جهينة نيوز- بقلم عصام عوني:
اللهم يا من كنت للسلام أميرا، إليك من أجل السلام في بلاد الشام شرحنا همنا، ورفعنا بالصلاة أكفنا، فقد حل بالبلاد زلزال عظيم، وبالعباد بلبال عقيم، وانقلب الحب سرابا، والنعيم عذابا، والوفاق شقاقا، والصدق نفاقا..
يقولون "ثورة وربيع"! لكن ما يجعل البرد نارا، وجنات النعيم قفارا، وصروح المجد دمارا، لا يكون ثورة، ولا يكون ربيعا، فالربيع هياج من أجل الحب، والثورة هياج من أجل الحياة، والشام درة البلاد وجنة العباد، وقبلة الروح ومحراب الفؤاد..
ونحن من أجل الشام نصلي، ونبكي على من يزرعون بدل الورد شوكا، وبدل القمح زؤانا، ويجعلون الربيع إعصارا وبركانا، ولا يتورعون..
فبحق السلام الذي أنت أميره ونصيره، بدل زلزال البلاد سكونا، وبلبال العباد يقينا، وأخمد عاصفة يسمونها ربيعا، وقاصفة يسمونها جهادا، واجعل صلاتنا على الشام الحزينة بردا، وعلى الأهل المعذبين سلاما، وهب للناس أن يتعاونوا عل البر والتقوى..
إخوة وأحبابا، وإن اختلفوا دينا ودعوة وكتابا..
فالحب الطاهر لا يقبل عنفا، والدين الحنيف لا يقبل إرهابا، والمؤمن لا يضر مؤمنا، ولا القريب قريبا، فإذا أحب الناس للناس ما يحبون لأنفسهم تماما، صراطا مستقيما، وناموسا عظيما، طابت الحياة عشرة وذماما: لا حرب ولا دماء، ولا نوح ولا بكاء، ولا بؤس ولا شقاء..
ألا طهر الشام من خفافيش الظلام، ومن أئمة الإفك الخالية قلوبهم إلا من كل عاطفة حرام، فإن توليت المتقين حاضرا ومهيمنا، ولى البلاء عن البلاد، وتنزل الرخاء على العباد، ربيعا مقيما..
وردت الشام للدنيا جنة ونعيما، وتلطف واقبل حبنا دواء للدموع، ودعاءنا بلسما للأحزان، واكتبنا في عبادك الصالحين.. آمين.
22:12
19:48