إنسانيتك في خان شيخون بقلم: د. محمد طلعت الجندي

الجمعة, 7 نيسان 2017 الساعة 04:47 | مواقف واراء, كتاب جهينة

إنسانيتك في خان شيخون بقلم: د. محمد طلعت الجندي

خاص ــ مصر

لا كلمات عزاء وتعابير مواساة في اللغة والدنيا تكفي أو تكفكف دموع السوريين على أطفالهم الأبرياء ضحايا خنازير التخريب العربي، وما أحدثوه في خان شيخون من حيلةلا تخطر على بال إبليس، ألا وهي التحصن بالسموم الكيمياوية وسط الأحياء الشعبية وداخل المدن والقرى كدروع لتوريط الجيش السوري الذي يحاصرهم ، ويطهر أرضه من مرتزقة العربان والمتأسلمين.

وكعادة هؤلاء المناكيد عبيد السوء أيديهم وأنيابهم ملوثة بدماء الشعب السوري القابع على أرض وطنه الصامد. يمارسون كل أنواع الزيف والخداع كما ألاعيب المحتل الفرنسي، ومن قبله طواشي باشاوات الآغا التركي والمملوكي، كلهم أوغاد تكالبوا وتخالبوا نهشا في اللحم السوري.

يتباكون بفحيح الأفعى على الطفل والكهل والمرأة والأسر التي اُستشهدت غدرا بخسة أفعالهم ويلقون جرمهم على الوطن السوري ككل ويصفون المخلصين فيه والمدافعين عنه والماكثين عليه بالمجرمين، وتتجدد أقنعتهم وصفحاتهم وجرائدهم وقنواتهم بالعويل وتحريك الضمائر الجهولة، وتأليف قلوب كل الطامعين الحاقدين على سورية، وبث التحريض ضد جيشها العربي الصلد.

وعلى صعيد التلفيق، برع إخوان إبليس المتأسلمين في أرض سورية في ممارسة دور"العايبة" كما في المثل الشعبي:" اللى فيها تجيبه فيك وتلهيك وترزيك"، أو بمعنى آخر تشتت الضوء بعيدا عنها وتسلطه عليك، وهو في واقع الأمر حال تجسده أحداث خان شيخون، ومن قبل قصة حلب تحترق إلى آخر تلك السلسلة من المسميات الإعلامية الفاشية..!

في أسرع من البرق، ولم تمر دقائق على الحدث. بثت صفحاتهم صورا من هنا وهناك منها الحقيقي ومنها"المفبرك" الذي لا علاقة له بالحدث سوى تأليب العالم كله ضد سورية، فقد تم تدوين الحدث على مواقع الرصد والتسجيل الدائمة كافة, وعلى محركات البحث على الإنترنت تحت اسم"الهجوم الكيميائي على خان شيخون"، فضلا عن مئات الصحفات التي أنشأت خصيصا لخان شيخون، وكأن الأمر معد من قبل وجاهز وقيد التنفيذ... وإخراجه وتصويره على أن الملائكة والأطفال فقط هم من يسكنون خان شيخون..ولم يختر الغاز إلا الأطفال فقط.. وتصوير عنف الدولة السورية التي (فجأة) تضرب في شعبها الأعزل في خان شيخون بريف أدلب وتبيد كل ما فيه باستخدام غاز السارين في القصف..وجر سورية للدفاع عن نفسها.. والتعتيم على المسيطرين على خان شيخون من عصابات ومرتزقة النصرة والعربان والمتأسلمين والضالين والمنتسبين زورا للمعارضة.

نعم الحدث جلل تعرض الأهالي والمدنيون للموت بهذه الطريقة أمر مرفوض تماما، ولكن من المسؤول عن هذه الفاجعة، وعن فواجع سوريا ككل في مدنها وقراها؟ بكل تأكيد المتهم واضح للعيان. لكن الإصرار على تمثيل دور"العميان" في المسألة السورية أمر هو الآخر مرفوض تماما من قبل كل عقل واعٍ متضامن مع سورية وجيشها وشعبها الأعزل.

كُثر العميان في المشهد السوري على المستوى العربي والعالمي، للحد الذي يهرب الجاني والفاعل الملثم لجريمة الكيمياوي، ويُتهم المدافع عن أهله وتحرير أرضه. نعم، ثمة حقيقة واضحة، وهي قيام الجيش السوري بقصف مخزن سلاح لجبهة النصرة في خان شيخون، ولكن النصرة وإخوانها قاموا بحماية مخازن أسلحتهم بذراع كيمياوي كنوع من سياسة الشوارع" فيها يا أخفيها"،" يا أحكمكم يا أموتكم"، والكيمياوي هذا بمثابة فخ للجيش السوري وجره لحالة حرب دولية، وتعريته أمام المجتمع الدولي باستخدام أسلحة محرمة- وهذا هو الظاهر- ومن ثم تحفيز العالم لضرب وتفتيت الجيش والدولة السورية، وتسليمها على طبق من فضة للجماعات المتطرفة.

حالة التوتر والرعب من انتصارات الجيش السوري وإحرازه أهدافا تحريرية وتنظيف جيوب الجماعات المسلحة جعلت تعجل من النهاية التي عبر عنها التخبط العشوائي من قبل تلك الجماعات الإرهابية البائسة في سورية وداعميها من دول الجوار. الكيماوي ربما سيتكرر وحالات أخرى من التفجيرات ستحدث في المناطق الآمنة في سورية كنوع من لفظ الأنفاس الأخيرة لجراب الشر. لكنها ستنتهي، وستعود سورية لوضعها الطبيعي.

الجيش العربي السوري ، الذي دمر آليات المخربين في سورية وقضى على سلاحهم، خرج في بيان لا يصدره إلا جيش منتصر مؤكدا على نبل حربه وأخلاقيات أهدافه التي أعلن فيها أن: "قيادة الجيش تنفي نفيا قاطعا استخدام أي مواد كيماوية أوسامة في بلدة خان شيخون بريف إدلب هذا اليوم، وتؤكد أنها لم ولن تستخدمها في أي مكان أو زمان لا سابقا ولا مستقبلا"، وعلى النقيض جاءت بيانات الاستنكار من الجماعات الإرهابية لها بكل غلظة تؤكد على شيوع روح اليأس في صفوفها وعجزها ميدانيا وفشلها في الاستمرار، لذا استنجدت بكل ضبع وخسيس لمحاربة سورية في الدعوات المتكررة للتحريض على عقد مجلس الأمن لجلسة طارئة لاتهام سورية وإعلان الحرب ضدها..!

وأخيرا، أيها الأعمى، انظر من يهاجم سورية ويطالب بإسقاطها واتهام جيشها، وأنت تعرف لُب المسألة، فهل أنت باختصار مع دويلات العربان الحاقدين علي تاريخك وحضارتك وجيشك وقوتك أم أنت مع نتنياهو والصهيونية التي تريد ابتلاع أرضك وتدمير ممانعتك وحائط صدك.. أم أنت مع الإمبريالية العالمية التي تريد كسر آخر مقاوم لها في المنطقة.. هل تريد لهؤلاء احتلال سوريتك؟

هي أسئلة لا تحتاج إلى إجابة، ولا هو امتحان في وطنيتك. لكن احذر من تغييبك وسط ضمير "التَّبَرْعُص" إذا واجهته بحقيقته الضالة فكوّن لك ضميرا خاصا شريطة أن لا تتنازل عن سوريتك لأحد.. كوّن أنت سوريتك القوية بجيشك وتبرئته من كل إفك مبين.

والله لنَمْحُوَنَ أعداءك يا سوريّة...

خاص جهينة نيوز


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا