جهينة نيوز:
رحم الله تلك الأيام . في سبعينات وثمانينات وتسعينات القرن الماضي ، كيف كان منتخبنا الوطني لكرة القدم بعبع الفرق العربية وحتى القارية ... رحم الله أيام تلك النجوم الساطعة في سماء كرة القدم السورية وحتى الآسيوية : فارس سلطجي – موسى شماس - جورج مختار - محمد دهمان – أحمد جبان – محمود طوغلي – عبد القادر كردغلي – كيفورك مردكيان – جوزيف شهرستان – سمير سعيد – سهيل لطفي – هيثم برجكلي – رضوان الشيخ حسن – نزار محروس – عبد اللطيف الحلو – عبد الغني طاطيش – مروان مدراتي – وليد أبو السل – مناف رمضان – ماهر بيرقدار .. وغيرهم كثيرون .
فريقنا هزم منتخب ايران في أيام عزه وفي طهران في بداية السبعينات من القرن الماضي .
فريقنا كانت مبارياته أمام الفرق العربية وخاصة الفرق الخليجية أشبه بنزهة !
فريقنا أحد الفرق القليلة التي كانت تفوز على فريق مصر في دورات كأس العرب ، وفريق مصر أول فريق عربي يتأهل الى كأس العالم !
فريقنا احتل المركز الأول في دورة الألعاب العربية في بيروت عام 1957.
فريقنا احتل المركز الثاني بعد فريق المغرب المتأهل الى كأس العالم في دورة كأس القنيطرة عام 1974.
فريقنا فاز ببطولة المتوسط عام 1987 وعلى الفريق الفرنسي ، نعم الفريق الفرنسي !
فريقنا كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل الى كأس العالم عام 1986 لو أنه تعادل مع العراق بهدفين بعدما كانت النتيجة 2-1 لصالح العراق
فريق شيابنا تأهل الى نهائيات كأس العالم أكثر من مرة واحتل المركز الخامس على العالم في بطولة 1992 في البرتغال وحصل على بطولة آسية عام 1994 .
...انجازات كثيرة حققها المنتخب الوطني سواء على صعيد الرجال أو الشباب أو الناشئين وهذا ليس بغريب بالرغم من امكانات بلدنا المتواضعة والتزاماته القومية الباهظة الثمـــن – وبدون أدنى منة - عبر الزمن .
سورية أسست اتحاد كرتها عام 1936 وانضمت الى الاتحاد الدولي عام 1937 وكانت من اوائل المؤسسين على الأقل على المستوى العربي ، في الوقت الذي لم تكن تعرف فيه بعض البلاد العربية ومنها دول الخليج ما معنى كرة القدم !
فريقنا ذهب الى احدى دول الخليج نهاية خمسينات القرن الماضي للعب مباراة ودية هناك ، وتفاجأ الخليجيون بأن لاعبينا يلبسون الأحذية الرياضية ( أبواط) في الوقت الذي كانوا هم فيه حفاة ؟؟!!
أما لماذا وصلنا الى ما نحن عليه اليوم ، فهو سؤال نوجهه الى المعنيين في الحكومة واتحاد كرتنا المبجل .
صحيح أن بلدنا يمر بأزمة غاية في الصعوبة ، وقد انعكست سلباً على كل مجالات الحياة ، ولكننا صامدون . جيشنا السوري البطل ما يزال صامداً وسيبقى لأنه مؤمن الايمان المطلق بوطنه وشعبه وبأ ن النصر قادم لأنه يدافع عن الحق والله مع الحق وهو ناصر الحق ولو بعد حين . صامد بوجود هذا القائد الرائع بشار الأسد والقسم الأكبر من هذا الشعب السوري الوطني بامتياز . المخلصون والعاشقون لوطنهم موجودون في كل مكان على مساحة سورية ولذلك فهي صامدة وستبقى حتى تنجلي هذه الغمة وتزول الكارثة ، وهذا قريب بإذن الله . لا أعتقد أن بلداً في العالم يمكن أن يتعرض ما تعرضت له سورية ، وما تزال الكهرباء فيه موجودة ، والماء متوفر ، والهاتف والاتصالات والمواد الغذائية وكل أنواع البضائع والأدوية واحتياجات الناس كلها متوفرة ..صحيح أن السفلة من المتلاعبين بقوت الناس رفعوا الأسعار والى درجة يصعب على الكثيرين من أبناء الشعب تحملها ، لكن كل شيء موجود ، حتى العلاج في المشافي العامة ، شبه بالمجان ، حتى التعليم في المدارس والجامعات الحكومية ، شبه بالمجان ..كل ذلك موجود وحتى اليوم، في الوقت الذي لا تتوفر ولو بعض هذه الخدمات في بلاد مجاورة يفترض أنها ما تزال تنعم بالأمن والأمان ، وما يسمى بالازدهار !!. وكذلك منتخبنا الوطني ، فبالرغم من كل هذه الظروف فقد حقق ما حلمت به فرق بلاد أخرى تنعم بكل نعم الدنيا ، ولكنها لم تتأهل كما استطاع فريقنا . فريقنا تأهل الى نهائيات كأس آسية القادمة والتصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس العالم ، وهو انجاز حلم حقاً ، فهل يعقل أن نضيع الحلم لأننا فشلنا في تكليف مدرب بمواصفات عالية لانجاح واستكمال مسيرة هذا المنتخب بعد نجاحه في التأهل الى هذه المرحلة الحاسمة من النهائيات الآسيوية والتصفيات ما قبل التأهل الى نهائيات كأس العالم ؟
هل خلت الساحة من مدربين أكفياء حتى ندبلج تمثيلية مورينيو ونجعل العالم يسخر منا ؟ اليس في العالم سوى مورينيو ؟صحيح أن الكثير من المدربين الأجانب قد لا يحضرون الى سورية هذه الأيام بسبب ما وصلت اليه من وضع ، وخاصة بتأثير الاعلام المغرض الذي تمارسه بعض وسائل الاعلام العربية والاسلامية مثل ( الخنزيرة) الجزيرة ، و( العبرية ) العربية وسواهما ..ولكن ، هل خلت الدنيا من مدربين بمستوى عال ؟ أين روسية ، أين الصين ، البرازيل....كلها دول صديقة ، ومتعاونون معنا ومتفهمون لما يجري في بلدنا . ...ثم أين مصر ؟ المصريون يعشقون سورية وثمة مدربون على مستوى دولي ، وكثير منهم يتمنى ، فلماذا نركض وراء سراب مورينيو وسواه ؟
الوقت يجري مسرعاً ، والفرصة التي أوصلنا اليها منتخبنا الوطني جد غالية ويجب ألا نفرط بها ، وعلينا أن نتجاوز كل روتين يحول دون ذلك . ومن المؤكد أن تطبيق نظام الرواتب والمكافآت الحوافز المعمول به لن يساعدنا في التعاقد مع مدرب كفؤ لتحقيق ما نحلم به !ان مهمة تدريب منتخبنا مهمة مقدسة تستأهل كل تضحية طالما كانت الغاية أن يرفرف علمنا عاليا في المحافل الدولية وعلى مرأى العالم ، وازاء ذلك يهون كل شيء ، صدقوني . واذا بقينا على مانحن عليه من اجراءات روتينية وضياع فلن نحصد سوى الخيبة ، وأولى بشائرها خسارتنا في المباراة الودية مؤخراً أمام فيتنام المتواضع جداً ، الأمر الذي يدل على أن ما ينتظرنا لقاء تحقيق حلمنا ، لا يبشر بالخير .
18:25