تحركات عسكرية واسعة في القواعد الأميركية شمال شرق سوريا.. ماذا يجري؟

الأربعاء, 5 تشرين الثاني 2025 الساعة 11:42 | شؤون محلية, أخبار محلية

تحركات عسكرية واسعة في القواعد الأميركية شمال شرق سوريا.. ماذا يجري؟

بين التصريحات الرسمية التي تحدثت عن تقليص الوجود العسكري الأميركي شمال شرق سوريا، والتعزيزات العسكرية الواسعة التي وصلت إلى القواعد منذ أسابيع، يُلاحَظ مدى تناقض الموقف الأميركي في التعاطي مع الملف السوري بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، خصوصاً ما يتعلق بموضوع القواعد العسكرية المنتشرة في منطقة شرق الفرات.

 

بداية العام الحالي، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عزمها على تقليص قواتها في سوريا إلى النصف بحلول نهاية 2025، إضافة إلى تأكيد نيتها إغلاق عدد من القواعد الأساسية في شرق الفرات، بسبب "انحسار خطر تنظيم داعش داخل سوريا".

 

هذا الإعلان تبِعته حركة مكثفة من القوات الأميركية لتفكيك القواعد ونقل المعدات العسكرية والتجهيزات اللوجستية من شمال شرق سوريا باتجاه الأراضي العراقية عبر المعابر الحدودية البرية، حيث شهد النصف الأول من العام الحالي نشاطاً ملحوظاً للقوافل العسكرية عبر الحدود، في إطار الخطة الأميركية لتقليص النفوذ العسكري في سوريا.

 

النشاط العسكري في قواعد شرق الفرات توقف منذ 4 أشهر بشكلٍ مفاجئ، حيث كشفت مصادر ميدانية كردية للميادين نت أن الجيش الأميركي قرر التريث في عملية سحب قواته من سوريا بسبب التطورات الميدانية والسياسية التي طرأت على المشهد السوري، إضافة إلى الوضع الأمني الهش في مناطق شمال شرق البلاد، مع عودة نشاط تنظيم "داعش" وقيامه بعمليات هجومية في أكثر من موقع في الشرق السوري.

 

المصادر الكردية أكدت أن أحد أبرز أسباب التراجع الأميركي عن فكرة الانسحاب هو عدم قدرة الحكومة السورية الانتقالية على بسط سيطرتها على كامل الجغرافيا السورية، وارتفاع مؤشر الاضطرابات الداخلية خصوصاً ما حدث في الساحل السوري خلال شهر آذار/مارس الفائت، وما جرى في مدينة السويداء في شهر تموز/يوليو، إضافة إلى المناوشات العسكرية المستمرة بين القوات الحكومية وعناصر "قوات سوريا الديمقراطية" على خطوط التماس شرق الفرات، وهو ما تعتبره الولايات المتحدة، بحسب المصادر، فرصة قد يستغلّها تنظيم "داعش" ليعاود نشاطه مجدداً في سوريا.

 

ولفتت المصادر إلى أن السبب غير المباشر للتريث في سحب القوات الأميركية من سوريا يتمثل في رغبة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإنجاز اتفاق العاشر من آذار، الذي يقضي بدمج "قوات سوريا الديموقراطية" في الحكومة الجديدة، وتوحيد جهودهما في قتال تنظيم "داعش".

 

منذ منتصف شهر أيلول/سبتمبر الماضي، عاد النشاط إلى القواعد الأميركية في مناطق شرق الفرات، لكن هذه المرة من خلال استقدام تعزيزات عسكرية متنوعة، شملت أسلحة ثقيلة، ومنظومات دفاع جوي، ومعدات إلكترونية متطورة، وقوات بشرية انتشرت في قواعد دير الزور والحسكة والرقة.

 

كما شهدت الأسابيع الماضية إجراء القوات الأميركية تدريبات عسكرية مكثفة بالذخيرة الحية، واستخدام الطائرات الحربية والمروحيات، بهدف رفع مستوى الجاهزية القتالية.

 

وتشير المعلومات إلى أن القوات الأميركية استقدمت مؤخراً نحو 100 شاحنة محملة بمعدات لوجستية وعسكرية عبر معبر الوليد الحدودي من إقليم كردستان العراق إلى قواعدها شمال شرق سوريا، إضافة إلى وصول أكثر من 10 طائرات شحن محمّلة بالتجهيزات العسكرية إلى المنطقة، توزعت على قواعد محافظة الحسكة شمال شرق سوريا.

 

وبحسب المعلومات الميدانية، فقد شهدت القواعد الأميركية الثلاث في محافظة الحسكة استنفاراً أمنياً لم تشهده منذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، وهذه القواعد هي "تل بيدر" على الطريق الدولي في ريف الحسكة الشمالي، و"خراب الجير" في ريف الحسكة الشمالي، ومساكن حقول الجبسة "سابقاً" في مدينة الشدادي جنوب الحسكة، والتي تشكل قواعد الربط العسكري الأميركي في الشرق السوري، كما أنها تُعتبر خط الإمداد الرئيسي لباقي القواعد الأميركية شرق الفرات، حيث تصل إليها الإمدادات العسكرية الجوية، ثم تنقل برّاً إلى قواعد دير الزور والرقة.

 

شهدت قاعدة "الشدادي" في ريف الحسكة منذ بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر تدريبات عسكرية مكثفة ركّزت على عمليات الإنزال الجوي، إضافة إلى تدريبات جوية بالطائرات الحربية والمسيّرة، تحاكي صد هجوم جوي بمختلف أنواع الأسلحة على القاعدة.

 

وترافقت التدريبات العسكرية الأميركية مع تفعيل أنظمة الرادارات داخل القاعدة، وتعزيز الحراسة الأمنية المحيطة، إضافة إلى تكثيف الدوريات الأمنية على طول الطرق الواصلة إلى القاعدة، كما نفذّت قوات سوريا الديمقراطية دوريات تمشيط في مختلف القرى والبلدات المحيطة بالقاعدة أثناء إجراء التدريبات.

 

في إطار التحركات العسكرية شمال شرق سوريا، أكد مصدر ميداني للميادين نت أن وفداً أمنياً أميركياً زار قاعدة "تل بيدر" في ريف الحسكة، واطّلع على جاهزية نقاط الحماية والتحصينات، كما تفقد أنظمة الرادار والدفاع الجوي وأجهزة الاتصال وكاميرات المراقبة.

 

الوفد زار أيضاً قاعدة "خراب الجير" في بلدة "اليعربية" المحاذية للحدود السورية – العراقية، واطّلع على جاهزيتها العسكرية، وتزامنت زيارة الوفد مع هبوط طائرة شحن أميركية تحمل أنظمة دفاع جوي متطورة في القاعدة، وطلب الوفد نصب مجموعة رادارات جديدة وتفعيلها، وتركيب أجهزة اتصال متطورة وكاميرات مراقبة تحسباً لأيّ تطور عسكري قد يحدث في المستقبل.

 

وتشير المصادر الميدانية إلى أن التحركات الأميركية الأخيرة ربما تكون مرتبطة بتطور عسكري محتمل تخشى الولايات المتحدة حدوثه في المنطقة، مثل اندلاع الصراع بين "قوات سوريا الديموقراطية" والقوات الحكومية، أو قيام الجيش التركي بعملية عسكرية ضد الكرد في العمق السوري.

 

ولفتت المصادر أيضاً إلى وجود خوف أميركي من احتمال شن عناصر تنظيم "داعش" هجمات على القواعد الأميركية في سوريا مستقبلاً.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا