خاص- جهينة نيوز
في سابقة من نوعها وتطور يمكن وصفه بالخطير هاجمت أوكرانيا مقر الرئيس الروسي في الكرملين بطائرتين مسيرتين وبغض النظر عن فشل الهجوم المتوقع ولكن يبقى وصف مثل هذا التطور بأنه خطير جداً.و تبينت خطورة الموقف مع اتهام موسكو لواشنطن بالوقوف خلف الهجوم و بعد نفي واشنطن لتورطها بالهجوم أكدت موسكو وعلى لسان المتحدث باسم الرئاسة الروسية (دميتري بيسكوف) أن روسيا قالت ما لديها وهو ما يعني فعلياً إصرار موسكو على تحميل واشنطن المسؤولية عن مثل هذا الهجوم وهو ما يعني أن موسكو سترد على واشنطن أيضا وليس فقط على نظام كييف .
و طبعاً من غير المتوقع أن ترد موسكو على واشنطن بذات الطريقة أي أن تطلق طائرة مسيرة من داخل الأراضي الأمريكية لمهاجمة البيت الأبيض فتاريخ موسكو يؤكد أنها لا تختبأ خلف اصبعها و قادرة على الرد في وضح النهار وهي قادرة على ذلك و لكن يبقى السؤال ما هي الردود المتوقعة.
هل الرد في أوكرانيا..؟
يشار الى أن القوات الروسية ضربت سابقاً مقرات قيادة أوكرانية يقودها ضباط الناتو وبحسب وسائل إعلام يونانية فقد إخترق صاروخ اسكندر روسي غرفة عمليات تقع على مسافة 150 متر تحت الارض قرب الحدود البولندية و كذلك تحدثت أنباء على ضرب غرفة عمليات مشابهة في كييف وقتل عدد من كبار ضباط الناتو والضربات الروسية ضد مراكز القرار في أوكرانيا كانت ردود على مهاجمة أهداف مدنية في القرم وهو ما قد يدعو للإستنتاج إلى أن توجيه ضربة داخل أوكرانيا ضد واشنطن أمر قد يكون ممكن ولكنه مستبعد.
هل يمكن أن يكون الرد استراتيجي؟
ردت موسكو سابقاً بشكل استراتيجي عبر تجميد العمل باتفاقية ستارت 3 ولكن يبقى لها في المجال الاستراتيجي هامش للرد كتبني عقيدة نووية مشابهة للعقيدة النووية الأمريكية أو حتى إعلان الخروج النهائي من اتفاقية ستارت 3 واحتمالات الرد الاستراتيجي تبقى قائمة بطبيعة الحال.
هل الرد يكون بتغير طبيعة الحرب؟
لاتزال الحرب في أوكرانيا تحت مسمى عملية عسكرية خاصة حيث دخلت القوات الروسية في حرب اصلاً قائمة قبل سنوات طويلة في الدونباس ومن غير المستبعد أن يتم إعلان الحرب ضد أوكرانيا وتوسيع أهداف العملية العسكرية الروسية.
هل يمكن أن يكون هناك رد خارج أوكرانيا؟
لوحت موسكو سابقاً باستهداف مراكز القرار داخل وخارج أوكرانيا واستهداف مقر لقيادة عمليات الجيش الأوكراني في بولندا أمر غير مستبعد نهائياً وهو هدف قابل للتحقيق يحرج الأمريكي والأوروبي ويضعهم في موقف ذليل لأنهم سيكونوا مكبلي الأيدي بالرد على الروسي.
تأجيل الرد
كذلك من غير المستبعد تأجيل الرد فمن مصلحة موسكو إشغال الناتو وإثارة قلقه قدر الإمكان فطالما المجتمع الروسي متماسك يمكن تأجيل الرد رغم أن ذلك مستبعد لأنه تأخير الرد كثيرا قد يترك رسالة خاطئة للأمريكي وهو ما يدعو للاستنتاج أن الرد سيكون قريب.
وبالعودة إلى السؤال الأهم وهو أين ومتى وكيف سيكون الرد يمكن الجزم بأن الرد قريب ولكن من المستحيل التنبؤ به لكن أيضاً يمكن الجزم بأن أيدي موسكو محررة من كل قيد وقادرة على الرد بأكثر مما يتوقع الناتو بكثير.