خاص جهينة نيوز
من يسمع تصريحات أردوغان مستنكراً إمداد الولايات المتحدة الامريكية لقسد بالسلاح يعقتد للوهلة الأولى أن هذا السلاح لم يمر عبر الاراضي التركي من ميناء جيهان التركي الى كردستان العراق و منه الى قسد و ربما يعتقد ان بعض هذا السلاح لم يصنع في تركيا نفسها لصالح الشركات الأمريكية, و من يسمع تصريحات أردوغان خلال كل عدوان صهيوني على غزة سيعتقد أن القنابل الامريكية التي إستعملها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني لم تصنعها الولايات المتحدة الامريكية في تركيا, و من سمع أردوغان يتحدث عن نقل السفارة الامريكية الى القدس المحتلة لربما ينسى أن أردوغان قبل ترامب إفتتح قنصلية لبلاده في القدس المحتلة لخدمة السواح الصهاينة الى تركيا, و لكن يبقى الأغرب هو أن هناك قيادات في ميليشيا قسد تحاول أن تقنع أنصارها بأن حاكم تركيا هو أردوغان و ليس السفير الأمريكي في تركيا, و بأن قرار تحرك القوات التركية قرار تركي و ليس أمريكي أو بأن الأمريكي لن يخذلهم كما فعل في عفرين و سينحاز لهم ضد تركيا و سيقول لهم "إسرائيل معكم" لينسوا أن الشركات الإسرائيلية هي من أزال الألغام في الجانب التركي على الحدود السورية.
فقرار العدوان التركي على عفرين لم يكن يوماً قرار تركي ولا مصلحة تركيا بل قرار أمريكي لتهجير الأكراد من عفرين و دفعهم لحضن قسد لتقاتل بهم واشنطن, و قرار قصف مواقع قسد شمال سورية كان قرار أمريكي لتبرير نشر نقاط أمريكية جديدة على الحدود من تركيا على إثر تسرب السلاح الى حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا و السيطرة المباشرة على ميليشيات قسد, و أي قرار تركي بالعداون على تل أبيض أو أي منطقة شمال سورية يستحيل أن يكون بدون تنسيق أمريكي تركي مسبق و بقيادة الخبراء الأمريكيين, و في النهاية من المؤكد لن يكون زعماء ميليشيا قسد أفضل حالاً من ولي العهد السعودي ابن سلمان الذي وقع الآن في فخ الناتو (الشرطي السيء أردوغان و الشرطي المنقذ دونالد ترامب), و لكن يبقى السؤال في حال قرر ترامب دفع الجيش التركي الى شمال سورية فماذا سيكون الدافع..؟ هل هو نوع من نشر قوات الناتو لمنع سورية من تحرير الشمال السوري..؟ أم تمهيد للخروج الامريكي و وضع شمال سورية كورقة للناتو بيد ممثلهم أردوغان كحال إدلب حالياً...؟ أم تمهيد لمذابح بحق العرب شمال سورية لإجراء فصل ديموغرافي على اسس اثنية و عرقية كما حدث في عفرين..؟ كنوع من الضغط على سورية.!! وربما على الارجح مبرر لتوقف قسد قتال داعش بعد أن زودته بأسلحة هائلة ليبدأ بعملياته ضد القوات السورية في البوكمال..؟؟
بغض النظر عن الخطة الأمريكية الحالية و التي دائماً تتغير بتغير الضروف, ففي خطط أمريكية سابقة بعد إنهيار داعش كان دور أردوغان الإشراف على نفوذ الناتو في درعا و القنيطرة و الغوطة الشرقية و إدلب و لكن الجيش العربي السوري بدعم من حلفائه مسح بعض مخططات مراكز البحوث الامريكية, و حالياً مع عدم تنفيذ أردوغان لإتفاق أستانا لأنه ليس صاحب القرار الأخير فمن المؤكد أن الناتو يترقب تحرير إدلب و ما تصريحات أردوغان البطولية المتزامنة مع التهديدات الإسرائيلية بش عدوان على جنوب لبنان سوى تعبير عن القلق الغربي من نية سورية تحرير محافظة إدلب ولاحقاً الشمال السوري لأنهم يعلمون تماماً أن سورية ستنفذ ما وعدت به, و السيناريو الغربي بالتصعيد و التهديد دائماً ينتهي بتقدم القوات السورية, و هذه دروس السنوات الماضية حتى بعد العدوان الثلاثي على سورية, و عليه يبقى السؤال إذا كان أردوغان لا يملك قراره , و الأمريكي مرغم على إستعمال كافة أوراقه حتى مقتل آخر مرتزق من مرتزقته على أمل أن يحسن شروط تفاوضه, فعلى ماذا تراهن ميليشيات قسد..؟ هل عين عرب أهم من عفرين بالنسبة للأمريكي..؟ و هل الأمريكي سيدافع عن حقوق الإنسان في منبج مثلاً أو عين عرب على عكس صمته حتى اليوم عن جرائم الحرب في عفرين..؟
من يعتقد بأن الأمريكي سيحميه فهو واهم, ففي حال فشل تنفيذ إتفاق أستانا و رفض الامريكي الخروج من التنف فإن التصعيد المقبل قد يدفع الناتو لزج الجيش التركي شمال سورية, فتصريحات أردوغان ليست عبثية و زمن الباصات الخضراء قد ولى, و إذا استمر الأمريكي بقيادة معاركه من فوق الشجرة قد تكون المعارك القادمة بعد تحرير إدلب و شمال سورية خارج سورية, و غداً لناظره قريب.
و يكفي أن نذكر حلفاء واشنطن بأن داعش في دير الزور و البوكمال كانت أهم بألف مرة بالنسبة للأمريكي من كيان الإحتلال الاسرائيلي في فلسطين و البغدادي كان أهم بألف مرة من أردوغان و نتنياهو, و مع ذلك تم سحقهم أمام أعين الأمريكي كم سيسحق خلفاء البغدادي بغض النظر عن تسميات تنظيماتهم.
07:34