جهينة نيوز:
ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن مسؤولًا كبيرًا في البيت الأبيض زار دمشق في وقت سابق من هذا العام لبحث قضية الأجانب المفقودين في سورية ومعرفة مصيرهم.
وقالت الصحيفة في تقرير لها أمس الأحد إن المسؤول أجرى محادثات سرية مع الدولة السورية.
وهي المرة الأولى التي يلتقي فيها مسؤول أمريكي رفيع المستوى في سورية مع مسؤولين، منذ أكثر من عقد، وفقًا لمسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وآخرين مطلعين على المفاوضات.
وقال المسؤولون إن نائب مساعد الرئيس ترامب والمسؤول البارز في مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، كاش باتيل، ذهب إلى دمشق في وقت سابق من هذا العام في محاولة للكشف عن أمريكيين اثنين وتأمين إطلاق سراحهما على الأقل يعتقد أنهم مفقودين في سورية.
ولم يكشف المسؤولون المطلعون على الرحلة عمن التقى باتيل خلال زيارته.
ويأتي الكشف عن زيارة المسؤول لدمشق، بالتزامن مع وصول مدير الأمن العام اللبناني، عباس إبراهيم لواشنطن ليبحث مع مسؤولين أمريكيين قضية الصحفي الأمريكي المفقود في سورية، أوستن تايس، بحسب وكالة “بلومبيرغ”.
وكانت آخر محادثات معروفة بين البيت الأبيض والمسؤولين في الدولة السورية بدمشق عام 2010، بعدها قطعت الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية مع سورية في عام 2012 بحسب “وول ستريت جورنال”.
ويأمل المسؤولون الأمريكيون أن تؤدي الصفقة مع سورية إلى الكشف عن مصير المفقود أوستن تايس وإطلاق سراحه، وهو صحفي مستقل وضابط سابق في مشاة البحرية اختفى أثناء تغطيته في سورية عام 2012، ومجد كم الماز، المعالج السوري الأمريكي الذي اختفى في سورية عام 2017.
وحسب رأي الصحيفة.. يُعتقد أن الدولة السورية تحتجز أربعة أمريكيين آخرين على الأقل، لكن لا يُعرف الكثير عن هذه الحالات.
ورحب إبراهيم كم الماز، أحد أبناء مجد كم الماز، برحلة مسؤولي البيت الأبيض، كخطوة إيجابية في محاولة إعادة والده إلى المنزل.
وقال يوم امس الأحد “هذه الإدارة ملتزمة بقضية والدنا، ونواصل التحدث مع المسؤولين على أعلى المستويات في الحكومة الأمريكية لإعادة أبي إلى الوطن”.
ورفضت متحدثة باسم وزارة الخارجية التعليق، ولم يستجب مسؤولو البيت الأبيض لطلبات التعليق من “وول ستريت”، ولم ترد بعثة الدولة السورية لدى الأمم المتحدة على الفور على طلب للتعليق على الزيارة أيضًا حسب الصحيفة.
وفي 14 من آب الماضي، كشف وزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو، أن ترامب وجه رسالة إلى سورية في آذار، لفتح حوار حول المفقود أوستن.
وفي ذات السياق ذكرت قناة “MTV” اللبنانية، في 14 من تشرين الأول، أن طائرة أمريكية حطت في مطار “رفيق الحريري الدولي”، لنقل مدير الأمن العام اللواء، عباس إبراهيم، الذي يزور الولايات المتحدة الأميركيّة بناءً على دعوة رسمية من مستشار الأمن القومي الأميركي، روبرت أوبراين.
ومنذ 2018 عينت الإدارة الأمريكية أوبراين، للإشراف على قضايا مواطنيها المفقودين وكشف مصيرهم وإطلاق سراحهم، مع إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في مطلع العام ذاته، عن نيته التركيز على قضيتهم بعد أن نجح بتأمين حرية أمريكيين آخرين كانوا محتجزين في تركيا ومصر وكوريا الشمالية.
وعمل عباس إبراهيم، كوسيط بين الولايات المتحدة وسورية وساعد في تأمين الإفراج عن سام جودوين، الرحالة الأمريكي المحتجز لأكثر من شهرين أثناء زيارته لسورية كجزء من محاولة لزيارة كل دولة في العالم.
وبحسب مصادر مطلعة على المفاوضات، فإن المحادثات مع سورية لم تصل إلى حد بعيد.
وأبدى ترامب اهتمامًا شخصيًا بمحاولة الكشف عن مصير الصحفي أوستن تايس وتأمين الإفراج عنه، وذكر قضيته في مؤتمر صحفي في آذار الماضي، وأصدر بيانًا في الذكرى الثامنة لاختفائه.