اجتماع ثلاثي في كامب ديفيد يُذكي جذوة الحرب الباردة

الأحد, 20 آب 2023 الساعة 23:05 | سياسة, عالمي

اجتماع ثلاثي في كامب ديفيد يُذكي جذوة الحرب الباردة

جهينة نيوز

علقت وكالة صينية على الاجتماع الثلاثي في كامب ديفيد الذي ترأسته الولايات المتحدة الأمريكية مؤكدة أنه يذكي جذوة الحرب الباردة.

حيث اجتمع قادة الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية في كامب ديفيد يوم الجمعة للكشف عن خططهم الرامية إلى تعزيز العلاقات العسكرية فيما تعمدوا الترويج لخطاب حول ما يسمى بـ "التهديد الصيني".

ويسعى الثلاثي الذي يُدار بتوجيه من الولايات المتحدة إلى تشكيل زمرة جيوسياسية مغلقة وحصرية تحت ستار التعاون الأمني ومن شأن مناورة كهذه أن تؤدي حتماً إلى تأجيج نيران العداء وتهديد الأمن الإستراتيجي للبلدان الأخرى وتعريض الاستقرار الإقليمي للخطر. فمن خلال قيامه ببذر بذور الانقسام وتكثيف المعارضة يمثل هذا الاجتماع مناورة محفوفة بالمخاطر قد تعيد إحياء شبح الحرب الباردة .. إن الولايات المتحدة التي تتودد إلى اليابان وكوريا الجنوبية ليست سوى ذئب في ثياب خروف وبدلاً من مراعاة المصالح الأمنية لكل من البلدين فإنها تدفعهما نحو الهاوية.

وإذا كان لنا أن نسترشد بالتاريخ فأينما وصلت المخالب العسكرية للولايات المتحدة فسيكون السلام بعيد المنال. لنلق نظرة على ما فعلته الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وأوروبا فضلاً عما فعلته في منطقة آسيا والمحيط الهادئ إن نية واشنطن الشريرة بديهية ولا تحتاج لبرهان.

كما أن ما يسمى بـ"التعاون الأمني" هو مجرد واجهة تستخدمها الولايات المتحدة لاستغلال نقاط الضعف النفسي لبعض البلدان والترويج للقلق الأمني.

فما يسمى بتعاون واشنطن العسكري مع اليابان وكوريا الجنوبية الذي يقوم على تقويض الأمن الإستراتيجي للدول الأخرى لا يمكن أن يحافظ على سلامة البلدين وبدلاً من ذلك فإنه سيؤدي إلى تصعيد المخاطر الأمنية في المنطقة وفي النهاية ستصبح اليابان وكوريا الجنوبية كبش فداء.

إن الولايات المتحدة لا تدخر وسعاً في تشكيل تحالفات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ مدفوعة بمحاولة يائسة لإنقاذ قوتها المهيمنة.

ففي السنوات الأخيرة عملت الولايات المتحدة بنشاط على دفع بلدان المنطقة إلى الانضمام إلى ما تطلق عليه واشنطن اسم "إستراتيجية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ" والتسويق لـ"الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ"  وتعزيز تحالف العيون الخمسة وتشكيل الحوار الأمني الرباعي "كواد" والتلاعب بالناتو للتدخل في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وإرغام بلدان المنطقة على الانحياز لأحد الجانبين.. إن الدافع الأساسي وراء هذه التحركات يتلخص في الحفاظ على الهيمنة الأمريكية.

إن منطقة آسيا والمحيط الهادئ أرض خصبة للتنمية والتعاون وليست ساحة معركة للقوى المهيمنة وبلدان المنطقة تنفر من الانحياز إلى أحد الجانبين وربط مصيرها بمصير أي فصيل بعينه.

ويعمل دفع الولايات المتحدة العنيف لما يسمى بـ"إستراتيجية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ" على تفكيك البنية الراسخة للتعاون الإقليمي ويقوض التقدم الذي تحقق بشق الأنفس نحو التنمية السلمية التي زرعتها بلدان المنطقة منذ عقود.

وبتجاهلها الصارخ للنداءات السائدة التي أطلقتها دول المنطقة من أجل السلام والتنمية والتعاون والرخاء فإن محاولات واشنطن المتهورة لعكس مسار التقدم التاريخي سيكون مآلها الفشل لا محالة.

وينبغي للتواصل والتعاون الحقيقيين بين الأمم أن يركزا على تعزيز الرخاء الإقليمي والحفاظ على السلام والاستقرار على الصعيد العالمي و يتعين على الزعماء الثلاثة المشاركين في اجتماع كامب ديفيد أن يكونوا على دراية تامة بهذا المبدأ المعترف به دولياً.

ويجب على الولايات المتحدة التخلي عن دوافعها العسكرية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ أما بالنسبة لليابان وكوريا الجنوبية فيتعين على كل منهما الامتناع عن أن تكونا خادمتين للهيمنة الأمريكية خشية أن تجدا نفسيها على خلاف مع أغلب دول المنطقة.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا