خاص جهينة نيوز :- كفاح نصر
قدمت جمهورية روسيا الاتحادية دعم مجاني لسورية من خلال الغطاء الجوي للقوات السورية تحت مسمى إنفاق جزء من موازنة تدريب الجيش الروسي في سورية, و الدعم عبر المشاركة المباشرة بالحرب البرية على الارهاب تحت مسمى إختبار الأسلحة الحديثة و قد قمت شهداء, و قدمت منح عسكرية مجانية للجيش العربي السوري و التي كانت من فائض الأسلحة التي تخلى عنها الجيش الروسي و أيضاً بعض السلاح الحديث, و يضاف اليها المساعدات الانسانية و الآن قررت روسيا تزويد سورية بمنظومة دفاع جوي من المؤكد أنه حتى لو تم تسديد ثمنها لاحقاً في ظل الوضع الحالي لسورية, فهي بمثابة مساعدة .
كان بإمكان روسيا إعلان سورية منطقة عمليات عسكرية و بذلك لن يتجرأ أحد على الاقتراب من مناطق سيطرة الجيش السوري, لا الأمريكي ولا الإسرائيلي و دون أن تقدم لسورية دفاعات جوية (وقد فعلتها سابقاً خلال القضاء على داعش), و لكن روسيا إختارت أن تكون على الحياد و رفضت أن تحول سورية الى منطقة خاضعه لحمايتها ضمن سيطرة القوات بل قررت أن تقوي سورية كدولة لتدافع عن نفسها بشكل مستقل و منع تحويلها الى ألمانيا تتقاسمها القوات الكل بحسب سيطرته , و ربما الهدف الرئيسي هو منع تقسيم سورية و منع أن يكون شمال الفرات لأمريكا و جنوب الفرات لروسيا و لهذا السبب قررت توريد منظومات دفاع جوي لسورية تضمن سيادتها على ارضها و تضمن سيادة القرار السوري, و لكن رغم ذلك منذ تدخل روسيا بقي هناك سؤال مطروح ماذا أستفادت روسيا..؟ و طبعا من يطرح التساؤول جهات تعمل للأمريكي هدفها التشكيك بالتعاون الروسي السوري و التشكيك بسيادة سورية و غيرها من أهداف خبيثة ولهذا وجب الاجابة عن السؤال.
و قبل الاجابة عن التسائل لنستذكر حين قرر ترامب ترهيب الصين و خلال مأدبة له مع الرئيس الصيني, إتهم سورية بإستعمال الكيماوي و قصف مطار الشعيرات ليلوح للرئيس الصيني بأنه قد يهاجم كوريا الديمقراطية, فكان قصف سورية بالنسبة لترامب كفنجان شاي مع العشاء و بدون سبب, و لم تمض شهور حتى جلس ترامب و ماكرون و ماي و ضحكوا كثيرا و ربما قال ترامب بعد أن نظر في المرآة (القانون الدولي تحت حذائي يمكنني قصف من أشاء من الدول الضعيفة و الفقيرة) و رددت من خلفه ماي و كذلك ماكرون (من مبدأ كلب الأمير أمير), نعم يمكننا قصف من نشاء , و شنوا العدوان الثلاثي على سورية, لأن القانون قانون القوة, ولا مكان للضعفاء.
و للمفارقة لا صديق للأمريكي فأول كذية كيماوي كانت ضد العراق الذي يتباكى الأمريكي عليه حالياً بحجة منع وصول إيران الى المتوسط, أي أن الأمريكي لم يرحم أقرب حلفائه من العراق الذي كان عائق أمريكي بين سورية و إيران و بل شن حرب 9 سنوات ضد إيران بدون سبب و كان يمنع إيران من الوصول للمتوسط رغم أنه سيستفيد من وصولها, و كذلك الامريكي غدر بحليفه في مصر حين أسقط حسني مبارك و تونس ابن علي و كذلك ليبيا فآخر ما فعله القذافي منح الولايات المتحدة عقود الغاز و منح إيطاليا و فرنسا عقود السلاح, و مول حملة إنتخابات ساركوزي و بعد أن وقع العقود و دفع قتلوه.
فهزة إنبوب إختبار يحوي القليل من بودرة الأطفال قام بها كولن باول في مجلس الأمن كلفت العراق أكثر من مليون شهيد ولازالت الدماء تسيل, علماً أن الحرب الامريكية على الارهاب و بحسب الخبراء الغربيين كلفت المنطقة حياة اربع ملايين مسلم, و من هنا يصبح السؤال الأكبر ليس ماذا استفادت روسيا من دعم سورية بل من لم يستفيد في العالم كل العالم من تضحيات الجيش السوري و حلفائه و من الدعم الروسي لسورية, و أي دولة في العالم لها مصلحة في البلطجة الأمريكية بدون إستثناء بما فيها الشعب الأمريكي نفسه و الحكومة الأمريكية.
و هل من مصلحة السعودية أن يقال لها بقرة حلوب و أن تطالب بدفع (الخوة) على الهواء و علناً, و هل من مصلحة ماكرون الذي خسرت شركات دولته عقودها في العراق و إيران كرمى عيون شركات السلاح الأمريكية..؟ , و هل من مصلحة مصر إنهيار القانون الدولي و على حدودها البرية الثلاث مهددة بالإرهاب فضلاً عن الأمن المائي و حاليا يستجد الخطر الجديد على معبر قناة السويس بعد أن هرب التجار من القراصنة المدعومين من المخابرات الامريكية و من الهجوم الغربي على اليمن الى طريق بحر الشمال و طريق الشرق الروسي, علماً أن الحرب التي لا تنتهي في سيناء كانت ستكون كارثة لو يتم الإنتصار على داعش في سورية و العراق.
و هل من مصلحة آوروبا الغارقة في اللاجئين بقاء العالم في الفوضى الأمريكية, و هل من مصلحة الحكومة الأمريكية نفسها التي أصبحت ديونها 20 الف مليار دولار أن تبقى يد تجار السلاح طليقة في العالم تشعل الحروب دون عواقب..؟ و تكبد الشعب الأمريكي الديون لتجني مكاسب صنع السلاح.
من يحاول التمعن فقط ما بين مشهد قصف مطار أبو الظهور أو العدوان الثلاثي على سورية وقبله شن العدوان على العراق و ليبيا و مشهد إعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو حين أعلن عن تزود سورية بالدفاعات الجوية يدرك تماماً أن السؤال لم يكن يوماً ماذا إستفادت روسيا من دعم سورية بل السؤال الحقيقي من في العالم من لم يستفيد من هذا الدعم.
و من يقرأ ماذا حدث ما بين بدأ حرب جورج بوش على الإرهاب (التي نشرت الإرهاب حول العالم) و بين سحق الإرهاب في سورية سيدرك أن سورية و الجيش السوري و حلفاء سورية (إيران حزب الله الحشد الشعبي) قاتلوا نيابة عن العالم كل العالم بما فيه نيابة عن الدول التي أرسلت الارهاب و الارهابيين الى سورية و نيابة عن الدول التي مررت الارهاب و الارهابيين الى سورية و عن الدول التي شاركت بقصف سورية أكانت ضمن التحالف الامريكي لدعم داعش أو ضمن العباءة الأمريكية لشن حروب البلطجة, كفرنسا التي خسرت عقود كبرى مع روسيا لأجل علاقات مع الامريكي مبنية على التهديد و الوعيد و العقوبات, و بالتالي مهما كان ما جنته روسيا من دعمها المجاني لسورية و ما جنته سورية من الدعم الروسي لا يعادل ما جناه العالم أجمع من هذا الدعم, فـ بالأمس ترامب أمر بقصف سورية خلال عشاء و لكن في الغد إذا لم يخرج من سورية بإرادته سيقتل جنوده شمال سورية و لن يتجرأ على الرد.
21:50