جهينة نيوز- كتب المحرر السياسي:
حتى أكثر الواهمين بانتصار سعودي مرتقب يحقّقه أمراء الفتنة والخديعة والخبث والانبطاح للرغبات الصهيوأمريكية في اليمن لم يكن ليتخيل هذه الهزيمة "الفضيحة" لنظام تكفيري جيّش دولاً وزعماء لتغطية وتبرير والمشاركة في العدوان على شعب فقير ذنبه الوحيد رغبته في الثأر لكرامة حاول آل سعود استباحتها في حرب مجنونة سرعان ما انقلبت عليهم اليوم لتطيح بعرشهم المتهالك.
فالسعودية التي ظنّت، وقد استبدّ بها الغرور والوهم، أنها ستكون سيدة الشرق الأوسط بلا منازع بعد إشعال حروب متنقلة وتغذية جماعات تكفيرية ومدّها بمختلف صنوف أسلحة الإرهاب والقتل والإجرام لتعيث تخريباً في البلدان العربية لمصلحة حلفائها في تل أبيب وواشنطن، ها هي تسقط سقوطاً مدوياً في اليمن بعد فشلها الذريع في سورية والعراق واندحار مرتزقتها.
اليوم ومع إعلان انتهاء ما يسمّى "عاصفة الحزم" تبدو السعودية وحيدة في صحراء التخلي عنها ممن دفعها إلى هذه الحرب، وباتت رغبتها بمواجهة إيران في اليمن تحت أقدام "أنصار الله" الذين تصدوا للعدوان بصبر وحكمة، وهم الذين يعلمون قدرتهم على إلحاق الهزيمة بنظام توهم في لحظة أنه يمكنه إذلالهم وجرهم مع الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي إلى قصور الرياض لإتمام بيع اليمن السعيد في أسواق المملكة الشقية!!.
لم يكن التلويح السعودي التحرش بالبحرية الإيرانية رغم تخوف أسيادهم في البيت الأبيض من هذه الحماقة، وحديث أوباما المتأخر مع سلمان بن عبد العزيز يوم الجمعة، واستدعاء وزير الخارجية الإماراتي محمد بن زايد المختلف مع السعودية والمشكك في علاقتها مع نظام أردوغان إلى واشنطن ولقائه الرئيس الأمريكي إلا محاولة للملمة الفضيحة "الهزيمة" وإيجاد حل سريع للورطة "الدولية" في اليمن.
فالولايات المتحدة الأمريكية باتت على يقين بأن السعودية تعمل بالتحالف مع إسرائيل على تخريب أو نسف اتفاق لوزان، فضلاً عن عدم رضاها عن محمد بن سلمان الولد المتكالب على العرش والذي لا يملك أي خبرة تؤهله لقيادة البلاد، ويتصرف في الداخل كمن يقود انقلاباً على والده، حيث يفرد له الإعلام السعودي كل الأخبار والأغاني التي تمجده، فيما يغيب باقي أمراء الأسرة الحاكمة كمقرن بن عبد العزيز ومحمد بن نايف عن مسرح الأحداث والتطورات السياسية والعسكرية في المملكة.
وبحسب مصادر خاصة لـ"جهينة نيوز" فإن محمد بن نايف لا يستطيع التعامل مع ولد سيئ السمعة كمحمد بن سلمان الابن المدلل لأبيه الملك. وتضيف المصادر: إن السعودية وإسرائيل تدركان اليوم أن لا قوة يمكن أن تجبر أوباما على التخلي عن اتفاقه مع إيران، وهو يفهم طبيعة لعبتهما القذرة!.
وتلمح مصادر "جهينة نيوز" إلى أن الأمور ستتضح في الأيام المقبلة في قمة كامب ديفيد المرتقبة، إذ إن مشاركة الملك سلمان ستعطي مؤشراً على أن الخطة السعودية الإسرائيلية لا أفق لها، أو ربما تستطيع أمريكا إقناع الملك بالحضور مقابل دعم محمد بن سلمان للوصول إلى العرش مما سيضعف السعودية ويحشرها في عنق زجاجة الاقتتال بين الأمراء تمهيداً لتقسيمها، ما يؤكد أن سلمان سيكون آخر ملوك آل سعود قبل أن تتحول إلى مشيخات واهنة ضعيفة.
إذاً.. الحرب في اليمن انتهت، وواشنطن ماضية في خلط الأوراق واللعب في الوقت الضائع للهيمنة أكثر على السعودية بعد فشل مشروعها في سورية والعراق، وكرة اللهب الكبيرة التي حاول السعوديون رميها في اليمن ترتد بقوة إليهم، فما الذي ستحمله المنطقة من تداعيات بعد هذه الهزيمة "الفضيحة"؟!.
14:59
23:45
18:35
18:35
18:35