قبل 14 عاماً.. هكذا تنبأ الراحل فاروق الفيشاوي واستشرف مستقبل السينما المصرية؟

الأحد, 28 تموز 2019 الساعة 18:53 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

قبل 14 عاماً.. هكذا تنبأ الراحل فاروق الفيشاوي واستشرف مستقبل السينما المصرية؟

جهينة- خاص:

في عددها الأول تاريخ 1/6/2005 التقت "جهينة" في حوار خاص الفنان الراحل فاروق الفيشاوي على هامش مشاركته في سباق رالي سيارات "اكتشف سورية" الذي يهدف إلى إبراز المعالم السياحية التي تتميز بها سورية، إذ كان المتسابقون وقتها يجوبون المدن الكبرى فيها وزيارة الأماكن الأثرية في كل منها.

وقد شارك في الرالي إلى جانب الراحل الفيشاوي من مصر كل الفنانين المنتصر بالله وسامح الصريطي.

في ذلك اللقاء مع "جهينة" شخّص الفيشاوي مشكلات السينما المصرية التي أدت إلى تراجعها وصولاً إلى مستقبلها ومصيرها اليوم أو خلال السنوات الأخيرة، وذلك بالقول: السينما المصرية تتراجع إلى حدّ مخيف، لقد سادت نوعية من الأفلام ليس لها معنى، وعلى يد مجموعة من الممثلين يعتبرون أنفسهم "كوميديانات"، هؤلاء قاموا للأسف بعمل أفلام لا تعيش في الذاكرة وهم عليهم تحمّل مسؤولية عملهم.

وحول سبب هذا التراجع أضاف الفيشاوي: أعتقد أننا نعاني من إشكالية سوق، فكما تعلمون أن الفن صناعة، وثقافة، وتجارة، ولكن على ما يبدو فإن جري المنتجين وراء شباك التذاكر، الذي تزداد أرباحه كثيراً على يد هذه الموجة من الأفلام الكوميدية، بغض النظر عن الجانبين الآخرين المهمين في الفن وهما الصناعة والثقافة، أدى إلى هذا التراجع، رغم أن صناعة السينما تعتبر من أهم الصناعات في مصر، وتشكل المصدر الثاني للدخل القومي بعد القطن، وهي الصناعة السينمائية التي تكاد تكون الوحيدة في العالم التي تصدر مئة بالمئة.. وكأن التراجع مقصود إذ لم تعد الدولة ترعى هذا الفن أو تدعمه كما في السابق.

وفي سؤال هل تعتقد أن فترة التراجع خط متقهقر لا رجعة فيه، أجاب الفيشاوي: بالطبع لا.. إذ أن السينما المصرية مرت وعلى الدوام بفترات تراجع أعقبتها صحوة ونهوض.. وأنا الآن أتوقع عودتها على يد شباب متحمسين واعدين أمثال عماد الدين أديب الذي يبدأ الآن إنتاجه السينمائي بفيلم كبير جداً معتمداً على رواية من أهم الروايات في السنوات العشر الأخيرة وهي "عمارة يعقوبيان" وقد رصد لهذا الفيلم ميزانية ضخمة جداً.

ورداً على سؤال هل عوضك التلفزيون عن السينما، قال الفيشاوي: بالتأكيد.. لكن هناك مشكلة تتعلق بالتلفزيون كوسيلة وهي أن ذاكرته ضعيفة، ففي حين يُنتج في السنة الواحدة حوالى /150/ مسلسلاً لا نجد سوى عمل أو اثنين يثبتان في الذاكرة، من هنا على الفنان الجيد أن يختار العمل الذي يبقيه أكثر في أذهان الناس. هذا مع ملاحظة أن العمل التلفزيوني بخلاف السينمائي لا يُعاد أكثر من مرتين إلى ثلاث، في حين نرى الفيلم السينمائي يُعاد على الدوام فما زلنا نرى أفلاماً لأنور وجدي، ونجيب الريحاني، ليلى مراد، علي الكسار وآخرين..

أما عن الشخصية التي كان يحلم الفيشاوي بتجسيدها فقد قال: كنت أتمنى تجسيد شخصية جمال عبد الناصر، ولكن المرحوم أحمد زكي كان قد سبقني إلى ذلك، لقد عمل الدور بطريقة لم يعد بإمكان أي شخص آخر أن يقدمه بصورة أفضل.

وحول رأيه بالمخرجة إيناس الدغيدي أضاف الفيشاوي: هي نفسها قالت إنها تمثل اتجاهاً معيناً، وهذا واضح من أول أفلامها "عفواً أيها القانون"، حيث ناقشت فيه بجرأة قضية الزواج بين المرأة والرجل، وأن الرجل يحظى بكل الحقوق على حساب المرأة. والدغيدي على مسار خطّها الذي اتخذته لنفسها لم تحد عنه، خاصة فيما يتعلق بحرية المرأة ونيلها لحقوقها.. لذا دخلت الدغيدي مناطق شائكة لم يقم غيرها بدخولها وأنا سعيد باقتحامها هذا المجال، فهي تجتهد في منطقة، لا أحد يقوم بالاجتهاد فيها وعلينا بذلك أن نقبل باجتهادها هذا حتى لو اختلفنا معها. لقد خُلقنا لكي نختلف وليس لكي نتفق جميعاً مع بعض.

ورداً على سؤال بماذا تختلف معها قال الراحل الفيشاوي: يجب أن نأخذ السينما كفن وليس كقضية، لأنه عبر تاريخ السينما لم يستطع أي فيلم أن يُحدث تغييراً اجتماعياً سوى فيلم "كلمة شرف" لفريد شوقي، الذي استطاع وقتها التنبيه لمسألة مهمة وتتعلق بحقوق السجين في أن يزوره أهله أو حقه بيوم إجازة.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا