أردوغان يحنث بوعوده ويتخلى عن مرتزقة "المعارضة السورية" الذين أرسلهم إلى ليبيا

الأربعاء, 1 نيسان 2020 الساعة 01:31 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

أردوغان يحنث بوعوده ويتخلى عن مرتزقة

جهينة نيوز- خاص:

لم يكتف رئيس النظام الإخواني في تركيا رجب طيب أردوغان بوعوده الزائفة وادعاءاته الكاذبة التي روّج لها مع بداية الحرب على سورية، واستهدفت آلاف السوريين في مدن وبلدات الشمال، من خلال إيهامهم بشعارات الحرية والديمقراطية وتغذية حلم "الخلافة الإسلامية"، ومن ثم دفعهم تالياً للهجرة إلى أوروبا، وتشريدهم من المخيمات التركية التي أُقيمت لهم على عجل، وممارسة أقسى أشكال العنصرية ضدهم واستخدامهم كورقة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية موعودة، بل عمد خلال الأشهر الأخيرة إلى تجنيد أبنائهم ممن وقعوا في خديعة ما يُسمّى "الثورة" وحملوا السلاح ضد الجيش العربي السوري، وارتكبوا جرائم لا تُحصى ضد السكان الآمنين الرافضين لوجودهم، وشكلوا عصابات إرهابية وجماعات تكفيرية، انضوت جميعها تحت رايات القاعدة وداعش وجبهة النصرة وجيش الإسلام وسواها من الفصائل المسلحة.

وكما اكتشف عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين في تركيا، متأخرين، أنهم لم يكونوا سوى ضحية وادعاءات أردوغان وأكاذيبه، وأنهم وقعوا في لعبة قذرة غايتها استعداء بلادهم بذريعة تحقيق الحرية والديمقراطية، ها هم مقاتلو ومرتزقة فصائل "المعارضة السورية" الذين أرسلهم الأتراك إلى ليبيا يكتشفون أنهم وقعوا أيضاً في المصيدة نفسها، بعد أن أتخمهم "الطيب أردوغان" وعوداً بآلاف الدولارات والعودة الميمونة بالجنسية التركية، وأنهم نادمون على "ورطتهم" إثر تخلي أردوغان عنهم ونكث وعوده السابقة والإحجام عن دفع رواتبهم التي طمعوا بالحصول عليها!!.

الحال المزرية التي وصل إليها هؤلاء "المقاتلين"، ما عادت تخفى على أحد وأولها الإعلام التركي الكاذب نفسه، حيث بدأت تتفاقم معاناتهم في الأيام الأخيرة بعد أشهر من وصول نحو 4750 مسلحاً منهم إلى ليبيا، وتمثلت بتخفيض رواتبهم وتركهم في جبهات القتال يواجهون مصيراً مجهولاً، وزجهم في خنادق المعارك الأولى، حتى إن بعضهم فرّ أو يفكر بالفرار، والبعض الآخر يسعى للعودة إلى سورية بعد خيانة أردوغان لهم.

وكانت صحيفة "الغارديان" البريطانية نقلت قبل أيام معلومات عن مصادر ليبية تؤكد بأن نحو ألفين من المرتزقة السوريين يقاتلون إلى جانب وحدات ومجموعات مسلحة ممولة تركياً أبرزها وحدة أطلق عليها اسم زعيم المقاومة الليبية عمر المختار، بعد أن تمّ نقلهم على متن طائرات ليبية من الحدود السورية التركية إلى طرابلس ومصراتة ومناطق أخرى، حيث وقعوا عقوداً مدتها ستة أشهر مباشرة مع حكومة الوفاق الوطني، وليس مع الجيش التركي، مقابل 2000 دولار شهرياً، وأن تركيا وعدت هؤلاء المقاتلين بالحصول على الجنسية التركية مقابل مشاركتهم في المعارك الليبية، ومن يلقى حتفه يصل عائلته مبلغ 500 دولار لمدة سنتين فقط. فيما اتهم الناطق باسم "الجيش الوطني الليبي" أحمد المسماري أردوغان بالتخطيط لإرسال 18 ألف مقاتل منهم، كما اتهم رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج بدفع مليون دولار لكل قائد فصيل كي يرسل عناصره السورية للقتال في ليبيا.

بالمقابل تداولت مصادر إعلامية أخرى تسجيلاً صوتياً لأحد المقاتلين، تحدث فيه عن "ندم الجميع من القدوم إلى ليبيا وبأنهم تورطوا بذلك، داعين الراغبين بالذهاب إلى ليبيا بأن يتراجعوا عن قرارهم لأن الوضع ليس جيداً إطلاقاً، فالأتراك تخلفوا عن دفع مستحقات المقاتلين البالغة 2000 دولار للشهر الواحد". وأضاف المتحدث في التسجيل الصوتي: "تركيا دفعت راتب شهر واحد فقط ثم لم تقدم لنا أي شيء، نقيم في المنزل وحتى السجائر لا نحصل عليها في غالب الأوقات، لا نستطيع الخروج من المنزل لأن المنطقة ممتلئة بخلايا تابعة لقوات حفتر".

كما نقلت مصادر أخرى عن أحد الأسرى الذين وقعوا بيد قوات المشير خليفة حفتر أن جثث المقاتلين السوريين يتمّ تركها أو دفنها عشوائياً، بل إن بعض الجرحى والمصابين تتعفن جروحهم وسط إهمال الضباط الأتراك وقوات فائز السراج لهم والتأخر في إسعافهم، فيما تلقى قوات الجيش التركي كل العناية. وأكدت المصادر نفسها أن عدد قتلى "المرتزقة" السوريين وصل إلى أكثر من 181، أغلبهم من فصائل لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه، والذين سقطوا خلال مواجهات دامية على محاور حي صلاح الدين جنوب طرابلس، ومحور الرملة قرب مطار طرابلس ومحور مشروع الهضبة وفي معارك مصراتة ومناطق أخرى في ليبيا.

"الطيب أردوغان" اعترف الشهر الماضي بإرسال مقاتلين سوريين إلى ليبيا، ومع تزايد حديث الصحافة عن دفن عسكريين أتراك سراً بعد عودة جثامينهم من ليبيا، اضطر أيضاً للاعتراف بسقوط عدد من الجنود الأتراك وكذلك مقاتلين سوريين دون أن يكشف عددهم.

على أنه سيبدو أمام العالم كاذباً ووقحاً في تصريحه لصحيفة "بوليتيكو" الأوروبية، في كانون الثاني الماضي والزعم بأن "المنظمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة التي مُنيت بهزيمة عسكرية في سورية والعراق ستجد تربة خصبة لها في ليبيا"، دون أن يفصح "الطيب أردوغان" عن طبيعة علاقته بهذه المنظمات الإرهابية، ومن هو الذي هزمها في سورية والعراق، أو لماذا ينكر حقيقة انتماء فصائل لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه ومشتقاتها إلى الفكر التكفيري الذي يتبناه "الإخوان" ومعهم تنظيم "القاعدة" الإرهابي؟!.

بقي أن نقول: آن الأوان لمن لم يتعلم من دروس وعبر السنوات العشر الماضية من عمر الحرب أن يصحو من أوهامه، وفي قمة هذه الدروس أن ما وقع في وهمه المرتزقة "السوريون" الذين خانهم أردوغان وحنث بوعوده لهم وتخلّى عنهم بعد إرسالهم إلى ليبيا، يكشف حقيقة ما كان يسعى لتحقيقه "الرئيس الإخواني"، ألا وهو إضعاف البنية الاجتماعية وتغذية الفرز الاثني والطائفي للسكان في سورية، تمهيداً لإكمال مشروعه الفاشل باحتلال مناطق واسعة وإعادة أمجاد "الخلافة العثمانية" الموءودة.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 عدنان احسان- امريكا
    1/4/2020
    02:54
    لازم تشكروا اودوغان - مش تشمتوااا فيه
    الله يعطيك العافيه يا اردوعان خلصتنا - علي الاقل من - ثـــــلاث الالاف مرتزق سوري،، وكان مخطط ان ياخدهم كلهم ... بس مازبطت معه - .. وتركهم لمعركته مع الانفصاليين بشرق الفرات ،، ولسه بتقولوا اردوغان - حمــــــــار ،.

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا