هل يسمح الجزائريون لساركوزي بتدنيس قبر الأمير عبد القادر...؟

شارك |

جهينة نيوز- خاص: في عام 1920 وعندما دخل الجنرال الفرنسي غورو دمشق بعد معركة استبسل فيها السوريون للدفاع عن وطنهم بقيادة وزير الدفاع حينئذٍ الشهيد يوسف العظمة، توجّه غورو من فوره إلى قبر قائد معركة حطين الذي طرد الصليبيين من أرضنا العربية صلاح الدين الأيوبي، فوقف عند القبر وركله ووضع قدمه عليه قائلاً: انهض يا صلاح الدين ها قد عدنا. هذه الحادثة التي نسوقها تحمل دلالات تاريخية كبرى، تؤكد ودون أدنى شك أن الغرب بسياسة الاستكبار والعدوان التي يمارسها اليوم ضد البلدان العربية كافة، يعيد إلى الأذهان وبنزعة انتقامية وقحة ما فعله أجداده الذين استعمروا وطننا العربي ردحاً من الزمن قبل أن تدحرهم الثورات العربية الحقيقية بقيادة سلطان باشا الأطرش وعمر المختار وعبد القادر الجزائري وعبد الكريم الخطابي وسواهم. على أن ما يمكن الإشارة إليه – وبكل أسف- أن المؤامرة والأقنعة التي يستخدمها بعض القادة الفرنسيين والانكليز ومعهم الأمريكان والصهاينة، قد انطلت وأعمت الكثير من العرب زعماء وسياسيين وإعلاميين، فيما يدرك بعضهم الآخر خطورتها وأهدافها لأنه متواطئ ومشارك فيها، فراحوا يروّجون لهذه الأقنعة التي تبدو في ظاهرها مواقف إنسانية، بينما تخفي في باطنها مشروعات تدميرية تفكيكية تقسيمية عجز عنها سابقاً الوزيران الفرنسي سايكس والانكليزي بيكو. فقد نقلت صحيفة "الانتقاد" اللبنانية عن مصادر فرنسية مطلعة أن ساركوزي يشعر بشهية المستعمر ويسيل لعابه للنفط والغاز في الجزائر المجاورة لليبيا، وبحسب هذه المصادر فإن اللقاء الذي جمع ساركوزي ورئيس المجلس الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل تناول الموقف الجزائري الداعم للقذافي، وقد فاجأ ساركوزي ضيفه الليبي بالقول "سوف يأتي دور الجزائر بعد عام من الآن". وفي جانب آخر أكدت صحيفة "النهار" أن الأب الروحي لما يسمّى "الثورات العربية" اليهودي الصهيوني برنارد هنري ليفي يخطّط لإشعال نيران الفتنة في الجزائر في 17 أيلول الجاري، حيث شرع في التحضير لها عبر موقع "الفيسبوك" تنفيذاً لمخطط الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد الذي بشرتنا به الولايات المتحدة وفشلت في تنفيذه انطلاقاً من لبنان عام 2006. كلام ساركوزي الذي يستعد لزيارة ليبيا قريباً كما ادّعى، يعزّز الاعتقاد السائد بأن "الثورات العربية" المزعومة لم تكن إلا جسور عبور ستوصل من يتوهمون بأنهم "الفاتحين ومحرري الشعوب" إلى قلب بعض العواصم العربية، لتشبع في نفوسهم الحاقدة غريزة الانتقام، وكما رأينا فقد انتقم "الناتو" بطائراته وصواريخه وقنابله الانشطارية من الشعب الليبي الذي مرّغ أنف موسوليني وجنرالاته يوماً بالتراب، وربما لن يتورّع بعض الطليان أو الفرنسيين عن نبش قبور قادة الثورة في ليبيا الذين قهروا المستعمرين وأجهضوا طموحاتهم التوسعية. أما حديث ساركوزي وقوله "سوف يأتي دور الجزائر بعد عام من الآن" فإن هذا يؤكد أن النزعة الاستعمارية الغربية لن تتوقف عند ليبيا، بل عادت بحلة جديدة وبصورة أشد بشاعة وعنجهية، لكن هذه المرة لتنتقم لهزيمة أجدادهم كما فعل الجنرال الفرنسي غورو، فهل سيسمح الجزائريون لساركوزي بتدنيس قبر الأمير عبد القادر الجزائري الذي حارب الفرنسيين من أجداد ساركوزي وأجبرهم على الجلاء عن أرض الجزائر أذلاء صاغرين؟.  

أخبار ذات صلة

• الجزائريون يعلنون الحرب الالكترونية على قناة الجزيرة
• اشتعال فتيل شغب الجماهير قبل انطلاق الدوري الجزائري
• بن صالح: الإصلاحات في الجزائر تسير وفق منطق صحيح
• وردة الجزائرية تغني في أسواق بيروت أمام جمهور غفير تفاعل بحماس
• تشييع ضابطين استشهدا في الاعتداء الإرهابي على الأكاديمية العسكرية في بشرشال الجزائرية