جهينة نيوز-خاص
إثر انتشار أحد مقاطع الفيديو لمعلمات لغة إنكليزية في مدرسة 8 آذار في قطنا بريف دمشق، وهنّ يغنين للتلاميذ بالانكليزية أغنية (تعليمية) مركبة على ألحان أغنية الفنان العالمي "ديميس روسوس"Far Away) )، مما أثار ضجة كبرى في وسائل التواصل بسبب سوء الأداء للأغنية، استقبل وزير التربية المعلمات المذكورات، ونشرت وزارة التربية على "فيسبوك"، منشوراً خاصاً بمؤازرة الوزير لهنّ ضد ما وصفته الوزارة "حملة تنمّر" تعرّضن لها، وجاء في المنشور أن "وزارة التربية تؤكد تقديرها العميق لجهود معلميها ورفضها حملة التنمر ضدهم...
ونحن إن كنا لا نحبّذ استخدام مصطلح "التنمّر" الدخيل على ألفاظنا ومفردات حياتنا، فإننا نصر على ضرورة ألا ينزلق معلمونا ومعلماتنا إلى درجة الابتذال في موضوع الاداء الغنائي للدروس، فالنماذج التي صادفناها في مدارسنا مُضحكة مبكية، بل ومثيرة للغضب أحياناً (طبعاً لا التنمّر!) لأنها فاشلة ولا جدوى تعليمية منها أو موسيقية أو شعرية، بسبب سوء الاعداد الغنائي ومهزلة الأداء، والذي قد يؤثر سلباً على ذائقة الأطفال وتقبلهم للدروس بهذه الطريقة...وبالطبع لا نقصد بالطريقة مبدأ تحويل المعلومات إلى كلمات مغناة، وإنما الفشل في ذلك، وبالرغم من الفشل الملحوظ والمتكرر في هذا المجال في مدارسنا، فقد جرّ فشلاً تلو الفشل، بدلاً من أن يكون نجاحاً يجر نجاحاً...
وقد فوجئنا بتقدير وزير التربية لجهود المعلمات على هذا النحو، وكان الأجدر به تقديم ملاحظات على هذا النوع من الأداء المدرسي، في ظل انتشار وسائل التواصل التي لا يمكن أن تغفل عن التعليق على ما ينتشر فيها من مهازل، سيطلع عليها التلاميذ حتماً.
وإذا كان الوزير مصراً على تشجيع هذا الأسلوب، فليكن ذلك بناءً على قواعد سليمة، وذلك بالتعاقد مع موسيقيين وشعراء –بل ومغنين- قادرين على نظم بعض الدروس غنائياً، والحيلولة دون وأد هذه العملية تربوياً بتشجيع الفشل والاشادة به.
وختاماً نقول لمعلمات الانكليزية اللاتي تعرضن لـ "التنمر"، كان أداؤكن للأغنية بعيداً، بعيداً جداً جداً faraway, so very very faraway)) عن المعقول!
15:11