"اللا " السورية و المأزق الأميركي بقلم: فاديا جبريل

الخميس, 16 حزيران 2016 الساعة 20:03 | مواقف واراء, كتبت رئيسة التحرير

جهينة نيوز:

لم يكن للولايات المتحدة الأميركية أن تعلم أنّ من عجزت عن إركاعها بالسلم ستعجز عنها بالحرب، وهي التي حاولت فعل ذلك في كل محطة من محطات تاريخ الشرق الأوسط الحديث حتى تجلت قناعة مطلقة ان من قال" لا " لكولن باول في ظروف إقليمية و دولية استثنائية لا يمكن للضغوط السياسية أن تؤتي ثمارها فكان أن خيضت ضدها حرب، اشد المتفائلين لم يتوقع لها أن تصمد إلا أشهر قليلة ولا أن تبقي كلمة " اللا " في قاموس نهجها.

ولأن مخطط الاستهداف مبني على نمط " الحروب القذرة " والتي تنتفي بها احتمالية بقاء أي بلد تطولها هكذا أنواع من الحروب بعيداً عن الانهيار والتقسيم لذلك لم يتضمن بنداً لاحتواء تداعيات مزلزلة فيما لو صمدت سورية ؟!

و" ليقضي الله أمراً كان مفعولاً " بقيت سورية شامخة شموخ الجبال و قبلة الشرفاء و صمام أمان حلف مقاوم يتسع و يزداد زخمه بقوة الدفع السورية وبقدرة دمشق على لعب دور المتفرج بإتقانها فن الصبر و التروّي في الأزمات الأمر الذي أرهق خصومها وأعداءها، وفي قائد اختار درب الكرامة بالرغم من وعورته، وفي شعب يعي بأن جوهر الحرية يكمن في ظل السيادة الوطنية التي تتصدر ثوابت السياسة السورية.

خطاب الرئيس الأسد أمام مجلس الشعب بمناسبة الدور التشريعي الثاني دليل واضح أن تلك الحرب التي علّق عليها الغرب الآمال في وضع سورية على هامش المسرح السياسي في الأثر و التأثير لم تستطع أن تنال منها ومن ثوابتها ومن لائها المحصّنة بقوة الإيمان العميق بالله والوطن، فبعد خمس سنوات من الحرب على سورية مازالت هي نفسها المتمسكة بذات النهج مازالت تقول "لا" للمشاريع الغربية لتثبت انه لا بالسلم ولا بالحرب يمكن أن يتغير هذا النهج الراسخ والمتخذ بناء على الكثير من الأخلاقيات المنعدمة في فن السياسة الدولية.

اليوم قالها الأسد لا للتقسيم و لا للمشاريع الطائفية، لا لترك محور المقاومة لا للارتهان للأميركي و "اللا "الأبرز التي رسمت ملامح المنطقة والإقليم في المرحلة المقبلة أن لا لسلطنة عثمانية جديدة قي صدى لنفس المواقف التي اتخذت في وجه أميركا إبان غزو العراق وبعد الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز من العام 2006 و التي هي بطبيعة الحال مضمون هذه الحرب الظالمة و أهدافها.

وفي الوقت ذاته من كان يملك قدرة التصدي لأعتى هجمة بربرية في التاريخ لديه القدرة أن يناقش أي طرح جدّي لحل سياسي ينهي الحرب على سورية ويعيد الاستقرار للمنطقة، وفق رؤية سورية أطلقها الرئيس الأسد غير ذي مرّة أن " يدنا ممدودة لحل سلمي لا يضر بالثوابت السورية ".

تلك الثوابت التي أكثر ما أحرجت الواجهات المصنّعة تحت اسم معارضة ومن خلفهم ففي تصريحات "وفد الرياض" و غيره من المعارضات لا وجود لأي كلمة تشير إلى عزة و كرامة الوطن ولا موقف يتحدث عن شأن داخلي سوري سوى فاتحة كتابهم" المرحلة الانتقالية " التي تعوّل عليها واشنطن في العبور بسورية إلى خط "المستسلمين "للإرادة الأميركية "ومن هنا أتى قول الرئيس الأسد "إن هذه المبادئ تشكل أساساً حقيقياً لنجاح المحادثات إن كانت هناك جدية ومصداقية "

رأينا و رأى العالم اجمع أن سورية مازالت حجر الزاوية و بيضة القبان التي تفرض رؤيتها في المعادلات الدولية والإقليمية ومازالت تقول " لا " في وقت يشهد فيه العالم تهافتاً " عربياً " معلناً للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي ومازال المأزق الأميركي يتسع ويتسع .لأن سورية قالت كلمتها " نحن صامدون وسننتصر ولا بديل عن النصر " و على من يود أن ينأى بنفسه فليصغِ جيداً للحن السوري القادم.

أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 نصر
    16/6/2016
    20:09
    " نحن صامدون وسننتصر ولا بديل عن النصر "
    أكبر اصطفاف لأعداء سورية الخارجيين والداخليين نشهده في هذه المرحلة التي يعبر فيها الرئيس الأسد عن صمود البلد...وهذا الاصطفاف العدواني الواضح سيسهم في إبادة الأعداء...سورية 2016 يجب أن تنتصر على المخطط الصهيوني.
  2. 2 خالد
    16/6/2016
    20:15
    اللا السورية هي كلمة سر وعلن النصر
    لقد اجتمع الأعداء في أجزاء من سورية بغرض تقسيمها، وشرعوا مجدداً يهددون السيد الرئيس...كان الله في عون الرئيس...الشعب سيقاوم معه حتى نهاية آخر انفصالي خائن.
  3. 3 خالد
    16/6/2016
    20:18
    سورية محور كوني والأسد زعيم تاريخي
    وهذه معركة نهائية بين قوى الشر وقوى الخير...إن انتصار الأسد لا بد منه وهو انتصار للتاريخ السوري الذي لم يُهزَم يوماً رغم وجود عملاء.
  4. 4 خالد
    16/6/2016
    20:24
    بين الأسد والقائد القرطاجي "هانيبال"
    نقاط التقاء نادرة، فهانيبال قائد قرطاجة استطاع أن يوحد شرق المتوسط مع غربه...صمد في وجه أعتى امبراطورية وكاد يقتحم روما الهمجية لولا خيانة بعض أعضاء مجلس الشيوخ القرطاجي الذين استسلموا لرغد الحياة وامتيازاتها وضغوط القائد الروماني بينما كان هانيبال يدك أسوار روما مما اضطره للعودة إلى قرطاجة خوفاً عليها...وحدة الشعب مع القائد والثقة التي لا يمكن خرقها هي التي تحمي الأوطان.
  5. 5 خالد
    16/6/2016
    20:33
    لماذا تضغط أميركا على الأسد؟
    لأنه القائد الأخير في المنطقة الذي لا زال يوحّد أبناءها من أقصى المغرب إلى أقصى المشرق ولأنه يجمع بشخصيته صفات القادة التاريخيين المعتدلين المتطورين الذين قرأ عنهم العرب في كتب التاريخ المؤثرة...الأميركان والإسرائيليون يريدون التوصل إلى معادلة هي "سورية بدون الأسد"...وهذه المعادلة تعني "العالم العربي بلا سند" وبعدها لن يبقى مصطلح قاتل خارج بيوت العرب من الطائفية إلى العشائرية إلى التقسيم إلى الإثنية...هذا إذا بقيت بيوت للعرب.
  6. 6 خالد
    16/6/2016
    20:35
    من يقول "لا" غير الأسد في المنطقة؟
    الـ"لا" انتهت من قاموس العرب المحيط بنا هذه الأيام...
  7. 7 فارس
    16/6/2016
    20:37
    من أقوال القائد المؤسس حافظ الأسد
    "إن القادم يبدو أكثر خطراً وأشد فتكاً ومن لا يعد لوحوش كاسرة قادمة فسوف تهلكه الوحوش ولن نكون من الهالكين بعون الله وإرادة الشعب "
  8. 8 أسدي
    17/6/2016
    16:38
    لا للتقسيم
    هكذا قال الأسد، وأعتقد أنه من الضروري الامتثال لما قاله الأسد من قبل جميع الفعاليات الحزبية والثقافية والشعبية والاقتصادية السورية...يجب أن نقاوم التقسيم بكل ما أوتينا...يجب انتزاع الأفكار المريضة من عقول البعض اليائس...ألا يكفي أن الأسد متماسك رغم ما يتعرض له من ضغوط لا يتحملها بنو البشر؟! أليس إنساناً من لحم ودم وأعصاب وعواطف؟! فلنتمسك جميعاً بما قال ولنقاوم، ولتلفظ سورية كل من خانها من مرضى الطائفية والعمالة للأجنبي والصهيوني والتكفيري...يجب أن تواكب المقاومة الشعبية للتقسيم تضحيات الجيش الباسل...
  9. 9 أسدي
    17/6/2016
    16:46
    إذا اتّحدت الإرادات فلا رادَّ لها
    فليشكر السوريون الله لأنهم بعد خمس سنوات حرب ظالمة وموجهة وممنهجة لا زالوا تحت قيادة قائد تجتمع القوى الكبرى كلها للتأثير عليه لتضع لمساتها الشيطانية الأخيرة لتفتيت سورية...في كل حروب التاريخ وتاريخ الحروب يسعى الأعداء للنيل أولاً من القائد وحين يصمد تصمد أمة بأكملها، فلنفعّل أسباب الصمود ولنقاتل مع القائد لأن التاريخ مسؤولية...لا يجب أن يُكتّب التاريخ يوماً ما دون أن يتحدث عن توحيد إراداتنا وضبط دقات قلوبنا مع دقات قلب القائد.
  10. 10 أسدي
    17/6/2016
    16:52
    سورية لم تُهزم خلال تاريخها
    نعم لقد تعرضت عبر عصورها لغزو أقوى الامبراطوريات والجيوش الجرارة ولكنها بقيت سورية بفضل إنجازاتها الحضارية...التاريخ يسجّل ملاحم سورية لا زالت تدهش الأعداء وقرّاء التاريخ...نفر من الرجال الصامدين يَحُولون دون سقوط البلد...العزيمة وحدها تتصدى لغزو همجي أحياناً...
  11. 11 أسدي
    17/6/2016
    16:59
    المعادلة السورية الحالية
    المعادلة السورية الحالية هي أن الأسد أفضل مسؤول في البلد، ولكن كيف لنا أن نجد جيلاً من المسؤولين مثله ومعه لتستمر سورية كما يجب؟ هذا كل ما يطمح إليه المواطن السوري، وإذا أُجريت الدراسات يمكن الوصول إلى نتيجة جيدة، فما يتفق عليه المواطنون بات معروفاً، ولكن ما يتفق عليه بعض أصحاب القرار غامض ويؤدي إلى ساحة مجاهيل.
  12. 12 متابع
    17/6/2016
    17:12
    الـ"لا" السورية ضد العدوان تحتاج إلى مثلها ضد مفسدي الداخل
    أمس صبّت حكومة تصريف "الدولار" البنزين الثمين على النار الرخيصة وأشعلت أنابيب غاز المواطنين قهراً...وكانت إشاعة تشكيل الحكومة مثل حقنة تمهيدية لفرض وزراء لا رغبة للشعب بهم...وارد جداً أن تكون الإشاعة حقيقة تتسرب تدريجياً، وحينها أعتقد أن المواطن والوطن سيفقدان توازنهما...التشكيلة الحكومية لا يجب أن تستفز الشعب بل يجب أن ترفع معنوياته ولو بمعدّل بسيط...إذا كان استمرار بعض الوزراء الفاسدين في مناصبهم قضية حياة وموت لهم فهو حياة وموت للبلد والبلد أهم من هؤلاء...البلد أهم من هؤلاء ولا يجب أن يُعامَل البلد بالقوة.
  13. 13 محمد عيد
    17/6/2016
    18:44
    الرئيس الأسد هو من يجب أن يشكل الحكومة الجديدة
    وذلك إضافة إلى منصبه وكفانا صداعاً من فلان وفلان.

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا