
تتواصل الانتهاكات في ريف محافظة طرطوس، وتحديدًا في قرية خربة الأكراد في سهل عكار جنوب طرطوس، حيث تستمر الفصائل التابعة للحكومة الانتقالية المتمركزة على النهر الكبير عند الحدود السورية _اللبنانية بارتكاب تجاوزات خطيرة طالت الرموز الدينية في المنطقة ذات الغالبية العلوية.
ووفقًا للمعلومات الواردة، أقدمت تلك الفصائل على حرق مقام الشيخ محمد العجمي والشيخ حامد زغبور ومقام الشيخ أحمد الشعباني. وذكر شهود عيان أن مقام الشيخ محمد العجمي تعرّض للتخريب ونبش وتكسير القبور المحيطة به، وذلك بعد حضور الأهالي أثناء دفن أحد المتوفين من أبناء القرية ورؤيتهم حجم الأضرار، في اعتداءات تمسّ المقدسات وحرمة المقامات. وتم استدعاء الجهات المختصة للتحقيق في الحادثة.
أثارت هذه التطورات حالة من الغضب والاستياء بين أبناء المنطقة، الذين اعتبروا أن الصمت الرسمي يشجّع على تكرار هذه الأفعال ويفتح الباب أمام مزيد من الفوضى والاعتداءات بحق السكان ومعتقداتهم. وطالب الأهالي بفتح تحقيق فوري ومحاسبة الجهات المتورطة، والعمل على وقف سلسلة الانتهاكات التي باتت تهدد السلم الأهلي وكرامة المواطنين في ريف طرطوس.
وسبق أن رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في 14 تشرين الثاني الماضي، أن عناصر حاجز أمني اتخذوا قبل أيام مقام الشيخ حميد “أحمد بن بطة الشامي”، التابع للطائفة العلوية والموجود على طريق المخرم بريف حمص الشرقي، مقرًّا لهم، ما دفع الأهالي إلى تقديم شكاوى رسمية لدى محافظة حمص.
وعلى خلفية ذلك، تم إخراج العناصر وإبعادهم بأمر من محافظ حمص، الذي وجّه بإخلاء الحاجز من المنطقة. إلا أن العناصر قاموا قبل انسحابهم بتكسير الأبواب وخلعها والعبث بالرخام وقطع الأشجار.
وتكررت الحادثة مساء الخميس الماضي، حين أقدم مسلحون مجهولون على إحراق الفرش الموجود داخل المقام، ما يعكس استمرار نهج متصاعد يستهدف المقدسات والمقامات الدينية العلوية ضمن سياق اعتداءات ممنهجة تمسّ حرية المعتقد وكرامة الطوائف المختلفة في المنطقة.