جهينة نيوز:
لماذا لانضع في مناهجنا المقررات والمعلومات التي تجمع وتوحد ولاتبعد وتفرق , وأنا هنا أتحدث تحديدا" عن مواد التربية الدينية والتربية الوطنية وبعض مواد التاريخ . فما ذنب هذا الطفل في سني حياته الأولى أن يشعر بأنه مختلف , أوأنه منبوذ هنا وصاحب حظوة هناك ؟؟؟. ويتعقد من مجتمعه منذ تلك السنين . فإن كان مسيحيا" في مدرسة أغلب طلابها مسلمين , يخرج ويشعر بأنه منبوذا" . وإن كان مسلما" في مدرسة أغلب طلابها مسيحيين يخرج ويشعر بنفس الشعور وربما يشعر البقية بالحظوة وبعضهم يشعر بإحساس غريب غير مريح . لماذا لايوضع كتاب واحد للتربية الدينية يشمل التعاليم الإسلامية والمسيحية ويجمع كل طلبة الوطن في منهاج واحد؟؟؟ . ولماذا الإختلاف إن كان هناك سور كاملة في القرآن الكريم تتحدث عن مريم العذراء والسيد المسيح ؟؟, وطالما رسولنا الكريم يقول جئت لأتمم مكارم الأخلاق , وسيدنا المسيح يقول حبوا بعضكم بعضا" كما أحببتكم , ومن ضربك على خدك الأيمن فدر له الأيسر . لماذا نفرق مجتمعنا بهذه المناهج المتخلفة , التي لاتعكس أي مضمون إيجابي في حياتنا العملية .
لهذا فإني أقترح في هذا المجال أن توضع لطلاب المرحلة الابتدائية مادة اسمها الأخلاق الحميدة , التي توضع فيها كل الأفكار والمبادئ السامية التي تدعو لحب الآخر واحترام الآخر ومحاورة الآخر بأدب وعلم وتعمق بنفس الطفل محبة الوطن والانتماء إليه بكل جوارحه وإبعاد كل الأفكار السلبية والمتخلفة , التي تؤثر سلبا" على نفسية الطفل وأدائه الإجتماعي .
وفي السنين اللاحقة حتى نهاية المرحلة الثانوية يوضع كتاب واحد للتربية الدينية يشمل التعاليم الاسلامية والمسيحية يجمع كل طلبة الوطن في منهاج واحد لنتخلص من هذه الآفة اللعينة .
وفي كتب التربية الوطنية يجب أيضا" التركيز على كل المواضيع التي توحد المجتمع وترفع من مستوى الوعي الوطني لدى الطلاب وتغرس حب الوطن والقضايا الوطنية في نفوسهم , وتؤكد على الدفاع عن حقوقنا المغتصبة ومحاربة الأعداء الذين يحتلون أرضنا وعلى العدو الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين. بالإضافة إلى قضايا البيئة والمجتمع ومظاهر الفساد والنظافة والمفاهيم العلمية واحترام القوانين والإلتزام بالنظام العام .
وفي كتب التاريخ يجب التركيز دائما"في مناهجنا على الأحداث التاريخية التي تؤكد المسار التاريخي الصحيح لهذه الأمة والابتعاد عن الأحداث المزيفة والأقوال المتخلفة التي تفرق المجتمع وتدب الكراهية والحقد والضغينة بين أبنائه
فهل سنرى قرارا" تاريخيا"بهذا الأمر تأخذه وزارة التربية وإذا اقتضى الأمر القيادة السياسية لنغلق هذا الباب , الذي يستغله الخصوم والمتخلفون لتفرقة أبناء هذا المجتمع وزرع الضغائن في قلوبهم الفتية , التي لاتعرف الضغينة .
هذا مانأمل أن نراه في القريب العاجل