جهينة نيوز:
لا يمكن أن ننكر بأن الإقتصاد الأمريكي هو الأضخم في العالم و لا يمكن أن ننكر بأن الدولار لا يزال هو عملة التجارة العالمية و لكن السؤال المطروح هل كان لواشنطن أن تكون ما هي عليه لولا الاسواق العربية بالتحديد و لولا (بقراتها الحلوب) و لولا تسعير النفط العربي بالدولار و لولا ربط غالبية دول الخليج عملتها بالدولار الأمريكي لتفضيل البضائع الامريكية على غيرها بما فيها الأوروبية ..؟
نعم هي أسئلة تحتاج نقاش ربما طويل و لكن يبقى الثابت أن كل ما قدمته دول الخليج للأمريكي قوبل من الامريكي بتحويل حكامها الى اوراق في الانتخابات الامريكية و كذلك كل ما قدمته جامعة الدول العربية لواشنطن و في مقدمتها تبرير العدوان على ليبيا قوبل بإلغاء دور هذه ائجامعة.
نعم في الأمس القريب حين قامت جامعة الدول العربية بتجميد عضوية سورية كان صوت نبيل العربي و حمد بن جاسم يملأ الدنيا صراخا و لكن ماذا بعد ..؟ ها هي جامعة الدول العربية لا تجد من يترأس مجلس الجامعة .. و المضحك في الأمر أن مشيخة قطر من بين الدول التي رفضت أن تترأس مجلس الجامعة العربية و قد يكون السبب أن أميرها قلق من أن تدفعه واشنطن لاعلان التطبيع مع الاحتلال رغم ان التطبيع بين مشيخة قطر و كيان الاحتلال الاسرائيلي قائم منذ سنوات ولا ينقصه سوى الإعلان عن موقع السفارة الاسرائيلية في الدوحة و لكن و بحسب مصادر هناك قلق خليجي من ارغام دول اخرى على التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي ضمن الحملة الانتخابية لترامب و بالتالي افول زمن المتاجرة بدم العرب والدخول في زمن التهميش السياسي.
لم تكن المفارقة في حملات ترامب التطبيعية في إطلاق الطرائف مثل طرفة "ان هذا الاتفاق السلاح سيعود بالأمن على المنطقة و كأن من وقع الاتفاق أوقف حرب عمرها عشرات السنوات بين كيان الاحتلال و الدول الموقعة على اتفاق الاعتراف بالاحتلال الاسرائيلي" و لكن المفارقة ان ترامب احرج حلفائه أمام شعوبهم و وضعهم في موقف محرج لاهداف انتخابية صغيرة جميعاً يدرك ان لا قيمة لها أمام قرارات الدولة العميقة في بلاد اليانكي.
و الاكثر من ذلك فإن حفلات ترامب التطبيعية لم تحرج بعض الحكام مع شعوبهم فقط بل كشفت حقيقة العداء لسورية و حصارها المستمر حتى الساعة و كذلك كشفت حقيقة تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية و أظهرت كم كان بعض الأعراب صغار و بشكل خاص العربي و بن جاسم الذين لعبا دور (الجراء الأمريكية) في مجلس الأمن.
نعم ربما صمود سورية كان له دور كبير في اسقاط التضليل الاعلامي و تشويه الحقائق و التزوير الإعلامي و لكن عدم إحترام ترامب لحلفائه العرب سيكون له الدور الأكبر في كشف حقيقة ما تعرضت له سورية.
وها هي سورية اليوم تعلن عن رفض أي اتفاقيات أو معاهدات مع العدو الإسرائيلي و تؤكد أن موقفها كان ولا يزال واضحاً ضد كل من وقع سابقاً وكل من سيوقع مستقبلاً على أي اتفاق مع العدو الإسرائيلي لا يعيد الحقوق والأراضي المحتلة مشددة على أن حربها ضد الإرهاب وكل ما تعانيه من تبعاتها حتى اليوم لم تزدها إلا تمسكاً بمبادئها برفض التطبيع وبتحقيق السلام العادل والشامل الذي يعيد الحقوق لأصحابها وفق القوانين والقرارات الأممية الواضحة المنصوص عليها.
و بناء عليه فإن حفلات ترامب التطبيعية قد تعطيه في الولايات المتحدة بعض من أصوات مجرمي الحرب و لكن في المنطقة أسقطت دور حلفائه و حفلات السلام لا تعني أن الحرب ليس قائمة, و إذا كان ترامب يراهن على أن قصف معمل غاز في سورية أو قرصنة ناقلة نفط او سرقة النفط السوري سيدفع بالسلطات السورية الى تسول اتفاق سلام على شاكلة حفلاته التطبيعية فهو ليس واهم إنما لم يتعلم من دروس سلفه الذي ينتقده بشدة " جورج بوش " و كان الاجدى بترامب من أن ينتقد جورج بوش على الحروب التي يكملها ترامب نفسه أن يسمع من بوش تجربته بالصراع مع الاسود
18:10