باب الحارة : اذ يقفل أبوابه فهل نقفل عقولنا .... خالد عياصرة

الأحد, 29 آب 2010 الساعة 12:36 | منبر جهينة, منبر الثقافة

باب الحارة : اذ يقفل أبوابه فهل نقفل عقولنا .... خالد عياصرة
تهب في رمضان رياح عاصفة من المسلسلات العربية،وهذه كما تلك في قوتها وشدتها لا تبقي ولا تذر،تصيبك الحيرة وتنصب شباكها فلا تدري الى أي منها تذهب،ما هو المسلسل الذي تفضل متابعته،والى أين تتواري منها وعنها، كونها باتت مكتوبة عليك عزيزي القارئ المسكين رغماً عنك أكنت البيت،اوالعمل،اوالمقاهي ،اوالجلسات،اوالأسواق في كل مكان وزمان تلاحقك بلا استئذان ،فان لم تكُ من متابعها فأنت غريب الأطوار في نظر مدمنيها. فاذا كان الفخر الذي ينخر الفكر والجمال الذي يهز الكيان يصيبك بنوع من الإحباط عندما تجالس نفسك برفقة فنجان قهوة،تسيطر عليك شياطين الأفكار ويحق لك ان تسل برفق ناعم عن سر هذه المسلسلات التي ترفض ويرفض كتبتها البوح برسالتها. من الاهمية بمكان البحث عن العامل المشترك بين هذه المسلسلات كون جلها يقوم على ذكاء وإتقان للسبك،واستخدام مقعر للتاريخ بمساندة لغة بيضاء،او من خلال إسقاط واقع مر على ماضي امر لا يغني ولا يسمن من جوع،بمقابل نسيان حاضر وبتالي مستقبل منتظر،هذا بطبيعة الحال مخالف للطبيعة التي تفرض علينا القيام بعكس ذلك. إبطال فرسان لا يشق لهم غبار، أفكار ،وخطط ،ومعارك شيمتها الانتصار او تبحث عنه،أسلحة مشرعة دوماً فوق رؤوس الأعداء،حلول ترضي كافة الأطرف بعد مط في الإحداث،نساء"كلاسيكيات"بألف رجل اختصرن نساء الارض،نساء القرن الحادي والعشرين باعتبارهن متمردات على ألزواجهن ومجتمعهن لا يقبلن شي إلا ان كان خارجا من أعماق أفكارهن،على العكس من نساء الحارة والبادية والقرية في القرون الغابرة التي تقابل الإساءة بحسنة نحو" تئبرني ابن عمي ، يومي ابل يومك(...)،وكأن عجلة التاريخ توقفت عند ذك الزمن"الجميل!!!"مع انه وسم بالتخاذل والجبن،سلمت به اوطاننا واحلامنا. من الغريب ان نجد كتابنا يودون العودة اليه لا حباً بالماضي،بل كرهاً بالحاضر الذي يضعهم امام مسؤولياتهم وهروبا منه ومن مشاكل تصاغروا عن إيجاد حلاً لها.   رجالات معاصرين بأثواب تاريخية كان لهم على ذمة التاريخ صفات تنم عن الشجاعة والنبالة والشهامة والدهاء والكياسة والسياسة وفي بعض الأحيان تياسه،فهم"رجال الحارة"واهل الراية،ونشامى المرقاب،وجنود اكتوبر الاخر،ونصابين ولصوص العار،وجنود دايتون في انا القدس،إبطال يشبهون الهة سومرية أسطورية"نصفها الإلهي وأخر بشري"قبائل،ومدن،وقرى،وبوادي كما الجمهورية الفاضلة أعيد ابتعاثها من جديد من ركام أفلاطون،لا يمكن هزيمتها او الانتصار عليها،مثاليون عباقرة أقوياء جهابذة ساكنوها. تأخذاك الإحداث تعايشها بشكل يومي على مدار ثلاثون حلقة،لتصل في النهاية الى حبكة رومانسية لا حل لها،يحيلها الكاتب والممثلون الى المتابع والمتابع بدوره يحيلها لخيالة،باعتبار ان المعنى والمبنى والعقدة والحل كلها وجميعها وجلها في بطن الكاتب،يتمنى المتابع على أثرها العودة الى ماض ٍ الزمن الجميل من خلال اعجابة باسلوب الكاتب الطوباوي،بمقابل وائد الحاضر، كون التفكير به وفق كتابنا وممثلينا وحكوماتنا ووزرائنا ونوابنا واعياننا ممنوع لا يتوجب تعاطيه فهو كما الهيروين والافيون يعاقب عليه القانون.   المتابع يجدها إي ـ المسلسلات ـ تحمل الكثير من البطولة التي تشعرك بفخر شبيه بليلة الدخلة،يمتد لك منذ مئات السنين ويصل حيث انت،لتقل ان الأمة"لسه بألف خير"هذا هو حال مسلسلات من نوع باب الحارة واهل الراية واكتوبر الاخر،وذكرة جسد وصبايا والعار،والصندوق الاسود وزهرة ومصايبها الخمسة،(......)وغيرها مما تزخر به شاشاتنا العربية التي نفتنا عن سبق اصرار وترصد"وراء الشمس"لتصيبنا بشي من تلوث ضوضائي نظري قادنا الى سقوط للخلافة والاخلاق والمبادئ والقيم والعادات والتقاليد. وفي عين السياق نجد ان الكثير من متابعي المسلسلات لا يتسمرون إمامها إلا لمتابعة ملائكة أحلامهم من الفنانين والفنانات لتكن بمثابة مقدمة لسهرة حمراء في المساء!!!   هذا الامر يقودنا الى القول : ان كان تاريخنا العربي كما تصوره لنا هذه الاعمال، يزخر بمئات من قصص الإبطال،يا ترى لما خسرنا أرضنا العربية وأنفسنا معها التي تغط في غبرة وجهل وخنوع وجبن ياس وانهزام،ان كان لدينا إبطال من أمثال هؤلاء التاريخيين المتحجرين،لماذا جبنا عن إطلاق طلقة واحدة باتجاه أرضنا المحتلة في مشارق الأرض ومغاربها،لماذا لم نشهد أصوتاً بعيداً عن تنظير السطو والسرقة باعتبارها رجولة وقوة،لما اختصارنا تاريخنا بمقارعة النساء والكؤوس،لماذا لم يسرقوا فلسطين الى ألان من يد اليهود،لما لم نشهد بطلا عربيا يقوم بسرقة وثائق او خطط حروب او مشاريع صواريخ صهيونية،لماذا لم يقارعوا الأعداء بدل النساء. آه ...آه ...آه على امة تحول تاريخها الى زور يكتب على شكل سيناريت،واه على تاريخ ينظر الى الوراء وينكب عليه وينكر واقع انهزامي أني،ومستقبل لا يعرف فحواه. وبعد كل هذا نعود من جديد نسل أنفسنا قبل الآخرين لما ضاعت فلسطين والعراق ولم نستطيع الى ألان تحرير حجر واحد وشجرة واحدة ومسجد واحد وكنيسة واحدة من براثين المحتل المغتصب،وقبل هذا وذك لما عجزنا عن تحرير أنفسنا الانهزامية الفردانية الأنانية،لماذا تجرعنا النكبة،وشربنا النكسة،ورفضنا الهزيمة،بل تطور الامر الى أكثر من ذلك في بغداد فباتت"فكسه"بطعم الهزيمة ونكهتها . اذن لابد من القول في الختام تبا لنا من أمه بلهاء،خرساء،جاحدة،ذليلة،جبانة ،"اونطة " تحول دينها من دين محمد الى دين مهند على رأي الإعلامي الفذ حمدي قنديل .... الله يرحمنا برحمته وسلام على اردننا ورحمة من الله وبركة.


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 أحمد حسن
    31/8/2010
    19:51
    ملاحظة على مسلسلات باب الحارة-أهل الراية- بيت جدي-
    قال المؤرخ أحمد البديري: وفي يوم الخميس ثامن عشر ربيع الأول خرجنا إلى سيران بناحية الشرف المطل على المرجةمع بعض أحبابنا . وكان الوقت في مبادئ خروج الزهر، وجلسنا مطلين على المرجةوالتكية السليمية،وإذا بالنساء أكثرمن الرجال جالسين على شفير النهر، وهم على أكل وشرب، وشرب قهوة وتتن. كما تفعل الرجال، وهذا شيء ماسمعنا بأنه وقع نظيره حتى شاهدناه ولا حول ولا قوة إلا بالله.ثم لم نزل في سرور وانبساط حت أنشدت هذاالمواليا مضى لنايوم مثله ماشفت ياخال من مرجة الشام ماتشوفون موضع خال ملا خميس مضى ماصادفه أرزال في ثامن عشر ربيع الآخر راح البرد ياهل الأدب أرخوه الضيق عنكم زال كان ذلك في عام 1749م فأي شكل من النساءيصورون في هذه المسلسلات حوادث دشق اليوميةص 140-1741-1762 begin_of_the_skype_highlighting              140-1741-1762      end_of_the_skype_highlighting
  2. 2 Family Us
    31/8/2010
    20:12
    جهينة مسكينة
    كيف يمكن تحقيق ذلك مع الشروط التعجيزية التالية: عدم الإساءة إلى الشعور الوطني الابتعاد عن التحريض عدم الإساءة لـ للكاتب للأشخاص للمقدسات للأديان للذات الإلهية الإقتراب من التأييد "الذي هو الإبتعاد عن التحريض"
  3. 3 أحمد حسن
    31/8/2010
    20:50
    تعليق إضافي
    لاحقاًلتعليقي السابق لابد من التعريف بالمصدر حوادث دمشق اليومية 1154-1175 1741-1762 جمعها : الشيخ أحمد البديري الحلاق نقحها : الشيخ محمد سعيد القاسمي وقف على تحقيقها ونشرها دكتور أحمد عزت عبد الكريم أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس وقد ورد ص 112 كتوضيح للواقع النسائي أن واحدة من بنات الهوى عشقت غلاما من الأتراك فمرض فنذرت على نفسهاإن عوفي من مرضه لتقرأن مولدا عند الشيخ رسلان وبعد أيام عوفي ، فجمعت شلكات البلد وهن المومسات، ومشين في أسواق الشام، وهن حاملات الشموع والقناديل والمباخر، وهن غنين ويصفقن بالكفوف ويدققن بالدفوف والناس وقوف صفوف تتفرج عليهن وهن مكشوفات الوجوه سادلات الشعور، وما ثم ناكر لهذا المنكر(غير واضحة ) والصالحون يرفعون أصواتهم ويقولون الله أكبر
  4. 4 كارهة لباب الحارة
    24/9/2010
    18:47
    كفى عودة للوراء
    الحمد لله الذي أعاد الناس إلى عقلها، وتوقفواعن اجترار ومضع علكة باب الحارة ورميها لنا في كل رمضان. كم أكره باب الحارة. المشكلة ليست في العودة للماضي، كل الشعوب تكتب عن ماضيها، المشكلة في وجود مغالطات تاريخية كبيرة، وفي أننا لا نستأهل العودة إليه لأننا نعيش ونغرق فيه، ونقلد ما نراه من صورة مشوهة في المسلسلات ،تقليدا أعمى يعيدنا إلى الوراء قرونا من الزمن. المزعج أن كتاب الدراما السورية لا يعون كم تؤثر الصورة التي يظهرونها على صورة المجتمع السوري عربيا ودوليا، ففي مؤتمر ضم عربا وأجانب، عندما عرفوا أني سورية بدأ الجميع يقول لي لي "كيفك يا حرمة" في محاولة لإظهار معرفتهم بالمجتمع السوري!!! أنهم يظنون أن المجتمع السوري هو "أبو جانتي" وباب الحارة" كفى!! انتبهوا! الس
  5. 5 حمدي شاغوري
    7/6/2011
    15:28
    رأي بلا منطق
    رأي كاتب هذا المقال بلا منطق و يبدو أنه منسلخ عن تاريخه وتاريخ بلده ، وأنا كالكثيرين من متابعي مسلسل باب الحارة أقول بأن هذا المسلسل الرائع قد الكثير من المقولات والمضامين الأخلاقية التي باتت بعيدة كل البعد عنافي الوقت الحاضر ، ألم يقدم لنا المسلسل حب الوطن والدفاع عنه، الم يقدم لنا حب الجار لجاره والدفاع عنه والوقوف بجانبه أيام المحن ، ألم يقدم لنا صورة المرأة المناضلة العفوية أم جوزيف ومحاربتها لمن امتهن كرامتها، فكل ما شاهدوه من باب الحارة هو الباب المغلق نعم يجب أن نغلق الباب و نحصنه من أي قوى خارجية كما قال مؤلف العمل الأستاذ كمال مرة ، وأقول لمن يكتبون إقرؤا العمل جيدا و اقرؤا مابين السطور فلست أوعى وليس لديكم الثقافة أكثر من صانعي العمل .
  6. 6 سوري من 7000سنة
    7/4/2012
    10:13
    sum-soms2@hotmail.com
    باب الحارة وعلاك فاضي سمحولي محبي باب الحارة .شهامة وكرامة وكرم وبطولة وكركرة نسوان ومرة عبتولد وداية وعلك بسواومابيسوا وخود على عنتريات ومراجل وخود على سوبر مانات ونسوان أمازونيات بس مخمرات ياحجي ونسيوتو يا كتابنا ومخرجينا شو هو وجعنا وشو بدنا بدنا دراما تبني مجتمع اي بدنا شي يلامس واقعنا ويكون دراما على الطريقة السورية المحضة لاتنكهوا بخليجي على مصري على تركي على هندي ومشكورين .ملاحظة باب الحارة رح يعرض برمضان المقبل بتورا بورا وقندهار بانتاج شركة القاعدلصاحبها الظواهري
  7. 7 ادم سيريا
    17/5/2014
    13:32
    باب الحاره
    المشكله الكبرى التي واجهت مسلسل باب الحاره هو ذالك الاختفاء الذي حصل من قبل مجموعه من الفنانين بسبب المال واذا مايدل على انهم اخفو قصه من قصص الماضي من اجل المال وهذا ليس بالعيب وانما اصبح عار

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا