خاص جهينة نيوز
ما بين الـ ذكرى ما يسمى هجمات 11 أيلول عام 2011 في نيويورك التي نفذتها المخابرات
الامريكية و تنظيم القاعدة لتبرير إحتلال العالم عسكرياً, من قبل بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية و
ذكراها عام 2018 حيث مناورات الشرق في روسيا بمشاركة الصين التي عبرت قواتها
الى روسيا بما للعملية من معاني كبرى
و الـ 11 من ايلول عام 2011 هو ذكرى لجريمة القاعدة و المخابرات الامريكية (و هما هيكل واحد) بحق
الشعب الامريكي و التي تكررت بذرائع أخرى في ليبيا و العراق و سورية و لبنان من خلال تبادل الادوار
بين الجيش الأمريكي و مخابراته (تنظيم القاعدة) تركت خلفها ملايين الضحايا, و لكن اليوم بعد 17 عاماً
هناك معانى أخرى لهذا التاريخ الذي كاد يدمر العالم, فتاريخ الـ 11 من أيلول الذي شكل عامل رعب
لسنوات عديدة, حيث تم إطلاق الحرب الامريكية على الارهاب و التي أودت بحياة خمس ملايين مسلم و
مئات آلاف من الأقليات فضلاً عن تهجير ملايين البشر و تغير ديموغرافي واسع, أصبح له معاني أخرى و
ذاكرة أخرى و إن كانت ممزوجة بالدم.
و من مآثر الـ 11 من ايلول أنه كان بداية تعمق الصداقة الصينية الروسية و التي أصبحت كابوس على
الأمريكي, و كذلك ولادة الصداقة الإيرانية الروسية التي أصبحت إستراتيجية, و كذلك أصبحت ذكرى
الحادي عشر من أيلول ذكرى نهاية الأوليغارش الصهاينة في روسيا, و ذكرى غرق الجيش الأمريكي في
الحروب لتتمكن روسيا من إعادة بناء نفسها و جيشها حين كان الأمريكي يغرق بالديون و الحروب.
و من مآثر الـ 11 من أيلول أنه كان سبب قوة مجموعه بريكس و نهوض منظمة شنغهاي, و خسارة
واشنطن لحديقتها الخلفية, و أصبح عنوان هزيمة الأمريكي في أفغانستان و العراق و مؤخراً في الدول
العربية و بشكل خاص سورية لبنان و ليبيا و الصومال.
نعم بالأمس كان تاريخ الـ 11 من ايلول عام 2002 تاريخ بداية الحرب على الارهاب و إعلان القطب
الواحد, و لكن واشنطن بجشعها و عنجهيتها هي التي أسست للتحالف الصيني الروسي الذي وصل اليوم و
للمصادفة في ذات التاريخ 11 ايلول من عام 2018 الى ما يشبه حلف عسكري يجري مناورات عسكرية
تحت إسم الشرق-2018 في الشرق الروسي في رسالة عسكرية مفادها أن هناك قوى عسكرية إذا لزم الأمر
يمكنها تقديم حلول عسكرية بدون اللجوء الى السلاح النووي و قادرة على تغير الجغرافيا , و بالتالي أصبح
تاريخ 11 أيلول 2018 ذكرى لنهاية عهد البلطجة الأمريكية بكل ما للكلمة من معنى, و إن كان هناك فارق 17
عاماً بين التاريخين.
نعم اليوم في تاريخ الـ 11 من أيلول نشهد إنحسار الدور الأمريكي العاجز عن حرب نووية و في ذات الوقت
إذا قرر اللجوء الى حرب تقليدية سيخسر العالم, فمع عبور القوات الصينية اليوم صباحاً الى روسيا يمكن
الجزم بأن الأمريكي لم يغمض عينيه خلال 17 عاماً على نمو قوى عسكرية و بإعتراف المحللين
الامريكيين حين يتكلمون عن كوريا الديمقراطية و روسيا و إيران و بل أكثر من ذلك هو الآن يعيش في
أحلام يقظة غير قادر على مجاراة ما يحدث حوله .
فما حدث اليوم في الشرق الروسي ربما يحتاج الى عشرات المقالات و لكن بالمختصر إذا جنح العالم الى
حرب تقليدية عالمية فمن المؤكد أن سيناريو الحرب العالمية الثانية لن يتكرر و تكون حصة موسكو من
آوروبا نصفها بل سيكون حصة الأمريكية من العالم أمريكا فقط لا غير, هذا في حال بقيت دولة واحدة, و ما
يحمي آوروبا اليوم ليس القوات الامريكية ولا الناتو بل سعي روسيا الى عالم متعدد الأقطاب, و على الرئيس
الفرنسي قبل أن يتهم روسيا بسعيها الى تفكيك الإتحاد الآوروبي أن يجلس مع مستشاريه العسكريين و يقرأ
ما حدث جيداً, و قبل أن يشارك في أي عدوان محتمل على سورية عليه أن يقرأ جيداً المعاني الجديدة
لأحداث الحادي عشر من أيلول , لانه من المؤكد و رغم ان مناورات الشرق 2018 تم تحديد موعدها قبل
ستة أشهر و لكن من المؤكد أن تحديد موعدها أخذ بعين الإعتبار معركة تحرير إدلب و نهاية الحرب مع
الوكيل في سورية و بدأ مرحلة طرد الأمريكي الى مواقعه القديمة قبل الـ 11 من أيلول و ربما الى خلفها .
19:26
21:50