تحت عنوان "أزمة التهجير وتداعياتها" نظمت كلية التربية بجامعة دمشق بالتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية ومؤسسة أرض الشام اليوم ورشة عمل ناقش المشاركون خلالها عدة محاور شملت الأسباب السياسية والآثار الاجتماعية والنفسية والتعليمية للتهجير والصحة النفسية للمهجرين .
عميدة الكلية التربية الدكتورة مها زحلوق أكدت في كلمة لها أهمية موضوع الورشة ومحاورها حيث تعد ظاهرة التهجير واحدة من التحديات الإنسانية الكبرى التي تواجه المجتمعات في مختلف أنحاء العالم وتؤثر بشكل مباشر على الأفراد والعائلات وديمغرافية المجتمعات وتترك أثارا عميقة على النسيج الاجتماعي والاقتصادي للدول .
رئيس مجلس أمناء مؤسسة أرض الشام باسل الدنيا بين أن الورشة تسلط الضوء على الآثار الناجمة عن الهجرة القسرية والضغوطات النفسية والاجتماعية وما يترتب عنها من حالات مرضية نفسية يتعرض لها السكان المهجرين، والأبعاد والآثار الثقافية وتأثيرها على الحالة التعليمية للمهجرين وأبنائهم معربا عن أمله بأن تخرج الورشة بتوصيات علمية أكاديمية ليصار إلى تطبيقها على أرض الواقع ومتابعتها على أساس علمي .
وأكد الدنيا حرص المؤسسة على التشاركية مع جميع المؤسسات الحكومية في مختلف المجالات التعليمية والثقافية والفنية بما يسهم في تنمية المجتمع السوري، لافتاً إلى أنه من خلال التعاون مع كلية التربية بجامعة دمشق والتي تعنى بالأقسام التعليمية والنفسية والاجتماعية تعزز المؤسسة مكانتها في مجال الصناعة العلمية والأكاديمية للوصول إلى خطط وأهداف عملها مستقبلا .
وتحدث الدكتور محمود علي محمد أستاذ أصول التربية في الكلية عن الآثار السياسية للتهجير القسري بدءاً من النكبة عام /1948/ ومن ثم نكسة حزيران عام /1967/ واحتلال الجولان السوري، ما أدى إلى تهجير مجموعة من الشعب العربي الفلسطيني والسوري، ومن ثم الهجرة التي حصلت خلال الحرب الإرهابية على سورية وما خلفت من آثار كارثية نتج عنها هجرة لقسرية لألاف السوريين الذين أجبروا على ترك أراضيهم و بلداتهم .
وركز الدكتور ماهر السالم من قسم التربية المقارنة في عرضه على آثار التهجير على العملية التعليمية ، وما نتج عنها من آثار كيفية تمثلت بتعدد المناهج والمنظومات التعليمية واستحداث التعليم الموجه /الفئة ب/ وآثار كمية نجمت عن تسرب الأطفال من المدارس وازدياد حجم الأمية والتفاوت بين الجنسين إضافة إلى عدم الالتزام بالتقويم الجامعي وتغيير تقويم الامتحانات، إضافة إلى جائحة كورونا، حيث كان لهذه العوامل مجتمعة آثراً سلبياً على العملية التعليمية ، ومن ضمنها الجانب التعليمي في المشافي الجامعية و الجانب العملي التطبيقي لطلاب الدراسات فيها إضافة إلى ضغط الخدمات المقدمة مما أدى إلى ضعف في المخرجات الأمر الذي تطلب إيجاد حلول لتلافي هذه الآثار من خلال سياسة الحكومة بالتعاون مع المجتمع المدني .
وتحدثت الدكتورة حياة النابلسي من قسم علم النفس عن الأسباب والتأثيرات النفسية للتهجير على الأفراد وفئات المجتمع من بينها الأطفال والمراهقين والنساء وكبار السن والفئات الخاصة الذين لديهم مرض نفسي أو جسدي وأثر التهجير عليهم من الناحية النفسية، كما تطرقت إلى مستويات الأشخاص الذين تعرضوا للتهجير مشيرةً إلى وجود نسبة كبيرة من المجتمع تحتاج للدعم النفسي الاجتماعي، و/70/ بالمئة منهم بحاجة إلى ورشات ودورات تدريبية تخصصية وفئة صغيرة تحتاج إلى تخصص طبي و علاجي .
وتناولت الدكتورة عبير سرور الأستاذ في قسم علم الاجتماع الآثار الاجتماعية الناجمة عن عملية التهجير وتأثيره على المجتمع بكل أطيافه من خلال ورقة بحثية أجريت بشكل ميداني على الأشخاص المهجرين من كافة الشرائح نتج عنها مجموعة من التوصيات أهمها تمكين المرأة بكافة المجالات ورفع الوعي الاجتماعي تجاه عمل المرأة ودورها الكبير في إعالة أسرتها أثناء فترة التهجير وما واجهته من رفض وقمع لعملها بعد العودة إلى المناطق المحررة، مؤكدة أهمية رفع الوعي لإيجاد حملات توعية وتوعية بحق المرأة في العمل و التعليم .
وتحدثت الدكتورة صافيناز جاويش من قسم الإرشاد النفسي عن أثار التهجير القسري على الصحة النفسية للمهجرين مشيرةً إلى أهمية الصحة النفسية للأفراد وكيفية تقديم الخدمات النفسية لشرائح مختلفة من الأشخاص، حيث تكون الحلول بتطبيق نظام الدعم النفسي الاجتماعي الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية، كما شددت على أهمية خروج الورشة بتوصيات، منها إقامة دورات وورشات تدريبية لتعزيز الصحة النفسية والدعم النفسي سواء كانت علاجية أو إرشادية على كافة المستويات، وخاصة مع وجود مشكلات نفسية تبدأ من التوتر والقلق واضطرابات النوم وأزمة التكيف تؤدي إلى مشكلات اضطرابات سلوكية تصل إلى الاكتئاب وخاصة لدى الأطفال والمراهقين والنساء.