جهينة نيوز- خاص:
ما إن أُعلن عن التوصل إلى تفاهم أمريكي روسي لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، والتوجه إلى عقد مؤتمر "جنيف 2" حتى بدأت التجاذبات السياسية تطفو على السطح ولاسيما الاختلاف على بعض التفاصيل الصغيرة التي يبدو ضرورياً بحثها ووضعها على الطاولة قبل أن تصبح عائقاً على غرار ما جرى في مؤتمر جنيف السابق.
فما حدث في تركيا من تفجيرات واتهام سورية بذلك وقبله العدوان الصهيوني الغادر على دمشق وتصريحات بعض أقطاب الإدارة الأمريكية بضرورة تسليح "المعارضة السورية"، هدفه خلط الأوراق وإعادة القضية إلى مربعها الأول، وإجهاض فرض الحل السلمي، وتصوير ما يجري أنه صراع سوري داخلي لا حرباً تشنها بعض الأطراف الدولية والإقليمية عبر ثلة من المأجورين القتلة والمرتزقة التكفيريين.
كما برزت مشكلة توقيت عقد المؤتمر الذي كان من المتوقع انعقاده نهاية أيار، وهناك توجه بتأجيله إلى حزيران، ليظل السوريون وحدهم أسرى هذا الانتظار، فهل سيعولون كثيراً على نتائج هذا المؤتمر، خصوصاً وأن "المعارضة" المنقسمة على نفسها لم تحسم قرارها بعد؟.
الباحث والمحلل السياسي د. أكرم مكنا رأى في حديث خاص لـ"جهينة نيوز" أنه من المعلوم والمحسوم أن من فرض هذا الحراك السياسي الدولي والإقليمي هم رجال الجيش العربي السوري البواسل الذين سطروا أروع الانتصارات في الميدان وطهروا أغلب المناطق، مضيفاً: ومن الواضح أن هناك جسماً صلباً عصياً على التفتيت قراره واحد هو الدولة السورية، مقابل معارضات حربائية لها ارتباطاتها الخارجية والمالية وهي لا تنفي ذلك، بل لا تخفي حتى علاقاتها مع إسرائيل. وهي لا قرار ولا رأي سيادياً لها، وهناك معارضات داخلية بعضها دخل في حوار وعمل سياسي مع النظام وبعضها ما زال ينتظر أين الهوى السياسي والميداني سيهوي ليهوي معه، منها ما هو تنسيقي ومنها ما هو غير تنسيقي!!.
وقال د. مكنا: والأدهى أنه ظهر علينا مؤخراً كوكتيل سياسي خارجي يضمّ كما يقولون مجموعة من العلمانيين الأطلسيين ذوي التمويل الخارجي ويحوي كل أنواع الفواكه والخضراوات المجففة والحشائش اليابسة. وفي هذا يمكن القول إن انعقاد مثل هكذا مؤتمر دولي، والخلافات التفصيلية التي سبقته ووجود هكذا معارضات، ومع الشك بملابسات انعقاده وبعد انتصارات الجيش العربي السوري في الميدان لابد من التأكيد على مقولة "الشياطين تمكن في التفاصيل"، وبناء على ذلك من حقنا وحق السوريين جميعاً أن نسأل: كيف سيجلس من يمثل قلب محور المقاومة والممانعة مع من يمثل الخيانة والعمالة والارتباط بالصهيوني، ومن الذي يمون على تلك القطعان من الإرهابيين عبدة الشيطان الذين ينتزعون قلوب البشر ويأكلونها حقداً بشراهة وإجرام، ولا يفقهون إلا لغة السحق والمحق والقوة، ومن ثم هل سيسلّم المحور الصهيوني الأمريكي العثماني الأعرابي بهزيمته، وهل سيقتنع الجميع بالاحتكام إلى صناديق الاقتراع التي تخشى وتخاف منها المعارضات الخارجية، والأهم من كل ذلك هل يستوي القتلى والمقتولين من الإرهابيين الذين دمّروا الوطن وأحرقوا مؤسساته مع شهداء الجيش العربي السوري والوطنيين الشرفاء الذين حموا سورية ومؤسساتها؟!.
وأضاف د. مكنا: إذاً هناك الكثير من التفاصيل الشيطانية التي تعترض عقد المؤتمر الدولي، يطول شرحها ومن الصعب تخطيها أو القفز عنها، متابعاً: أعتقد ولا أتمنى ذلك أن المعركة مفتوحة وقد تأخذ أشكالاً متعددة، وأقول بكل حزن إنه كما كنّا نقول بوجود صهيونية مسيحية أصبح لدينا صهيونية إسلامية وصهيونية عربية، وللأسف بعض الصهيونية السورية التي تكبّر وتهلّل لذبح وطنها على يد إسرائيل. كما أعتقد بل أجزم أن لا خيار أمام محور المقاومة وأمام السوريين الوطنيين الشرفاء وهم كثُر إلا الانتصار على كل هذه الصهيونيات، ولا خيار غير ذلك، وأهم عناصر النصر هي الصبر والثبات والإرادة والثقة بالنصر، خاصة وأن محور المقاومة يمتلك الشارع والمشروع والمشروعية، بينما الآخرون لا شارع ولا مشروع ولا مشروعية لهم
01:34
01:34
03:13
06:59
01:49
02:22
02:55
08:41