جهينة نيوز: المحامي علي أبو حبلة
ما أشبه الأمس باليوم مجريات التاريخ تعيد نفسها وتتكرر اليوم مع الأحداث التي تشهدها السعودية وهي مقبله على تغيرات مهمة في علاقاتها الاقليميه بعد مؤتمر الرياض وأهمها التحالف الإقليمي لدول الاعتدال العربي مع إسرائيل والحديث عن صفقة القرن ، وهذه تعيدنا إلى كامب ديفيد والاعتراف بإسرائيل وعقد اتفاقية السلام مع إسرائيل التي جوبهت بمعارضه وطنيه مصريه ، وها هو التاريخ يعيد نفسه فالسعودية تمهد للاعتراف في إسرائيل وعقد الاتفاقات والتحالف معها وهي تخوض مرحلة صراع الوجود صراع القوى بحيث بات صراعها اولويه مع إيران ، وكانت نقطة البداية لا بل التفجير للصراع المذهبي الذي سيأكل الأخضر واليابس صراع الحرب المذهبية الشيعية مع ألوهابيه مع اندحار المشروع الأمريكي الصهيوني في سوريا والعراق وفشل حرب السعودية مع اليمن ،
تغريدات السبهان والخطاب للرئيس الحريري هي من أسباب حملة الاعتقالات في السعودية وهي التي مهدت لخطاب الحريري لإضفاء شرعيه على الحرب المحتملة بين إسرائيل ولبنان وسوريا بعد أن فشل الوكيل في تحقيق الأهداف لمشروع تقسيم سوريا وتصفية القضية الفلسطينية فأصبح لا بد من تدخل الأصيل بالحرب وكل ذلك بفعل حماقة الاداره الامريكيه المحكومة بسياستها لليمين المتصهين الأمريكي ومرجعيتها كتاب العدل الإلهي المسيحي ،
هو المشروع الأمريكي الصهيوني للشرق الأوسط الجديد حيث عزلت مصر عن محيطها العربي باتفاقية كامب ديفيد ، ولتتبوأ السعودية القيادة لتنفيذ واستكمال المشروع لاحتلال العراق وتقسيمه واستهداف سوريا وتقسيمه وإخضاع اليمن ومحصلته تصفية القضية الفلسطينية لتمرير صفقة القرن
ونعود للتاريخ
اعتقالات سبتمبر (والتي بدأت يوم 3 سبتمبر 1981 هي مجموعة اعتقالات سياسية قام بها الرئيس المصري آنذاك محمد أنور السادات من أجل قمع السياسيين المعارضين لاتفاقية كامب ديفيد ، تم اعتقال ما يزيد عن 1536 من رموز المعارضة السياسية في مصر إلى جانب عدد من الكتاب والصحفيين ورجال الدين ، وإلغاء إصدار الصحف المعارضة .
خطاب السادات 5 سبتمبر
عقب حملة الاعتقالات وقف الرئيس محمد أنور السادات. في مجلس الشعب وألقى بيان إلى الأمة ، وقال أن هناك فئة من الشعب تحاول إحداث الفتنة الطائفية ، وأن الحكومة حاولت نصح تلك الفئة أكثر من مرة ، وأن الآونة الأخيرة شهدت أحداثا هددت وحدة الوطن واستغلتها تلك الفئة وسلكت سبيل العنف وتهديد الآمنين ، أو حاولت تصعيد الأحداث ، الأمر الذي استلزم إعمال المادة 74 من الدستور المصري والتي تنص علي أن لرئيس الجمهورية إذا قام خطر يهدد الوحدة الوطنية أو سلامة الوطن أو يعوق مؤسسات الدولة عن أداء دورها الدستوري أن يتخذ الإجراءات السريعة لمواجهة هذا الخطر، ويوجه بياناً إلي الشعب ويجري الاستفتاء علي ما اتخذه من إجراءات خلال ستين يوماً من اتخاذها. جاء في القرار حظر استغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية أو حزبية ، والتحفظ على بعض الأشخاص المشاركين في «تهديد سلامة الوطن باستغلال الأحداث الجارية ، التحفظ على أموال بعض الهيئات والمنظمات والجمعيات التي فعلت الشيء نفسه ، حل جمعيات مشهرة إذا هددت سلامة الوطن ، إلغاء التراخيص الممنوحة بإصدار بعض الصحف والمطبوعات مع التحفظ على أموالها ومقارها ، نقل بعض أعضاء هيئة التدريس والجامعات والمعاهد العليا الذين قامت « دلائل جدية علي أنهم مارسوا نشاطاً له تأثير ضار في تكوين الرأي العام، أو تربية الشباب أو هدد الوحدة الوطنية أو السلام الاجتماعي أو سلامة الوطن» ، نقلهم إلي الوظائف التي يحددها الوزير ، وكذا نقل بعض الصحفيين وغيرهم من العاملين في المؤسسات الصحفية القومية وبعض العاملين في اتحاد الإذاعة والتليفزيون والمجلس الأعلى للثقافة الذين قامت دلائل جدية علي أنهم مارسوا العمل نفسه.
وشملت حركة الاعتقالات أكثر من ألف وخمسمائة شخصية سياسية ودينية إسلامية ومسيحية
وها هو التاريخ يعيد نفسه في اعتقالات السعودية
بعد حملة الاعتقالات الضخمة، التي قامت بها السلطات السعودية، ضد أكاديميين وكتاب ومفكرين ورجال دين، لتعبيد الطريق أمام تولي ولي العهد محمد بن سلمان، العرش، يبدو أن دائرة الاعتقالات اتسعت لتشمل أيضاً أمراء ومسئولين سعوديين، هذه المرة من باب سريان عمل لجنة مكافحة الفساد، التي كلف ولي العهد قبل ساعات، بتشكيلها، بناء على أمر ملكي.
وقد أصدر العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، مساء اليوم السبت، أوامر ملكية، تقضي بعزل وزير الحرس الوطني، ونجل الملك الراحل عبدا لله بن عبدالعزيز، متعب بن عبدالله آل سعود، كما أمر الملك سلمان بتأسيس لجنة عليا لمكافحة الفساد، برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان، وعضوية رئيس هيئة الرقابة والتحقيق، ورئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.
وبعد ساعات من تشكيلها، اعتقلت السلطات تبعاً لتعاليم اللجنة، كلاً من وزير الحرس الوطني السابق متعب بن عبد العزيز، بتهمة الفساد في صفقات السلاح أثناء توليه الحقيبة الوزارية، كما أوقفت الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز آل سعود، نائب قائد القوات الجوية الملكية السابق، والذي يعد أحد المتورطين الرئيسيين في صفقة الأسلحة بين بريطانيا والسعودية، والشهيرة إعلامياً باسم صفقة اليمامة.
كما أوقفت رجل الأعمال الوليد بن طلال آل سعود بتهمة غسل أموال، وأوقفت كذلك مالك مجموعة قنوات (أم بي سي)، وخال الأمير المعتقل عبد العزيز بن فهد، الشيخ الوليد بن إبراهيم بتهمة الفساد، وخالد التويجري رئيس الديوان الملكي السابق في عهد الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، بتهم تتعلق بالفساد وأخذ الرشاوى.
كما شملت التوقيفات، أمير الرياض السابق تركي بن عبدالله، بتهمة الفساد في مشروع قطار الرياض، ورئيس الخطوط الجوية السعودية السابق، خالد الملحم، بالتهم ذاتها، ورجل الأعمال والمقاول الشهير بكر بن لادن، بسبب الفساد في بناء الحرم المكي، ورجل الأعمال صالح كامل واثنين من أبنائه.
وأوقفت أيضاً وزير الاقتصاد السابق عادل فقيه بتهمة التورط في حادثة سيول جدة وقضايا الفساد المتعلقة بها، كذلك عمرو الدباغ محافظ هيئة الاستثمار ورجل الأعمال المسئول عن مشاريع المدن الاقتصادية.
إلى ذلك، أفاد إعلاميون مقربون من ولي العهد محمد بن سلمان، بأن عدد المعتقلين من الأمراء وصل إلى 18، بالإضافة إلى 38 رجل أعمال، وأن العدد مرشح للازدياد في أي لحظة.
ويرى المراقبون أن خطوات بن سلمان الأخيرة تهدف إلى أمرين، الأول هو تجريد الأمراء المعارضين له وعلى رأسهم متعب بن عبدالله بن عبد العزيز من منصبه كرئيس للحرس الوطني.
ويعد متعب العقبة الأخيرة في طريق تنصيبه ملكاً للبلاد، بعد عزل بن سلمان لولي العهد محمد بن نايف من منصبه وإعفائه من وزارة الداخلية أيضاً. كما جرّد بن سلمان أمراء آل سعود من أصحاب الملايين، وعلى رأسهم تركي بن ناصر، والوليد بن طلال من ثرواتهم، هم وشركاؤهم من التجار المحليين، خوفاً من أي خطوات قد يتخذونها مستقبلاً، خصوصاً أن الكثير منهم يعترض على سيطرته المطلقة والتامة على المناصب في الدولة، ويخشى من دخول المستثمر الأجنبي الذي يحاول بن سلمان دعوته للاستثمار في المدن الجديدة.
وجاءت القرارات الأولى للجنة العليا لمحاربة الفساد، محاولة على يبدو اختصار سنوات من اللعب “تحت الطاولة” أضلاعها: ثالوث الأمراء، وأباطرة المال، ومسيروا الشأن العام؛ ممن لم يتخيلوا يومًا أن تطالهم يد المحاسبة أحرى “التوقيف” والاعتقال.
ويبقى السؤال المنطقة إلى أين والسعودية إلى أين والشرق الأوسط الجديد في ظل الفوضى ألخلاقه إلى أين يقودنا ومخطط صفقة القرن ما هو مصيرها وهل دخلت المنطقة النفق المظلم وهل سنشهد ثورات جديدة بعد كل هذه الخلافات والحروب التي اختلقتها أمريكا وحلفائها ، ومجلس التعاون الخليجي إلى أين في ظل الخلافات التي تعصف بين أعضائه
هي لعبة الفتوات التي ابتدأت وتقودنا إلى المجهول
مجلة آفاق
22:25
10:53