جهينة نيوز:
لم يكن للولايات المتحدة الأميركية أن تعلم أنّ من عجزت عن إركاعها بالسلم ستعجز عنها بالحرب، وهي التي حاولت فعل ذلك في كل محطة من محطات تاريخ الشرق الأوسط الحديث حتى تجلت قناعة مطلقة ان من قال" لا " لكولن باول في ظروف إقليمية و دولية استثنائية لا يمكن للضغوط السياسية أن تؤتي ثمارها فكان أن خيضت ضدها حرب، اشد المتفائلين لم يتوقع لها أن تصمد إلا أشهر قليلة ولا أن تبقي كلمة " اللا " في قاموس نهجها.
ولأن مخطط الاستهداف مبني على نمط " الحروب القذرة " والتي تنتفي بها احتمالية بقاء أي بلد تطولها هكذا أنواع من الحروب بعيداً عن الانهيار والتقسيم لذلك لم يتضمن بنداً لاحتواء تداعيات مزلزلة فيما لو صمدت سورية ؟!
و" ليقضي الله أمراً كان مفعولاً " بقيت سورية شامخة شموخ الجبال و قبلة الشرفاء و صمام أمان حلف مقاوم يتسع و يزداد زخمه بقوة الدفع السورية وبقدرة دمشق على لعب دور المتفرج بإتقانها فن الصبر و التروّي في الأزمات الأمر الذي أرهق خصومها وأعداءها، وفي قائد اختار درب الكرامة بالرغم من وعورته، وفي شعب يعي بأن جوهر الحرية يكمن في ظل السيادة الوطنية التي تتصدر ثوابت السياسة السورية.
خطاب الرئيس الأسد أمام مجلس الشعب بمناسبة الدور التشريعي الثاني دليل واضح أن تلك الحرب التي علّق عليها الغرب الآمال في وضع سورية على هامش المسرح السياسي في الأثر و التأثير لم تستطع أن تنال منها ومن ثوابتها ومن لائها المحصّنة بقوة الإيمان العميق بالله والوطن، فبعد خمس سنوات من الحرب على سورية مازالت هي نفسها المتمسكة بذات النهج مازالت تقول "لا" للمشاريع الغربية لتثبت انه لا بالسلم ولا بالحرب يمكن أن يتغير هذا النهج الراسخ والمتخذ بناء على الكثير من الأخلاقيات المنعدمة في فن السياسة الدولية.
اليوم قالها الأسد لا للتقسيم و لا للمشاريع الطائفية، لا لترك محور المقاومة لا للارتهان للأميركي و "اللا "الأبرز التي رسمت ملامح المنطقة والإقليم في المرحلة المقبلة أن لا لسلطنة عثمانية جديدة قي صدى لنفس المواقف التي اتخذت في وجه أميركا إبان غزو العراق وبعد الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز من العام 2006 و التي هي بطبيعة الحال مضمون هذه الحرب الظالمة و أهدافها.
وفي الوقت ذاته من كان يملك قدرة التصدي لأعتى هجمة بربرية في التاريخ لديه القدرة أن يناقش أي طرح جدّي لحل سياسي ينهي الحرب على سورية ويعيد الاستقرار للمنطقة، وفق رؤية سورية أطلقها الرئيس الأسد غير ذي مرّة أن " يدنا ممدودة لحل سلمي لا يضر بالثوابت السورية ".
تلك الثوابت التي أكثر ما أحرجت الواجهات المصنّعة تحت اسم معارضة ومن خلفهم ففي تصريحات "وفد الرياض" و غيره من المعارضات لا وجود لأي كلمة تشير إلى عزة و كرامة الوطن ولا موقف يتحدث عن شأن داخلي سوري سوى فاتحة كتابهم" المرحلة الانتقالية " التي تعوّل عليها واشنطن في العبور بسورية إلى خط "المستسلمين "للإرادة الأميركية "ومن هنا أتى قول الرئيس الأسد "إن هذه المبادئ تشكل أساساً حقيقياً لنجاح المحادثات إن كانت هناك جدية ومصداقية "
رأينا و رأى العالم اجمع أن سورية مازالت حجر الزاوية و بيضة القبان التي تفرض رؤيتها في المعادلات الدولية والإقليمية ومازالت تقول " لا " في وقت يشهد فيه العالم تهافتاً " عربياً " معلناً للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي ومازال المأزق الأميركي يتسع ويتسع .لأن سورية قالت كلمتها " نحن صامدون وسننتصر ولا بديل عن النصر " و على من يود أن ينأى بنفسه فليصغِ جيداً للحن السوري القادم.
20:09
20:15
20:18
20:24
20:33
20:35
20:37
16:38
16:46
16:52
16:59
17:12
18:44