جهينة نيوز:
هاقد انفض عقد المجتمعين في استانبول .. ولم تتكسر النصال على النصال .. حتى اوراق الخطابات كانت منقوعة ببول دونالد ترامب .. وكلماتها كتبت ببول البعير .. حتى الكلمات كانت دائخة تائهة منهكة تزحف زحفا على السطور بمشقة وتنحني خشية ان يراها ترامب ويغضب .. وكانت ضامرة نحيلة هزيلة تبدو عظامها بارزة تحت جلدها وتحتاج من يطعمها كي تتماسك من وجع الجوع لللارادة والصدق .. وقد سمعنا صلصلة السيوف وحمحمة الخيول الاسلامية .. والتقط الجميع الصور .. ولكننا كنا أيضا نسمع صوت الضحك القادم من تل ابيب ومن الكنيست .. المستوطنات أفاقت بهدوء والمستوطنون شربوا قهوتهم على شرفات منازلهم صباحا ولم يكترث واحد منهم بسهرة الأمس التي أحياها المسلمون في استابول .. لأن هذه القمة لم يكن ينقصها سوى حضور بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب لقراءة البيان الختامي .. فلا السفارات أغلقت ولا العلاقات قطعت ولا رفعت السقوف ولا السيوف ولا حتى الدفوف .. بل على العكس تنازل المسلمون عن نصف القدس وطالبوا فقط بالقدس الشرقية .. وانسحبوا من القدس كيلا ينسحبوا من عملية السلام ..
وكما توقعت فانها كانت قمة الأمم الكاذبة .. وقام بها أردوغان لغايات شخصية لاسترداد اعتباره بعد تراجع شعبيته الكبير في العالم العربي والاسلامي .. وانكشافه أمام الرأي العام على أنه محتال ومنافق وكذاب .. وامتلأ البيان الختامي بوعظيات وكلام مزخرف .. واصوات تتبارز في انتقاء كلمات بمعيار الذهب كيلا نظلم بها اسرائيل والقانون الدولي ونبدو أمة خشنة قاسية بلا مبادئ .. واذا اردنا انصاف القمة الاسلامية فيجب أن نقول انها بجدارة كانت قمة (ذا فويس) .. وهذا الاسم المناسب مشتق من برنامج التنافس على الاغاني .. ومعناه (الصوت) .. وقد انتبهت الى هذا البرنامج عندما دعاني أحدهم الى عشاء ولكنه اختار الموعد المناسب ليتناسب مع برنامج (ذا فويس) لتكون الجلسة مؤنسة وأكثر امتاعا برأيه .. وكان يعرف جميع المتسابقين والحكام ويضرب على فخذيه بحسرة اذا لم يوفق أحد المتسابقين بالتأهل .. وكان يردد ماتقوله نانسي كام لو أنه قول مأثور لطاغور .. ولم يكن صاحب الدعوة يحس بمعاناتي وأنا مضطر لمجاملته .. وشاءت الأقدار أن اشاهد حلقة مطولة من هذا البرنامج الذي أداه زعماء خمسين دولة اسلامية ,, تنافسوا على درجة الصوت الأحلى الذي سيفوز بقلب اميريكا ..
وفي مؤتمر (ذا فويس) الاسلامي تبارى المتنافسون بأصواتهم وكل كان يريد ان يقدم لحنا لايعلى عليه .. وطبعا كانت القدس تستمع صامتة لهذا الغناء الجماعي الاسلامي .. وهي تنتظر في حجرة أخرى بلا نوافذ كي يدخل عليها نتنياهو ويغتصبها تماما كما تنبأ مظفر النواب فيما الزفة تقوم بها المجموعة الاسلامية في استانبول تستمع من خلف الأبواب ..
وقد تنافس القوم الذين اجتمعوا تحت رعاية اردوغان في تجويد قرآن السياسة ولحن (عملية السلام) .. و(الخطوط الحمر) .. وعبارة (تهديد خطير للوضع في الشرق الاوسط) .. وقد حظي حرف السين وحرف التحقيق (قد) بنصيب الأسد .. فكل شيء (قد) يؤذي الاستقرار ويضر بجهود السلام !! .. وكل الدول الاسلامية سـ (تفعل شيئا) لايعلمه الا الله وترامب ونتنياهو .. كما أن المشتركين في قمة (ذا فويس) كانوا يطلقون تصريحات مواربة وكأنهم أمام لجنة تحكيم القدس .. التي تتشكل من نتنياهو ودونالد ترامب وتسيبي ليفني ..
انني على يقين أن الاجتماع قد خطط له ترامب ونتنياهو لأن المقصود بهذه الاجتماعات دوما هو تبريد غضب الناس وتشتيت انتباههم كالعادة ومن ثم تيئيس الناس باظهار حجم اللامبالاة والتفاهة والضآلة في قرارات 50 دولة وايصال رسالة يأس وقنوط وواقعية الى المسلمين بأن أعلى مالديهم هو أصوات مربوطة بالسلاسل تربط القدس بالسلاسل لأن السجين المكبل في الأصفاد لايقدر كلما تحرك الا على اصدار أصوات السلاسل .. والأنكى في اجتماع استانبول هو القبول ضمنيا بنصف قرار ترامب لا كلّه .. لأن القبول بسيادة اسرائيل على نصف القدس يعني القبول بنصف القرار الأمريكي ونصف سفارة .. وهذه الدول كانت قبل ذلك قد اعتبرت حزب الله ارهابيا وهو الذي يقاتل اسرائيل التي تبتلع القدس .. ولم يستطع اردوغان الذي كاد ان يحرق تركيا في حرب مع روسيا من أجل حفنة من المقاتلين التركمان الارهابيين في سورية .. ولكنه مع اسرائيل لم يجرؤ حتى على استدعاء السفير الاسرائيلي وتوبيخه أو للتوسل اليه ألا يزيد الاسرائيليون في الامعان في اذلال المسلمين ..
ولم يخيب أحد من الأوغاد ظني .. ولكنني على يقين ان القدس أيضا لم تنتظر هؤلاء المغنين ولابرنامج الغناء لموشحات (قديمة جدا) ولم تتوقع الحرية من المجانين والمساجين في الزنازين .. فقلوب خمسين زعيما وأصوات وحناجر خمسين شعبا مسلما كانت حبيسة خلف القضبان .. حتى اردوغان لم يخيب ظني به .. فرغم ان المنظمات الاخوانية ظلت تطبل له ولتصريحاته منذ أسبوع .. ولكنني تنبأت لكم بأن صبره لن ينفذ بسرعة بل ضبط اعصابه وابتلع وعيده ووعوده وجلس مهذبا ونام في موعده كالملاك بعد أن قرأ بيانا مكتوبا ببول ترامب .. فالجبل التركي تمخض وولد ذبابة ميتة ..
تخيلوا أن خمسين زعيما اسلاميا يمثلون خمسين دولة اسلامية وربع سكان العالم .. لم يستطيعوا أن يشتروا رصاصة واحدة للقدس .. ولاحبة خردق واحدة .. ولاحتى غازا مسيلا للدموع ..
لذلك سأضع يدي على شعر القدس الأسود وأطمئنها وأقول لها .. اطمئني ياحبيبتي .. لم يمنحك خمسون قبضايا رصاصة واحدة بين يديك لتدافعي عن شرفهم .. ولكن أنت تعلمين أن كل الرصاص في بنادقنا .. من طهران الى بنت جبيل .. لاجلك أنت وحدك .. وأن كل البنادق لك .. وان ملايين الجنود من طهران الى بنت جبيل ينتظرون مواجهة القرن الكبرى .. فكل هذه الحرب على سورية كانت من أجل الاستيلاء عليك .. وهاقد انتصرنا رغما عن المغنين .. ورغما عن الكون كله .. ونصرنا في سورية هو الذي فتح الطريق .. الى القدس .. ورصفه بالرصاص ونزق البارود .. فالطريق الى القدس لايرصف بالبيانات والمؤتمرات ولاتسقى جنباته ببول البعير .. ولاتقدر ان تسير عليه مواكب السيارات الفخمة .. بل الطريق اليها يرصف بالرصاص .. ويسقى بالدم .. ونسافر عليه الى القدس على متن الدبابات .. ووحدهم المقاتلون من يستحق أن يغني على تلك الطريق .. لحن الرصاص والبارود .. ولحن الكورنيت في الميركافا .. هذا مانتحدى به مؤتمر ذا فويس الاسلامي ..
23:38
00:48
02:11
03:26
10:17
22:31
18:09
11:31
20:40
20:55
02:42
08:45
09:01
22:16
10:14
20:01
22:20
22:41
22:53
23:05
23:20
02:06
08:45
09:01
02:18
07:46
08:05
08:22
08:28
01:53