جهينة نيوز خاص
أيام قليلة مرت بعد مطالبة "ناصر الناصر"-عضو مجلس الشعب- رئيس الحكومة بالاستقالة، ليأتي جواب الحكومة عبر مجموعة من الاجراءات التي تثلّجت مع ما تثلّج في هذا البرد القارس، حليف كل العقوبات التي تتعرض لها سورية.
مقايضة غير منطقية
وقد لمعت فكرة في رأس الحكومة، هي منذ فجر التاريخ، ألا وهي "المقايضة"...مقايضة عطلة الأسبوع الطارئة بـ "لا" كهرباء و"لا" ماء في بعض المناطق والأحياء، ولعبة تسريع وتسهيل حصول المواطنين على مازوت التدفئة، سواء بالدفعة الثانية أو الاقتناء الحر بالسعر الوسطي –أي 1700 ل.س لليتر الواحد، لمالك البطاقة الذكية... لكن موجة البرد كانت أسرع، ولم يواكبها سوى طنين رسائل "الذكية"، التي يستغرق ما بعدها من إجراءات وقتاً طويلاً، باحتساب سرعة "القطبي" برياحه وغيومه ودنوّ درجات برودته إلى حدود غير مألوفة...
"غربة" متجددة!
وعافانا وعافاكم الله شر البرد واحتياجاته وملحقاته من "لا" كهرباء و"لا" دفء و"لا أسعار مقبولة، مرت أيام العطلة الطارئة على الشعب وكأنها أحد فصول مسرحية "غربة" –لا زيادة ولا نقصان-، ولكن المسرحية كان لها –في أزمان عرضها- جمهور يصفّق، أما اليوم فلا أحد صفّق ولا أحد يصفّق، إلا ربما بعض الرُضّع الذين يندهشون من أضواء في المنزل تشتعل فجأة كل سبع ساعات أو أكثر، وتُطفأ في الحين أحياناً، فيصفّقون فرحا،ً ظناً منهم أنها من ألعاب العصر، ومنهم من يردد أغنية HAPPY BIRTHDAY وكأن الأمر احتفال يومي بأعياد ميلادهم!
"يا زمان الوصل!
ومع ذلك لم يبخل مدير توزيع الكهرباء بطلته الاذاعية البهية، ليبشّر بساعات التقنين الجديدة، التي بوشر بها مع أول أيام العطلة الطارئة، وليقول للناس في كل المحافظات: "ساعة وصل وخمس قطع"...!...لتتدخل مذيعة اللقاء بالقول وهل يكفي ذلك؟ وليجيبها "أليس ذلك أفضل من ساعة بعشرة؟!
وعلى الفور تذكّر كل المستمعين بحسرة موشح "يا زمان الوصل في الأندلس"، وموشح "إن تجودي فصليني"...
تيار "بلاد الشام" الجديد!
وبكل الأحوال، حتى "الساعة بعشرة" ما زالت بعيدة المنال عن الكثير من المناطق، علّ "الربط الكهربائي بين لبنان والأردن عبر سورية" يشملها، ويوحّد التيار الكهربائي بأنواره بلاد الشام من جديد، طالما أخفقت بذلك كل "التيارات" القومية، وفشلت به كل الحركات "التنويرية"!
"ربّ يسّر لنا السفر"!
وبنغمة الأغنية الدينية "ربّ يسّر لنا السفر"، التي رددها كلاماً -مع الأغنية- مذيع إحدى إذاعات "الإف إم" المحلية المرخصة، افتتحت تلك الإذاعة أحد برامجها، واختتمتها، مع تعليق للمذيع وهو يتنهد قائلاً بما معناه: ليت الحكومة لا تتكلم فكلامها يزيد الطين بلة، فمن لا يستطيع الوفاء بالوعود فيها، فليترك منصبه لآخر-حسب المذيع-!
"المعركة النهائية" أكبر من همومنا اليومية
وختاماً، فهي أيام عسيرة نرجو لها ألا تطول شهوراً وسنوات، كما نتمنى ألا تبدو وكأنها "المعركة النهائية"، تخوضها الحكومة المتلكئة مع الشعب، فمعركة الشعب الحقيقية أكبر من همومه الحالية، ألا وهي التحرير الكامل للأرض والحفاظ على السيادة والمنجزات.