خاص جهينة نيوز – كفاح نصر
أبدع السوفييت معجزات هندسية كثيرة كطائرة النقل الهائلة ان-225 و مروحية مي-26 الجبارة و محطة مير الفضائية وتقنية الهبوط من الفضاء على اليابسة بما فيها إنزال المدرعات من السماء لتقنية إطلاق صاروخ الدفاع الجوي بأربع جهات وطائرة ميغ 25 وميغ 31 التي تحلق على حافة الكون لطائرة ياك-38 وياك 41 ذات الإقلاع العمودي والتي يعتقد ان الأمريكي سرق تقنيتها لصنع مقاتلة اف-35 الى مروحية التمساح التي تحلق دون مروحية ذيل يوازنها الى الكثير الكثير من التقنيات السوفيتية التي لا يزال الغرب بعيد جداً من الوصول الى غالبيتها ولكن ما أنجزته روسيا خلال 20 عاماً الأخيرة بعضه يفوق التصور وبل التفكير بإنجازه ضرب من الجنون ولكن فرض على روسيا أن تنتجه فصنعت المستحيل.
لا يخفى على أحد أن حلف الناتو توسل السوفييت لتوقيع معاهدة نزع الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى *** حين كانت صواريخ الاتحاد السوفيتي على تخوم الغرب (في ألمانيا الشرقية) ومعاهدة الدفاع الصاروخي ** حين كان الناتو عاجز عن التصدي للصواريخ الروسية العابرة للقارات وإمتلاك السوفييت منظومة أ-135 الدفاعية القادرة على صد جميع أنواع الصواريخ العابر للقارات, ولكن بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي بدأ الناتو يزحف بإتجاه روسيا و انسحب من الاتفاقات التي كانت تضمن أمن الناتو بالتحديد خلال فترة وجود حلف وارسو وذلك بعد تغير الوضع الجيوسياسي وانهيار حلف وارسو انسحب الأمريكي من الاتفاقات التي كانت تضمن عدم نشوب حرب نووية في العالم وهو ما يشير الى نية الأمريكي شن ضربة نووية مفاجئة وخاطفة على روسيا, حيث قام الأمريكي بتطويق روسيا بالدفاعات الصاروخية (المحظورة) قبل أن ينسحب من إتفاقية الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى مؤخراً ولكن مع وصول بوتين الى السلطة وإبداعت روسيا أسلحة جديدة جعلت كل ما قام به الأمريكي هباء وإنفاق دون طائل.
منع الضربة النووية الخاطفة كان أول مهام بوتين وكان يتطلب من روسيا صواريخ عابر للقارات تطلق من شاحنات ومن غواصات وليس من صوامع كي تتمكن روسيا من شن ضربة لاحقة بعد أي هجوم مفاجئ قد يستهدف صوامعها وكانت هذه الصواريخ المحمولة على شاحنات في الخدمة في السنوات الأولى من حكم بوتين فبدأ الأمريكي بنشر منظومات دفاع صاروخية ليس فقط في بولندا بل حول العالم وهو ما يشير الى نيته الهجوم النووي على روسيا حتى لو لم يتمكن من تدمير جميع قدرات روسيا النووية بضربة خاطفة فكانت معجزة هندسية روسية من يحاول فهمها لا يمكن أن يصدق على أن أحد فكر بها مجرد تفكير.
كان على روسيا بناء صواريخ قادرة على تجاوز جميع الدفاعات الصاروخية المنشورة حول العالم وبالتالي التحليق لمسافات تزيد عن 16 ألف كلم ومثل هذه الصواريخ تحتاج إلى إطلاقها لمطار فضائي وإخفائها يصبح مستحيل فكانت تقنية صواريخ سارمات حيث يجب أن يقذف الصاروخ خارج الصومعة الصغيرة قبل أن يطلق لينجح إطلاقه من صومعة صغيرة علماً بأن هذا الصاروخ يزين أكثر من 200 طن والتفكير بهذا الأمر (أن تقذف صاروخ عابر للقارات محمل بعشر رؤوس نووية قبل أن يقلع) ضرب من الجنون فيما لو لم نرى ذلك الصاروخ يطلق لم نكن لنصدق بأن مثل هذا الأمر قد يحدث, ويبقى الطريف في إطلاقه أن محرك القذف لا يسقط في الصومعة بل يتحرك الى يسار الصاروخ قبل أن يسقط دون أن يؤذي منصة الإطلاق وهو ضرب آخر من الجنون علماً بأن الغرب حتى الآن لا يملك هذه التقنية على مستوى صواريخ دفاع جوي .
وأما الأكثر جنون من صنع صاروخ سارامات هو الموقف الأوروبي الذي ترك أرضه ساحة للأمريكي ليزحف بإتجاه روسيا لإشعال حرب نووية فيما لو اندلعت أي حرب نووية ونجحت بتدمير جميع الصواريخ النووية الروسية ولم تطلق روسيا أي صاروخ لن يبقى هناك حياة في أوروبا نتيجة آثار الحرب *. (سأشير في نهاية المقال إلى دراسة بخصوص اندلاع حرب نووية).
نعم ما أنجز في روسيا وبشكل خاص صاروخ سارمات كينجال وتسيركون و بولافا والغواصة النووية المسيرة بوسيدون ربما قبل سنوات كان من المستحيل التفكير بإنتاج مثل هذه الأسلحة وبل التفكير بإنتاج بعضها ضرب من الجنون ولكنها أصبحت أمر واقع ومنعت إندلاع حرب نووية عالمية وأنقذت العالم من كارثة كان يخطط لها الطيش والجنون الأمريكي.
ولكن رغم ذلك وبأمر أمريكي إستمر الناتو بالزحف تجاه روسيا رغم أن الناتو أصبح عاجز عن توجيه ضربة نووية ضد روسيا دون رد والأمريكي ربما اعتقد بأنه بالخروج من معاهدة الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى قادر مجدداً على توجيه ضربة نووية خاطفة ضد روسيا قبل أن تطلق صواريخها العابرة للقارات أو عبر أوكرانيا بالوكالة فكلنا يعلم أن تصريح زيلنسكي بخصوص إمتلاك أوكرانيا سلاح نووي هو السبب الرئيسي والمباشر الذي دفع الجيش الروسي لبدأ الحرب بعد أن كان يسحب قواته من قرب الحدود الأوكرانية ويبقى السؤال على ماذا يراهن الناتو الآن..؟ هل يراهن على المرتزقة الذين فروا من المعارك في سورية لتغير الوضع في أوكرانيا..؟ ربما ولكن نتائج المعارك في سورية وحدها كفيلة بالجزم بأن نتيجة الحرب في أوكرانيا مضمونة تماماً وأكثر من ذلك قد لا تكون آخر المعارك التي على الأمريكي مواجهتها, ولكن من المؤكد أنها نهاية الأحلام الأمريكية بإشعال حرب نووية في العالم.
ولكن يبقى السؤال الكابوس ماذا لو إمتلك الأمريكي نصف التقنيات العسكرية الروسية وماذا لو لم تنجح روسيا بصنع أسلحة فائقة التطور.. هل كان هناك جنس بشري على الأرض.؟
بإختصار هذه هي حقيقة العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا هي نهاية الأحلام الأمريكية بجر الكون الى كارثة نووية.
ملاحظات هامة:
* دراسة أمريكية نشرت في القرن الفائت تفيد بأن إطلاق 100 رأس نووي خلال يوم واحد قد يسبب بفناء غالبية الجنس البشري خلال سنتين من حدوث الإنفجارات (فيما لو كانت الإنفجارات في روسيا لن يبقى هناك حياة في أوروبا خلال سنتين وتحجب عنها الشمس ربما لشهور طويلة ) ورغم ذلك جميع مخططات الأمريكي كانت تسير بإتجاه إشعال حرب نووية وكانت أوروبا ثاني ضحايا الحرب النووية وكذلك بعض الولايات الامريكية ليست بعيدة عن تداعياتها فيما لو حدثت.
** اتفاقية الدفاع الصاروخي كانت تحظر حماية أكثر من منطقة واحد في كل دولة (الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة) من الصواريخ العابر للقارات وذلك لمنع نشوب حرب نووية حيث كانت الاتفاقية تسمح للصواريخ الأمريكية بالوصول الى أهداف في الإتحاد السوفيتي غير محمية علماً بأن الصواريخ السوفيتية كانت قادرة على ضرب جميع الدفاعات الامريكية حينها وخرجت واشنطن من الاتفاقية بعد نشر دفاعات صاروخية على حدود روسيا وبشكل خاص في بولندا وبعد أن نجحت بصنع دفاع صاروخي يعتقد أن تقنيته سرقت من أسلحة سوفيتية.
*** اتفاقية نزع الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى تحظر صناعة صواريخ في روسيا والولايات المتحدة بمدى من 500 كلم الى 5500 كلم وكان الهدف منها حماية أوروبا وبشكل خاص فرنسا وبريطانيا من الصواريخ السوفيتية المرعبة خرجت منها الولايات المتحدة مؤخراً ويعتقد أنها كانت تهدف لنشر مثل هذه الصواريخ في أوكرانيا.
20:17
21:50