المال الناعم اعاد تيران وصنافير للسعودية..ومصر قبضت الثمن مقدما!..بقلم عبد الباري عطوان

الجمعة, 16 حزيران 2017 الساعة 02:00 | مواقف واراء, زوايا

المال الناعم اعاد تيران وصنافير للسعودية..ومصر قبضت الثمن مقدما!..بقلم عبد الباري عطوان

جهبنة نبوز:

إقرار البرلمان المصري اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية وبما يؤكد تنازل مصر عن السيادة الكاملة على جزيرتي “تيران” و”صنافير” في مدخل خليج العقبة، يؤكد ان الحكومات العربية باتت تستطيع ان تفرض ما تشاء من قرارات ومواقف على شعوبها بكل الطرق والوسائل القانونية او غير القانونية.

نحن لا نناقش في هذا الحيز حقوق الملكية لهذه الجزر، ووثائق كل طرف التي تؤكد وجهة نظره، وانما الطريقة التي جرى من خلالها “تمرير” هذا القرار في البرلمان المصري، وهو برلمان مشكوك في الأساس في شرعية تمثيله للشعب المصري، وجرى اختيار معظم أعضائه بطريقة تضمن الولاء للحكومة ومواقفها، بغض النظر عما اذا كانت صائبة ام لا.

كان واضحا منذ توقيع الاتفاقية ان الحكومة المصرية تركت للشعب المصري، والمعارضين لها يصرخون مثلما شاءوا، وان يستنفذوا كل الإجراءات القضائية، وصبرت على كل الآراء المعارضة لانها كانت تخطط لتمريرها في نهاية المطاف في مجلس الشعب البرلمان، رضوخا للاملاءات السعودية التي استغلت الازمة الاقتصادية المصرية الطاحنة للحصول على ما تريد، وكان لها ما ارادت.

***

قبل ستة اشهر اتصلت بالزميل مصطفى بكري، عضو مجلس الشعب، بإعتباره من المقربين من دائرة صنع القرار لاستطلاع وجهة نظره، والنظام بالتالي، حول هذه المسألة، بعد اصدار المحكمة الإدارية العليا، وهي اعلى سلطة قضائية في الدولة، واحكامها نهائية غير قابلة للطعن، في اطار التحضير لكتابة مقال في هذه الصحيفة، فأكد لي ان كل هذه “الشوشرة” لا قيمة لها، وان البرلمان، صاحب الكلمة النهائية، سيقر هذه الاتفاقية دون أي عوائق، والمسألة مسألة وقت لا اكثر ولا اقل، وهذا ما حصل فعلا.

لم يعد هناك أي رأي للمواطن العربي، ولم تعد هناك أي قيمة لمؤسساته الصورية، منتخبة كانت ام معينة، فالحاكم هو صاحب القرار، وما على الرعية الا السمع والطاعة، فاذا كانت تغريدة على “التويتر” تبدي وجهة نظر متعاطفة، مع دول قطر، او تنتقد النظام السياسي، وبرفق شديد، تؤدي بصاحبها الى السجن لعشر سنوات، او اكثر، ومنع من السفر مدى الحياة، وغرامة تتدرج لتصل الى اكثر من مليون دولار، فان الصورة تبدو قاتمة وسوداوية.

الغريب ان هذه الدول التي تسجن ابناءها بسبب “تغريدة” او قصيدة، هي التي تنفق عشرات المليارات من الدولارات، وآلاف الاطنان من الاسلحة، في سورية واليمن من اجل نشر قيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والقضاء العادل وحقوق الانسان.

“تيران” و”صنافير” جزيرتان عربيتان، ونأمل ان تظلا كذلك، ولا يهمنا لمن تكون السيادة عليهما، طالما انها سيادة عربية، لكن ما نخشاه في ظل هذا الاندفاع لحسم مسألة السيادة هذه، ان يكون هناك مخططا، جرى طبخ تفاصيله في الغرف المغلقة، لتوظيفهما، وخليج العقبة برمته، لخدمة اهداف إسرائيلية، اقتصادية وعسكرية.

فماذا يضير بالسعودية التي تملك آلاف الجزر في البحر الأحمر والخليج الفارسي، لو بقيت الجزيرتان تحت السيادة المصرية، خاصة انها صخرية وغير مأهولة، الا من الطيور البحرية، ولا توجد أي دراسة تؤكد ان في جوفها بترول او غاز، اواي نوع آخر من المعادن؟

لا نعرف كيف سيكون رد فعل الشعب المصري، او القطاع العريض منه الذي يتمسك بمصرية الجزيرتين، ولكن ما نعرفه ان مصر التي تعاني من أزمات عديدة، وتخوض حربا دموية في سيناء للحفاظ على هيبتها وسيادتها، ليست بحاجة الى مشاكل واضطرابات إضافية، وكان يجب على السعودية ان تراعي هذه المسألة، ولا تمارس ضغوطا عليها من اجل استعادة الجزيرتين، وتأجيل هذه المسألة لظرف آخر اكثر ملائمة، فقد تكون كسبت الجزيرتين، ولكنها خسرت قطاعا عريضا من الشعب المصري الشقيق، وبذرت بذور عداء وتوتر قد يستمران لعقود.

الحكومة المصرية الحالية، تنتهج النهج نفسه الذي انتهجته جميع الحكومات التي سبقتها، ويتلخص في القول “دعهم يصرخون ويولولون مثلما شاءوا.. فنحن نقرر ما نريد في نهاية المطاف”، ولكن ربما يغيب عن ذهنها ان صاحب هذه المقولة الأشهر، الرئيس حسني مبارك جرى إخراجه من الحكم بشكل مهين، ومن خلال ثورة شعبية سلمية لم تستغرق اكثر من عشرين يوما، والباقي متروك لفهمكم.

المصدر راي اليوم


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 عدنان احسان٠ امريكا
    16/6/2017
    09:09
    مش معقول يا عبد الباري كل هذا يحدث في مصر ..اووووف
    لاداري متى اكتشف السيد عبد الباري هذه الحاله التي تعيشها شعوب المنطقه العربيه ام اذا كانت مصر هي الاستثناء الوحيد ، وهذا هو وطننا العربي من المحسط الي الخليج ... وان اختلف شكل الاضطهاد والقمع الانسان من بلد لاخر ... ولكن بالتاكيد .. صديقك مصطفي بكري ايضا كان جزء من هذه الحثاله في نظام مبارك .. فقط لاخذ العلم ..
  2. 2 عائشة من حماه
    17/6/2017
    22:41
    المال الحرام اشترى مضيق تيران
    بالمال الحرام تم شراء مضيق تيران . شراء الضمير بات أمر يسير ... ملك الجان سلمان يخطط مع الصهاينة لاسكان الفلسطينيين في سيناء .. وهنا يبدأ البلاء .. السيسي تخرج من الكلية الحربية في مصر عام 1974 ولم يطلق طلقة واحدة على اسرائيل ... لا بل له علاقاةت حميمة معهم ويعرفون اسراره كلها ولا يعرف شيء عن اسرارهم . واليوم يغلق الستار على مايدور خلف الجدار . تيران ليست الا باب يغلق امام القوات المصرية للوصول الى العقبة . ولا يدخل اليها الا من ليس له رأس أو رقبة . والبدوي سلمان حاصر قطر وقطع الطريق على مصر ليزيد القهر على من يساند الفلسطنينيون قبل انتقالهم الى سيناء. الاذن ابو ماذن اتخم من موائد اليهود ومحمد دحلان يغرد على بيع الاوطان ... والأهبل هنية مع الحرباء مشعل لن يأخذوا اي هدية الا لعنة الاجيال.
  3. 3 بديع الزمان
    18/6/2017
    11:06
    سيينفق مال مملكة ال سعود ...كما نفق مال قارون
    في اليوم الموعود سينفق المال من اسوأ الرجال وتدار المملكة بالطغيان والقهر لقلة العمل والشغل ولن تحد الناس في بيوتها شيئا للأكل . سيتركون نجد والحجاز ويتجمعون في مكة ويتسولون من الحجاج ويصبح كل مافي المملكة مهاجر أو هارب يبحث في كل مكان عن شيء يأكله أو مكان يأويه من كل حاكم سفيه تخرج من مدارس ال سعود وسوف تضيق المساحات الشاسعة على السكان وليس امامهم الا حلان اما الموت جوعا أو العيش كالأقنان أو الهجرة الى الهند أو ايران. جزيرة تيران لن يتواجد فيها ماتأكله الفيران سيطلب ملك البدو من اسرائيل اذا كان لها رغبة في شراء الربع الخالي أو شراء هضاب نجد أو الحجاز أو أي مكان ترغب فيه أو تعتاز. فقط يتركوا لال سعود مكان أمن يعشون فيه الى ان يدفن كل منهم أخوته أو ذوية ... و سلموا لنا على صنافير وتيران .

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا