جهينة نيوز:
تتوقع الأمم المتحدة أن تكون ولادرة المواطن الـ7 مليار في الحادي والثلاثين من آب الجاري هو يوم ميلاده في هذا التاريخ ذا قيمة رمزية.
وتعود خبراء السكان أن يسبق الواقع تنبؤاتهم، لذلك فمن المنتظر أن يأتي المواطن رقم سبعة مليار إلى العالم قبل الموعد المحتمل.
وزادت وتيرة نمو سكان العالم بشكل هائل على مر تاريخ البشرية حيث بلغ تعداد العالم إبان فترة المسيح نحو 300 مليون نسمة ثم كان المليار الأول من سكان العالم بعد عام 1800 بسنوات قليلة.
وازداد سكان العالم في القرن الحادي والعشرين وحده بواقع مليار نسمة أخرى وأصبح خبراء السكان يلتزمون الحذر بشأن أي تنبؤات أخرى، تماما كما يفعل خبراء الأرصاد الآن بشأن توقعات الطقس.
وعن ذلك قال ديفيد بلوم من كلية هارفارد للصحة العامة إن هناك عدة عوامل تصعب التنبؤات الدقيقة الخاصة بسكان العالم منها الأمراض المعدية والحروب والتقدم العلمي والتغيرات السياسية وقدرة القائمين على القرار السياسي في العالم على التعاون مع بعضهم بعضا.
لكن بصفة عامة العلماء يتوقعون أن تتراجع وتيرة النمو السكان حيث تتنبأ الأمم المتحدة بألا يزيد عدد سكان العالم عن 8 مليارات إلى 10.5 مليارات نسمة بحلول عام 2050.
ومن المؤكد أن الثقل السكاني في قارات العالم سيشهد تغيرا مدفوعا بمعدلات النمو السكاني المرتفعة في آسيا وأفريقيا.
وقريبا ستحل الهند التي يبلغ تعداد سكانها حاليا 1.2 مليار نسمة محل الصين (1.3 مليار نسمة) وسيصل عدد سكان نيجيريا التي تعتبر الأكثر سكانا من بين دول أفريقيا حيث يعيش فيها الآن نحو 162 مليون نسمة إلى نحو ثلاثة أرباع مليار نسمة بحلول منتصف القرن الحالي.
ومثال آخر: يعيش حاليا أكثر من 80 مليون نسمة في ألمانيا الصناعية ومثلهم في اثيوبيا النامية، ولكن من المتوقع أن يكون هناك نحو 174 مليون نسمة في اثيوبيا في غضون 40 عاما مقابل نحو 72 مليون نسمة في ألمانيا، وسيكون سكان ألمانيا أكبر سنا في المتوسط عن سكان اثيوبيا.
ومن بين نتائج ذلك تغير موازين القوى بين قارات العالم حيث سيتزايد نفوذ دول مثل الصين والهند والبرازيل في الوقت الحالي بالفعل وهو ما دفع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مؤخرا أن تناشد الأوروبيين التماسك قائلة: «في عالم يعيش فيه سبعة مليارات نسمة علينا أن نحشد 500 مليون أوروبي مع بعضهم بعضا.. وإلا فلن يكون من الممكن إنقاذ الرخاء والمبادئ في أوروبا». ومع تزايد سكان العالم تتزايد الحاجة إلى الأرض التي يعيشون عليها وإلى الأغذية والطاقة وهو ما يغذي المخاوف من تزايد ضراوة الحروب على الثروات الطبيعية الحالية.
ولا يستبعد الكثيرون على سبيل المثال أن تحدث حروب بين الدول المتجاورة على الماء.
ورأى خبراء الصندوق العالمي للطبيعة أن سكان العالم سيحتاجون إلى ثلاثة أمثال كوكب الأرض بحلول عام 2050 إذا لم تتغير عادات سكان العالم.
وقال خبير الصندوق جيسون كلي: «علينا أن ننتج خلال الأربعين عاما المقبلة نفس كمية الأغذية التي أنتجت خلال الثمانية آلاف عام الماضية».
أضف إلى ذلك أن سكان الدول الصناعية لايزالون يرمون بالكثير من الطعام في سلة المهملات.
لكن المتفائلين يشيرون إلى أن التوقعات المبالغة في التشاؤم بشأن تداعيات تزايد سكان العالم لم تتحقق حتى الآن ويرون أن الأحداث تطورت بشكل إيجابي من خلال التطور التقني والإنجازات الطبية التي حققها العالم وذلك خلافا للمخاوف.