دوافع العدوان الأمريكي على قاعدة الشعيرات بقلم: راسم عبيدات

الأحد, 9 نيسان 2017 الساعة 17:43 | مواقف واراء, كتاب جهينة

دوافع العدوان الأمريكي على قاعدة الشعيرات  بقلم: راسم عبيدات

 

خاص: القدس

في القراءة الأولية للعدوان الأمريكي المباشر على قاعدة الشعيرات الجوية في جنوب شرق حمص، علينا أن ننطلق من التحليل العلمي لما حدث. فمن السذاجة القول إن الرئيس الأمريكي ترامب" القادم من صلب «الكارتلات» الريعية للرأسمالية المتوحشة، قد هاله وروّعه وأثرت فيه مناظر وصور الأطفال السوريين ضحايا المواد الكيماوية في ريف إدلب "خان شيخون", تلك المسرحية التي جرى إخراجها بتناغم وتحريض كبيرين بين كل أقطاب قوى العدوان على سورية من واشنطن مروراً بلندن وباريس وأنقرة وتل أبيب وانتهاء بالرياض والدوحة، ومن السذاجة أيضا القول إن مشاعره الإنسانية تحركت فجأة، فنحن نعرف جيدا تاريخ هذه الدولة الإمبريالية ومن يدور في فلكها من قوى استعمارية غربية وبالذات فرنسا وبريطانيا، وهي سيدة الإجرام والقتل والتعدي على كل ما هو إنساني، وهي لا تقيم وزناً للمشاعر الإنسانية ولا حياة البشر،عندما يتعلق الأمر بمصالحها وجشعها ونهمها. ولعل ما ارتكبته تلك القوى الاستعمارية من جرائم بحق أطفال العراق وليبيا واليمن وسورية وفلسطين، بالأصالة والوكالة, خير شاهد ودليل، وقد ثبت بالملموس أن حجج القتل والتدمير في تلك البلدان، كانت مرتبطة بالمصالح والنفط وتجارة السلاح ونهب الخيرات والثروات العربية، وليس لها علاقة من قريب أو بعيد بحقوق الإنسان والديمقراطية والحرية، بل هي ذرائع تستخدم للضحك"على ذقون" أنظمة متهالكة وغارقة في الفساد والقمع والعمالة، فاقدة لقرارها السياسي والسيطرة على ثرواتها، وغير قادرة للدفاع عن أمنها القومي، وهذا «الترامب» المجرم الذي لم تجف دماء أطفال الموصل عن يديه، لا مشاعر إنسانية لديه، ولا يهمه أطفال كل الوطن العربي، بقدر ما يهمه النفط والغاز ونهب الخيرات والثروات العربية، وتنشيط الكارتلات العسكرية، وبيع السلاح لداعمي قوى الإرهاب لكي يضخونه إليها، تلك القوى التكفيرية التي تمارس القتل والتدمير والتخريب على طول ساحات الوطن العربي من اليمن حتى الضاحية الجنوبية. وساذج من يعتقد بأن قرار ضرب قاعدة الشعيرات الجوية في جنوب شرق حمص، جاء رداً على قصة كيماوي "خان شيخون", فقرار ضرب سورية متخذ مسبقاً، حيث أن غزوة ريف دمشق وحماة التي قادتها القوى الإرهابية "جبهة النصرة" و"أحرا

الشام" قد فشلت وعمقت من أزمة تلك الجماعات الإرهابية، التي أخذت في التفكك والانهيار تحت وطأة ضربات الجيش السوري والقوى الرديفة، الأمر الذي يعني بأن المشروع المعادي لسورية بكل مكوناته ومركباته والقوى الدولية والإقليمية والعربية التي تقف خلفه قد فشل، وبأن ما يحدث في الميدان هو الذي يقرر نتائج التفاوض في جنيف، وهذه النتائج باتت محسومة لسورية وحلفائها من محور المقاومة. ولعل ذلك ما يفسّر التحول على الصعيد اللفظي في اللغة الشعاراتية لترامب ومندوبته في الأمم المتحدة الذي سبق العدوان على قاعدة الشعيرات بثلاثة أيام، ويتلخص في أن مصير الرئيس الأسد يقرره الشعب السوري على المدى الطويل، إلا أن ذلك التصريح لا يعني بالمطلق بأن الإدارة الأمريكية قد تخلت عن نهجها وخيارها العدواني تجاه سورية والأمة العربية، وهي لن تسلم بسهولة بهزيمة مشروعها في سورية، ولذلك فإن مسألة رأس القيادة ، وعلى الرغم من كونها مهمة, لأن القائد تعبير عن هوية الدولة، ورمز من رموز عزتها وكرامتها، إلا أن ما هو أكثر جوهرية وأهمية لأمريكا والجوقة السائرة خلفها، مجموعة من الأهداف يجب تحقيقها ارتباطا بهذا المشروع والعدوان، فالمشروع الذي يستهدف سورية والمنطقة العربية قائم على التفكيك والتقسيم والتجزئة والتذرير وإعادة التركيب للجغرافيا السورية والعربية على أسس مذهبية ، وكذلك هي الأطماع التركية المستمرة لدى أتباع الخلافة المرضى في الجغرافيتين السورية والعراقية, وأيضاً «إسرائيل» جزء كبير من هذا المشروع لحماية أمنها ووجودها، وتتبعها المشيخات الخليجية النفطية المتهالكة لحماية أنظمتها عبر دفع تكاليف هذا المشروع الأمريكي مالياً وتغذيته بالاحتياط البشري الإرهابي وضخه إلى داخل سورية، ولذلك كان لا بد من الغارة الأمريكية العسكرية المباشرة، التي أتت بعد عجز الأدوات والقوى الإقليمية والعربية وإسرائيل عن تحقيق أهدافها.

العدوان البربري والوحشي بصواريخ "توماهوك" على قاعدة الشعيرات الجوية في جنوب شرق حمص، الذي جرى خارج إطار الأمم المتحدة، لم يكن وليد المصادفة، بل جرى اختيار الهدف بدقة وعناية، وبقرار أمريكي- إسرائيلي مشترك، يذكر بالعدوان الأمريكي- الأطلسي على العراق، فالعراق الذي تجرأ بالهجوم بالصواريخ على "جوهرة " الاستعمار في المنطقة "إسرائيل" يجب أن يعاقب ويدمر، وكذلك القاعدة الجوية السورية التي انطلقت منها الصواريخ السورية لتتصدى لطائرات العدوان الصهيوني، يجب أن تعاقب وتدمر، ولذلك قرار العدوان والتنفيذ تم بموافقة

أمريكية- إسرائيلية وتشاور وإعلام بريطانيا وفرنسا ومشيخات السعودية وقطر وتركيا، لكي تكون.

المصدر: جهينة نيوز


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا