جهينة نيوز- خاص :
منذ الأيام الأولى للحرب التي تُشن على سوريا برز بوضوح فاحش أن العدو الإسرائبلي يخوض حربه تلك عبر وكلائه من التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وأخواتها، وبمهمة محددة وهي استهداف قواعد الدفاع الجوي السوري من منطلق الأهمية الاستراتيجية لرسم خريطة جديدة لتفوق اسرائيلي يمتد لعقود، وتقاسم لحصص الطاقة عبر التفرد الإسرائيلي في التنقيب عن الغاز والنفط في شرق المتوسط.
إن أكثر العناصر الملحة لإرساء المعادلة الصهيوأمريكية الجديدة التي شكلت غاية الغايات لحرب السبع سنوات هو إزاحة سوريا من المعادلة الاقليمية، إذ ليس لدى دوائر صنع القرار الغربية مشكلة إن أقامت دمشق أكبر مول تجاري أو أطول برج في العالم أو دخلت غينس في أكبر منسف او أجمل إبل كما هي الحالة التي تتغنى بها عواصم "عرب الاعتدال "، وإنما مشكلتهم العميقة في إنهاء التفوق العسكري السوري و هذا ما كان الوكلاء المولودين من رحم الاخوان المسلمين مكلفين بانجازه عبر هجمات ارهابية متواصلة على نقاط الجيش السوري و خاصة قواعد الدفاع الجوي.
واليوم، وبعد تمكن الجيش السوري من التصدي للعدوان الاسرائيلي على الاراضي السورية واسقاط طائرة حربية إسرائيلية متطورة جدا و إصابة أخرى أرجع الحلم الاسرائيلي الى المربع الأول، وضيق خيارات واشنطن وتل أبيب في كسر إرادة دمشق ومنه العودة للإتكاء مجددا على الوكيل في تصعيد العمليات الإرهابية وضرب المدنيين الآمنين أينما كانوا ثأرا "للكرامة الاسرائيلية "، وهذا ما يحدث الان وسنسمع الاسطوانة المشروخة لمسرحية الكيماوي تضج الآفاق وستعم الأجواء مصطلحات "الديمقراطية" و"حقوق الانسان" في الغوطة و ادلب وسيتصدر موضوع البحث في "هدنة الشهر" الأممية الساحات الإعلامية، ولكن:
هناك في دمشق رجل (الرئيس بشار الأسد) قاد هذه الحرب باقتدار و بوعي استراتيجي أذهل البعيد والقريب، ها هو اليوم ينهي أسطورة التفوق الإسرائيلي العسكري الجوي في المنطقة بعد اسقاط الدفاع الجوي السوري طائرة اسرائيلية والتصدي لصواريخها المتطورة في رسالة للأصلاء ولا أبلغ: أن جيش سوريا عصي على الكسر، وأن سوريا ما زال لديها الكثير لتقوله بعنوان مترجم بالوقائع أننا "لن نهزم و دمار بلدنا لن يكون نتيجته الا النصر الاستراتيجي".
أخيرا.. وبعيدا عن العاطفة نقول أن سوريا كانت في قيادتها التصدي لتلك الحرب الطويلة تحاول أن تفشل مخطط إسقاطها، واليوم بالمعادلة العسكرية والسياسية تدخل ثابتة صلبة في مرحلة كسر العظم الإسرائيلية تختصر فيها فصول عملية إنهاء الحرب المفروضة عليها، واستعدادا لكتابة التاريخ بأحرف من نور.. ولا يكتب التاريخ إلا المنتصر.
04:30