جهينة نيوز –خاص
سلّمت واشنطن رئاسة الحكومة اللبنانية كتاباً خطياً من وزارة الخزانة الأميركية يلغي المخاوف من العقوبات الأميركية المرتبطة بقانون "قيصر" المفروض على السوريين، مما يمهد لتغذية كهربائية تصل إلى حدود العشر ساعات يومياً في لبنان، حسب ما أكد وزير الطاقة اللبناني وليد فياض لجريدة "الشرق الأوسط"... على أن يبدأ التحسن بالتغذية جزئياً بدءاً من شهر نيسان المقبل.
لا خوف من "قيصر" ولا هواجس "للطاقة الإقليمية" بعد الآن!
وكانت سفيرة الولايات المتحدة لدى لبنان "دوروتي شيا" قد أجابت خلال لقائها رئيس الحكومة اللبنانية "نجيب ميقاتي" على بعض الهواجس التي شغلت السلطات اللبنانية في ما يتعلق باتفاقيات الطاقة الإقليمية التي سهّلت الولايات المتحدة توقيعها بين لبنان والأردن ومصر، موضحةً –أي "شيا"- أنه "لن يكون هناك أية مخاوف من قانون العقوبات الأميركية "قيصر"، ولافتة إلى أن "هذه الرسالة التي تم تسليمها لميقاتي تمثل زخماً إلى الأمام وحدثاً رئيسياً، في الوقت الذي نواصل فيه إحراز تقدم لتحقيق طاقة أكثر استدامة ونظافة للمساعدة في معالجة أزمة الطاقة التي يعاني منها الشعب اللبناني"...
ثلاث رسائل تطمين أميركية إلى بيروت والقاهرة وعمّان
من جهته أكد وزير الطاقة اللبناني "وليد فياض" أن رسالة الخزانة الأميركية هي بمثابة "رسالة تطمين إضافية" من السلطات الأميركية لتبديد الهواجس، تتزامن مع رسالتين أخريين تلقتهما القاهرة وعمان، لافتاً إلى أنه "على أساس هذا الكتاب، سيكون الجانب المصري مستعداً للقيام بتوقيع عقود التزويد وعبور الغاز مع الجانب اللبناني"، وأشار أيضاً إلى أنه "على أساس توقيع العقد، ستحصل الأطراف الثلاثة (لبنان والأردن ومصر) على موافقة نهائية من الجانب الأميركي تتيح المباشرة بضخ الغاز باتجاه لبنان عبر الأردن وسورية"...
يُذكر أن لبنان –الذي يعاني من انقطاع في التيار الكهربائي لمدة تصل إلى عشرين ساعة يومياً- قد شرع بالتحرّك وبلورة اتفاق يقضي بإيصال الغاز المصري إلى لبنان، منذ شهر أيلول الفائت، بعد تلقي الرئيس "ميشال عون" رسالة أميركية عبر السفيرة الأميركية لدى لبنان، تتضمن قراراً أميركياً بتسهيل عبور الغاز لوضع حل لأزمة انقطاع الكهرباء اللبنانية.
حصة سورية 10% غاز و8% كهرباء
أما رحلة الغاز "المصري" فستصل إلى جنوب سورية، بينما سيحصل لبنان على حصته من أحد حقول الغاز في مدينة حمص، وسيقتطع الجانب السوري نسبة 10% كحصة لقاء عبور الغاز المصري، فيما سيتم تمرير الكهرباء الأردنية عبر خطوط نقل سورية إلى لبنان، وتقتطع سوريا نسبة 8% من الكهرباء الأردنية لقاء عبورها إلى لبنان، بحسب الاتفاقية الإقليمية.
كهرباء بنكهة سياسية
اعتبر سياسيون كتاب وزارة الخزانة الأميركية للحكومة اللبنانية، جواز انطلاق لمشروع استجرار الطاقة الإقليمي لكونه يتضمن تعهداً سياسياً بتسهيل المشروع، فهرعت وزارة الطاقة اللبنانية بدءاً من يوم السبت 15/1/2022 بمشروع إنجاز التفاصيل التقنية... حيث أعلن وزير الطاقة اللبناني "فياض" عن "تعاقد لبنان مع شركة لإصلاح خط الغاز في لبنان وتجهيزه لنقل الغاز من الأراضي السورية، بموافقة استثنائية من رئيس الجمهورية ميشال عون والحكومة نجيب ميقاتي"، مشيراً إلى أن المباشرة بأعمال الصيانة "ستنطلق في الموعد المذكور لتكون جاهزة لنقل الغاز"، ولفت إلى أن الأمور الفنية المتصلة بإصلاح خطوط نقل الكهرباء من الأردن عبر الأراضي السورية "تم الانتهاء منها عبر صيانة تلك الخطوط في سورية"، ومن المتوقع إنجاز جميع الأمور الفنية والتقنية على الخطين في أواخر شباط المقبل.