الصبحيات ...تقليد عربي لا يتوافرعند الرجال كثيراً!....

الثلاثاء, 27 نيسان 2010 الساعة 18:29 | مجتمع, تحقيقات

الصبحيات ...تقليد عربي لا يتوافرعند الرجال كثيراً!....
  جهينة نيوز:ريما حجازي جلسات الصبحيات عادة تقليدية عربية تناقلتها النسوة عبر الأجيال حيث يجتمعن وبموعد مسبق يتم بين نساء الشلة حول فناجين القهوة وتترأس البصارة الصبحية وتفتح فال الحاضرات وترسم مستقبلهن ومصيرهن بخطوط وتعرجات يرسمها" طحل القهوة" ويدردشن حول أمور الحياة أثناء تناولهن الحواضر أوالفتات أوالمعجنات والصاجيات ،في حين تقوم النساء المتزوجات بتداول أمور أولادهن وأزواجهن وأمور المطبخ ، تركز الفتيات العازبات في أحاديثهن على آخر صيحات الموضة والمكياج ولاتخلو هذه الجلسة من اغتياب الآخريات بشيء من النميمة والأحاديث الفارغة وتكثر هذه الجلسات عند النساء العازبات وربات البيوت العاطلات عن العمل ... وهذا مايفسر عدم توافر الصبحيات لدى الرجال لأن الأغلبية الساحقة منهم تعمل في الصباح وتترك المساء ليكون مسوية تجمعهم حول النراجيل ولعب الطاولة وورق الشدة ومشاهدة المباريات الرياضية حيث يشتد الإحتدام أثناء مناقشة الرياضة والأوضاع المحلية ولا يخلو الأمر من ذكرهم القليل عن أعمالهم وشيئاً من الغيبة والنميمة أيضاً.... الصبحية تشرح الصدر…   أم عدنان وجاراتاها يجتمعن دائماً في الصبحية في بيت إحداهن وتسارع أم عدنان لشراء الحلويات والقهوة المرة عندما يأتي دورها في الصبحية وتضيف أم عدنان "أحب لمة الجيرة الجميلة"  فهي تشعرني بالألفة خاصة بعد وفاة زوجي وسفر أولادي وشعوري بالوحشة والفراغ ونتحدث عن كل شيء غير همنا .. لأننا نعتبرها جلسة تسلية .     الحجز مسبقاً... النادل محمد الذي يعمل في مطعم ورق الزمان قال أن الصبحيات تبدأ عندهم من الساعة 9.30 وتتم بحجز مسبق وبتكلفة متوسطة مابين(300 إلى 700 ل. س ) على الشخص الواحد وأكثر الأشياء التي يتم تقديمها في الصبحيات الحواضر والصاجيات والمعجنات بأنواعها أو حسب الرغبة ولابد من احتساء فنجان من القهوة قبل الفطور ولا يخلو الأمر من طلب الكوكتيلات والأراكيل...  الصبحية موعد مقدس !..  أما عليا طالبة في المعهد العالي قالت استيقظ في تمام الساعة التاسعة صباحاً وأنطلق وشقيقتي إلى الكوافيرة استعداداً للصبحية فهي عندها موعد مقدس تجري مرتين بالأسبوع في أفخم المطاعم  وأضافت عليا لا أنسى المنيكور والبديكور لأنهما أساس البريستيج أمام صديقاتي اللاتي ألتقي بهن في تمام الساعة الحادية عشرة في مكان مختلف عن المرة السابقة مبينة أنها تكره الروتين وقالت أنها تحب الفتات والحمص والمتبل والمعجنات في جلسات الصبحيات أثناء استماعها لصوت المطرب سامر الذي يدندن لهن بعض الأغاني الهادئة أو القديمة أكملت عليا أحب لعب الورق مع بعض زميلاتي وأكثر مانتحدث عنه آخر صيحات الموضة والمكياج والخطط المستقبلية في انتقاء أماكن للاصطياف وبعض الأحاديث الجانبية عن فلانة انخطبت لفلان وفلانة تطلقت و..... لا أعتقد أنها اغتياب بل طق حنك ونحدد في نفس الجلسة موعد ومكان الصبحية التالية.. لا أحب اغتياب أحد... أم صلاح ربة منزل أيضاً تجتمع وصديقتها هدى في تمام الساعة 8 صباحاً كل يوم في منزل أحداهما وتضيف أنها تتحدث في الصبحية وصديقتها هدى أثناء احتسائهم فنجان القهوة وتناولهم البيتي فورعن خططهم بالأعمال المنزلية من طبخ وغسيل سجاد... ووهموم الدنيا وتقول تدوم الصبحية عادة لساعة أو ساعتين ولا نحب اغتياب أحد أو التحدث عن أي شخص بسوء فهذا حرام في ديننا. دق نميمة: نادر عواد الذي يعمل في التجارة قال في جلسات المسويات لا يخلو الأمر من دق النميمة الذي لابد منه ولا يوجد يوم محدد نجتمع به ولكن اجتماعتنا المسوية تكون مابعد الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل حتى وجه الفجر نلعب خلالها ورق الشدة والطاولة ونأخذ نفس أركيلة وتناول الوجبات الجاهزة والمشاوي ولا تخلو السهرة من ثقل دم أحدهم الذي يضفي على السهرة جو مختلف. ونختار المساء لأننا نكون منغمسين في أعمالنا المثقلة ولا نجد لأنفسنا متنفساً إلا بعد منتصف الليل... الصبحية لاتتوافر لدى الرجال؟ كذلك أكد جورج صاحب محل للإكسسوارات أن الصبحية لاتتوفر لدى الرجال لانشغالهم في أعمالهم وهو وأصدقاؤه يجتمعون عادة بعد الساعة العاشرة مساءً في إحدى المطاعم ويتحدثون عن الفتيات وعن أعمالهم وعن الشؤون المحلية ويلعبون البلياردو والسنوكر. الصبحية واختلافها مابين الماضي والحاضر؟ إيمان حيدر دكتورة علم الاجتماع القانوني قالت عن الصبحيات أنها أساس تاريخي وتراثي قديم تتعلق بالعائلة الممتدة التي تجمع بين الجدة الكبرى والعمات أو الخالات ويكون عددها كبير جداً بناء على التغييرات العصرية التي أحدثت اختلافات في أشكال السكن وتحولها من بيوت عربية تملأها الحميمية إلى شقق صغيرة متناثرة تسكنها الوحشة مما أبرز ضرورة ترسيخ التواصل في العلاقات الاجتماعية بين الأسر المتمددة في المنازل المتباعدة وإيجاد وسيلة لإرجاع ذكريات وحميمية أيام زمان بلم شمل الأسرة والأقارب والجيرة وانتشرت الصبحية كوسيلة لعودة تلك العلاقات الإجتماعية ولكن بنوع جديد ومختلف عن الشكل المألوف لصبحية أيام زمان فقد غلبت المظاهر على "صبحية اليوم" أكثر من أي شيء آخر على حساب الجوهر وتلاشت بذلك "معالم الحميمية" بل وشارفت على الإندثار بسبب التطور السكني والتكنولوجي والمعرفي ولاننسى أن القادمين من الريف إلى المدينة أحضروا معهم عاداتهم ومنها الصبحية حيث كانت تنتهج معهم نهج مختلف إذ كانت النسوة تجتمع صباحاً أثناء ملأ جرارهم أو في الحقل أو خلال عملهم اليومي كتكوين لاستقبال صغير، وتضيف الدكتورة حيدر صحيح أن عادة الصبحية عادة جميلة لها نكهة خاصة لصلة الرحم ولكنها برأي ظاهرة كارثية لأنها تحولت للإهتمام بالمظهر على حساب الجوهر من تواصل ومؤازرة الآخرين في أفراحهم وأحزانهم وحلت مكانها مظاهر مزيفة تملأها الأطعمة والمشروبات المختلفة والثرثرة أكثر من أن تكون نوع اجتماعي محبب للقلب. مالهدف من صبحيات عصرنا؟ إنها للنساء اللاتي لا تتوفر لديهن الأنشطة الصيفية أو الخارجية من سفر أو رحلات بسبب ضعف العامل المادي وتشغل النساء الكبار في السن أكثر أواللاتي ليس لديهن أعمالاً بهدف "ملاء الفراغ " الأمر الذي لا يتاح للمرأة العاملة أو تهتم بها النساء اللواتي يرسلن أطفالهن للمدارس ويبقون لوحدهن أو بسبب غياب الزوج عن المنزل لفترة طويلة،  وقالت الدكتورة حيدر أنها تتأمل أن يكون للصبحيات هدف أسمى تطرح فيها الموضوعات الثقافية والاجتماعية التي تزيد من خبرتهم وثقافتهم وتساعدهم في حل مشاكلهم ..       فتياتنا وصبحياتهن؟ لفتت الدكتورة حيدر إلى وجود مجموعة كبيرة من الفتيات اللائي أكملن تحصيلهن الجامعي ونلن الشهادة العلمية المناسبة ولكن ظروفهن المادية الجيدة والأكثر من جيدة جعلتهن لا يفكرون بالاستفادة من شهادتهن في العمل الذي يرون فيه مشقة وعبء فيسدون الفراغ المتراكم لديهن بالصبحيات ولكن بشكل مختلف عن الآخرين للآسف... إذا يقيمون صبحياتهم في أفخم المطاعم وتظهر معالم البزخ والترف في مظهرهن ومأكولاتهن ومشروباتهن وتتخلل جلساتهن الأحاديث المنمقة والتافهة والمظاهر المزيفة ... ماسبب عدم توافر الصبحيات لدى الرجال؟ أوضحت الدكتورة حيدر أن عدم توافر الصبحيات لدى الرجال يعود لانغماس الرجال في أعمالهم من فتر الصباح حتى فترة مابعد الظهيرة الأمر الذي يدفعهم لتعويض ذلك بالمسويات التي تكثر أيام الخميس ليلة الجمعة أو السبت ويلتقون بعد فروغهم من أعمالهم وتبدأ المسوية أحياناً من الساعة العاشرة ليلاً حتى وجه الفجر ولكن باهتمامات وأحاديث مختلفة عن أحاديث النساء .


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 بهاء
    28/4/2010
    03:32
    بنات سخيفة
    طبعاً مادام المال والرفاهية متوفرة لهيك بنات بايخة فليش لحتى مايفنغرو
  2. 2 بهاء
    28/4/2010
    03:37
    ووو
    وتوجد نقطة هي أنو الرجال مو فاضيين حتى يحكو راسهن حتى يحكو على غيرهم
  3. 3 طالبة جامعية
    28/4/2010
    03:43
    كل واحد حر برأيه
    على فكرة ممكن تحتفظ برأيك لنفسك لأن من حق الفتيات أن يكلن خصوصية متل الرجال
  4. 4 سلمى النوري
    28/4/2010
    04:28
    والله شي حلو
    انا من ناحيتي كتير بحب الصبحيات وهي نميمة منظمة كتير ومناقش فيها قوة الحموات وضعف الكنات وطرق مراقبة الازواج وانا كتير بحبا وبرافو ع هيك موضوع
  5. 5 محمود هلال
    28/4/2010
    04:29
    ما في وقت
    انا بحب كتير الصبحيات بس للرجال مافي بتمنى احضر وحدة يعني صبحية نسوان لشوف شو بيحكو ب 5 ساعات

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا