسب تقارير صحفية، فإن المراوح التي يخطط الاحتلال لإقامتها عملاقة ويبلغ طول الواحدة 200 متر، الأمر الذي يضاهي بنياناً شاهقاً مكوناً من 66 طابقاً، لافتةً إلى أن إقامة مروحة واحدة يحتاج إلى بناء قاعدة من الإسمنت المسلح تزن أكثر من ألف طن على مساحة 600 متر مربع، وهذا بالإجمال سيكون بداية تدمير الزراعة في الجولان، والضغط على الأهالي لترك أراضيهم، كون الزراعة هي المصدر الأساس لحياة أغلب السوريين في الأراضي المحتلة، الذين يعتمدون على الزراعة التقليدية، عبر الأشجار المثمرة من كرز وتفاح، وسيترك هذا المشروع آثار خطيرة على صحة السكان من ناحية الموجات تحت الصوتية التي ستصدرها تلك المرواح، بالإضافة إلى تعرضهم للضجيج المتواصل الذي سيرخي بظلاله على الصحة العامة، أما من الناحية العمرانية فإنّ ذلك المشروع سيقيد التوسع العمراني في القرى المحتلة، وسيفاقم أزمة السكن، والخطير في المشروع أنه بعيد عن بلدة مجدل شمس فقط 1000 متر، وعن مسعدة 1600، وبقعاثا 1800، الأمر الذي يساهم بزيادة الاكتظاظ في هذه البلدات ومحاصرة أهلها.

ويتابع الكاتب: إن المزاج العام في الجولان السوري، يتفق على مواجهة هذا المشروع الخطير حتى لو كلّف الأرواح، فصفقة القرن وما تبعها من مشاريع استيطانية أو سرقة النفط السوري، أو حتى مشروع التوربينات الهوائية، أطلقت ذراع المواجهة على كل الأصعدة، منها السلمي المدني، ومنها سيظهر مع الأيام، لكن الحقيقة أن المواجهة الفعلية بدأت، والخبر الذي ورد يؤكد أنّه حتى ولو تنازل العرب عن بضع كرامة متبقية، لن يتخلى الأهالي في قرى الجولان عن حقهم في المقاومة والبقاء وإنهاء الأحلام الصهيونية، فإحراق مروحتين في أراضي الجولان المحتل، ما هي إلا رسالة واضحة للكيان الإسرائيلي أن يتوقف عن إصدار تراخيص لاستغلال الموارد الطبيعية في الجولان المحتل، وأن تلتزم بالقانون الدولي، ووقف هذا المشروع، كل أنشطة التوسع الاستيطاني في الجولان، والامتناع عن إحداث أية تغييرات في الجولان المحتل، ويعدّ الأهالي أن إحراق التوربينات الهوائية، صوت مرتفع بوجه المجتمع الدولي الذي يجب أن يمارس الضغط على الكيان الإسرائيلي، لوقف إقامة مشروع توربينات الرياح، والوفاء بالتزاماتها الناشئة عن الاتفاقيّات والمواثيق الدوليّة لحقوق الإنسان، وحملها على احترام حقوق السكان السوريين في الجولان المحتل.

ويختم الكاتب بالقول: لا يشك أحد أن الولايات المتحدة الامريكية التي تعمل بدوام كامل في خدمة الكيان الإسرائيلي، لا يعول أحد عليها على الصعيد الدولي لوقف انتهاكات الكيان ضد أهالي الجولان، فمن يدعي أنّه زعيم الديمقراطية في العالم، ينتظر المنح الانتخابية التي وعده بها نتنياهو، وما يراهن عليه في إفشال هذا المشروع، هم أهالي الجولان المعجونين بصخوره البازلتية الصلبة، والذين يقترب بركان غضبهم من الانفجار أيضاً.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا