جهينة نيوز- بقلم الباحثة التربوية يسرا عباس:
المعلمة والمعلم هم في الصفوف الأولى للمقاومة بالداخل ومساعدة أبناء هذا الوطن في تخطي الظروف الراهنة وهي الأصعب بالتاريخ كون ما يحدث من تكالب للاستعمار الجديد على بلدنا الحبيب، والحمد لله الجيش والدفاع الوطني يضحون بأرواحهم ليبقى البلد شامخا شاء أم أبى الطامعون.
نحن نعلم أن كل شيء في سورية مستهدف ورغم قذائف الهاون المستمرة طيلة العام 2014 الدراسي وهي تتالى دون رحمة على أطفالنا في الشارع في المدرسة، بل طالت الكبير والمسن فهم علمهم أن يتخلوا عن إنسانيتهم وثم القصف، وعلى الرغم من كل هذا فمدارسنا استمرت وتابع الطلبة تعليمهم وأما المعلم السوري، فقد تدرب وتعلم وطور نفسه من خلال المتابعة المستمرة للتكنولوجيا المتسارعة في التغيير والتطوير ليتمكن من استثمارها وتوظيفها ببعض الأنشطة والمحدودة والتي تناسب المنهاج المدرسي، واستطاع أن يحقق أهدافه التعليمية وهي المتمثلة بالمجالات المعرفية والمجالات المهارية والمجالات الوجدانية وكان أغلب المعلمين قد أكثروا من القيم الوطنية والروحية وتمثل هذه القيم بسلوكه من خلال التأكيد على مفهوم الخير والتقوى والعمل الصالح وحب الوطن مع ترسيخ هذه القيم وربطها بكافة المواد التعليمية كون التلاميذ بحاجة للتعلم المستمر وربطها مع القيم لتتمثل وتتحول إلى إجراء ونشاط، ومن هنا كان الأطفال في الحلقة الأولى بعض المعلمات يعلمن الصغار كفاصل منشط بين الهدف والآخر أغنية قصيرة متل سو سو سورية ع ع عربية وماعليك إلا أن تتأمل وجوه وعيون الأطفال كأن المعلمة قدمت لهم طبقاً من الحلوى من النظر لعيونهم تعلم كم يحبون بلدهم سورية ويعبرون ببراءتهم بنشيد بشفاههم وفرحهم وبغاية البهجة وبصوت جماعي والهدف التربوي هو إثارة الحماس والدافعية والاستعداد للتعلم كون هذا الطفل الذي عمره إما 7 أو 8 أو9 لا يتمكن من التركيز معك بالنشاط التعليمي إلا أن يكون مثيرا للحماس، إما بالوسائل الحسية أو بالمجسمات أو النماذج إن توفرت، وإن لم تتوفر فالمعلم يبتكر الوسائل اللازمة والمناسبة لموضوعه الدرسي. والآن دعونا نتعرف إلى أدوار المعلم الجديدة والمتجددة أو بمصطلح جديد كفايات المعلم: المعلم في المناهج الجديدة له العديد من الأدوار منها (الموجه والمرشد والمدير والقائد والكابتن والمبتكر والمبدع والممثل والفنان والمعزز والميسر والمرسل والأب أو الأم أو الأخ أو الأخت) وقد أعطيت للمعلم فسحة من الإبداع للتكيف مع الظروف والمناهج الجديدة والوسائل وأحدث الطرائق المستخدمة لتناسب النشاط التعليمي، وهنا نجد أن الكثير من المعلمين قد أبدعوا بأسلوبهم الجديد وهو الصبر والحكمة والتعزيز المستمر والتشجيع المتواصل للطلبة لمواصلة تعليمهم، وأن بالعلم سندحر الظلم الآثم والقادم من الامبريالية العالمية ويعلم المعلم أن دوره الآن في توجيه دفة السفينة نحو شاطئ المعرفة والأمان الحقيقي للإنسان السوري. ولذا علينا جميعا بكافة السبل أن ندعم هذا المعلم والدعم بأن يكون عدم عرقلته ووضع أمامه الصعوبات لأن العملية التعليمية هي فن وضمير وأخلاق، ويجسد معلمونا هذا الدور بكفاءة ممتازة وتشكر جهودهم جميعا لمن أوصل الرسالة الحقيقية لإعادة بناء الطالب السوري أمام هذا التحريض الطائفي الهائل والضخ الإعلامي والغزو الثقافي الدخيل علينا أن نقدر ضخامة حجم وقدسية التعلم ونرجو الاهتمام أكثر والنظر إلى المتميزين والمبدعين والموهوبين والمتفوقين بمدارسنا وهم كثر ومن الجنسين ولا يقاس التميز بالتحصيل أو الأداء الدراسي الذي نحدده نحن وفق منهاجه والحوار معه تجد هذا الجيل زادت نسبة الوعي لديه وسبق أقرانه نحن الآن بأمس الحاجة إلى الحوار مع الطلبة والإصغاء إلى همومهم وإلى المعلمات وتشجيعهن كونها أماً ومربية ومعلمة، واقترح أن نغير التوصيف التربوي للمعلم وتصبح بروفسور كونه يؤدب ويربي ويهذب ويعلم ويعالج أجيالا هي اللبنة الأولى للمجتمع السوري.. وفقكم الله جميعا لخدمة الوطن قدوة لطلابكم.