جهينة نيوز- نعمان عبد الغني :
يُعَد الوقت في المجال الرياضي أحد الموارد الهامة والنادرة والثمينة، فهو مورد لا يتجدد، ولا يختزن، ولا يجمع، ولا يمكن الاستغناء عنه، وقد عني الفكر الإداري بدراسته، وحظي باهتمام العلماء والباحثين في مختلف المجالات نظراً لأهميته في إدارة المنظمات الحديثة. وقد تزايد هذا الاهتمام منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي؛ نتيجة لمجموعة العوامل التي تتعلق بالمتغيرات التي يشهدها العالم،
ولأن الوقت عنصر حاسم من عناصر الإدارة الرياضية ومورد من الموارد المتاحة التي يجب استغلالها بكفاية، فلا وسيلة أمام الإدارة إلا بزيادة تفعيل استخدامه، وحسن استغلاله، واتخاذ ما يلزم من التدابير لمنع هدره، أو إضاعته
وقصد أبراز أساليب إدارة الوقت التي يستخدمها اصحاب المهن الرياضية والمشرفين على القطاع الرياضي وكذلك أبرز المعوقات الشخصية والتنظيمية، بالإضافة إلى الحلول والاقتراحات التي تسهم في ترشيد إدارة الوقت لان دراسة الوقت لا تأتي من منطلق تغييره أو تعديله أو تطويره، بل من منطلق كيفية استغلاله بشكل فعال، وكذلك تقليل الوقت الضائع هدراً دون أية فائدة أو إنتاج.
الجمع بين العمل الميداني والمكتبي في المجال الرياضي ، والإجراءات الروتينية، وعدم وضوح الأهداف والتعليمات، والزيارات الشخصية المفاجئة، وعدم التفويض والمكالمات الهاتفية، وكثرة الاجتماعات، وعدم تنظيم وحفظ الملفات، وعدم توفر الأجهزة الحديثة ونظام فعال للاتصالات. وتتفق النتائج التي تم التوصل إليها في هذه الدراسة مع نتائج العديد من الدراسات السابقة، وان كان هناك بعض الاختلاف في ترتيب بعض المعوقات بين الدراسات، إلا أنها جميعا كانت تبين ان هناك معوقات (مضيعات) للوقت تؤثر سلبا على المنظمة وأهدافها، وتقدم الاقتراحات المساعدة للسيطرة على معوقات إدارة الوقت ومحاولة تجنبها قبل وقوعها.
ان الإجازات والمغادرات لا تشكل مضيعة للوقت. وقد يعود السبب في هذه النتيجة إلى اعتقاد كثير من المشرفين بان الإجازة حق مشروع للموظف يستخدمه وقتما يشاء وبالتالي فان الغياب او المغادرة لن يؤثر على سير العمل خاصة إذا ربطنا هذا الأمر بالتضخم في أعداد العاملين في بعض الهيئات والنوادي و الأقسام وزيادتهم عن العدد المطلوب.
لذا وجب الاهتمام والوعي بموضوع الوقت في هذا المجال الحيوي وحسن استغلاله وتجنب إضاعته وسوء استخدامه في مجالات غير مرتبطة بالعمل الرسمي، ومنهاتفويض السلطة للمرؤوسين في الأعمال الروتينية وتوضيح هذه المهام وحدود المسؤولية والسلطة فيها، بالإضافة إلى تزيد المرؤوسين بالتدريب المناسب لإنجاز هذه المهام، ووضع نظام للمتابعة والرقابة للتأكد من الوصول إلى النتائج المرجوة.وإتاحة المجال أمام المشرفين للمشاركة في الدورات التدريبية والندوات والمؤتمرات التي تعقد في مجال إدارة الوقت بهدف تنمية مهاراتهم وقدراتهم في هذا المجال والإفادة منها في الواقع العملي.إجراء دراسات مشابهة حول إدارة الوقت لدى العاملين في كليات التربية الرياضية، والمجلس الأعلى لرعاية الشباب والاتحادات الرياضية المختلفة. التشديد على عدم استخدام الهاتف لأغراض شخصية وحصر استخدامه في الأمور الرسمية وبرمجة المكالمات بحيث لا تزيد مدة المكالمة عن دقيقتين وتدريب العاملين على الأسلوب الأمثل في إدارة المكالمات الهاتفية. مع عدم تزويد مديري الدوائر بالصحف اليومية والاستعاضة عنها بتقرير صحفي يومي يعده قسم العلاقات العامة مما تتناوله الصحافة من موضوعات تتعلق بالنادي او الهيئة الرياضية ونشاطاتها. وكذا توفير الأجهزة والتقنيات الحديثة لانجاز المهام وحفظ الملفات والمعاملات، وتسريع المراسلات كأجهزة الحاسوب والاتصالات والانترنت.مم يستوجب حث العاملين في مختلف مجالات العمل الرياضي على ضرورة التخطيط السليم ووضع البرامج وتحديد الأهداف لكل عمل وتنفيذه وفق أسس وقواعد محددة ضمن أولويات ومراعاة عامل الوقت وإدارته بفاعلية. وتحديد أوقات خاصة للراحة أثناء الدوام وذلك للحيلولة دون استغلال ساعات العمل الرسمي في انجاز أعمال خاصة بالأسرة والأصدقاء.
وأخيراً فان نجاح المؤسسات الرياضية في تقديم الخدمات وفاعليتها في تنفيذ المهام يرتكزان بدرجة كبيرة على الاستفادة من الوقت وتجنب مضيعاته المتعددة بهدف تحقيق الأهداف المرغوبة، فالجهود تقاس بالنتائج وليس فقط بالاستمرارية والبقاء ،