أزمة نفط أم أزمة وزارة نفط؟ مصفاة بانياس تدخل مزاد الحلول!

الثلاثاء, 23 نيسان 2019 الساعة 22:04 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

أزمة نفط أم أزمة وزارة نفط؟    مصفاة بانياس تدخل مزاد الحلول!

جهينة نيوز-خاص

منذ أيام قليلة فقط طلبت رئاسة مجلس الوزراء من وزارة النفط والثروة المعدنية الاستمرار في تأهيل الآبار والمشاريع النفطية والغازية في المناطق المحررة من الإرهاب وإعادتها للعمل!

وخلال جلسته الأسبوعية الأخيرة، قرر مجلس الوزراء وضع محطات وقود متنقلة، وتشغيل المحطات المتوقفة بإشراف مباشر من وزارة النفط والثروة المعدنية!

وبالفعل أعلن مدير الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية مصطفى حصوية عن تشغيل مصفاة بانياس بتاريخ 22/4/2019، على أن تبدأ بتزويد السوق السورية بالبنزين والمازوت وزيادة مخصصات المحافظات...

وأشار حصوية أن الشركة أرسلت ثلاثة صهاريج متنقلة لتوزيع البنزين المدعوم على البطاقة الذكية في دمشق لتخفيف حدة الازدحام الحاصل على محطات الوقود، ولفت إلى أنه من الممكن أن يزداد عدد صهاريج البنزين المتنقلة والانتقال إلى مناطق أخرى بدمشق مع إمكانية تطبيق ذلك في المحافظات.

ومن جهته قرر مجلس الوزراء وضع إجراءات جديدة لضبط توزيع مخصصات محطات الوقود، مع مراعاة الكثافة السكانية في كل منطقة بما يحقق العدالة والحد من أي هدر أو تهريب أو احتكار! كما تم تكليف المحافظين بتشكيل فرق عمل في المحافظات السورية تكون مسؤولة عن الإشراف المباشر ومراقبة توزيع المشتقات النفطية على المواطنين، والتواجد المستمر لتخفيف العبء المتعلق بمدة الانتظار وتخفيف الازدحام وضمان حصول المواطن على مخصصاته كاملة! وكل ذلك بالرغم من وجود بطاقة ذكية، أفرد وزير النفط لمزاياها الفنية والتعبوية مساحات أثيرية واسعة خلال معالجته الإعلامية لأزمة الوقود!

وعلى كل حال، وبعد الاطلاع على سلسلة الانفراجات المفاجئة، يبدو الأمر محيّراً، فأزمة الوقود –وليس البنزين فحسب- هي أزمة تعود إلى شهور ماضية، هذا فضلاً عن أنه مضى وقت طويل على تحرير بعض المناطق التي تحتوي على آبار، وقد وقعت وزارة النفط في التناقض مرة أخرى حين بررت الأزمة الخانقة بالقول إن شدّة العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد والتي تستهدف القطاع النفطي بشكل خاص وتمنع وصول ناقلات النفط إلى سوريا، هي التي تسببت في اختناقات حادة في المشتقات النفطية"! ومع ذلك رأت أن الانفراجات في أزمة المشتقات النفطية، ستبدأ خلال الأيام القادمة، وأكدت أن الموضوع سيكون مُعالجاً خلال 10 أيام، وأن "الفريق الحكومي المعني بهذا الملف، يعمل على مدار الساعة، لإزالة الصعوبات والتغلب على معوقات وصول النفط إلى سوريا"! فهل خفّت شدة العقوبات الاقتصادية أم أن ناقلات النفط قد وصلت وفُكَّت أزمة عقود الموردين للحكومة، أم أن آبار المناطق المحررة عادت إلى العمل الفوري بإيعاز من مجلس الوزراء، أم أن مصفاة بانياس جمعت كل الحلول؟!

وما نعلمه أن هذه المصفاة –ودون أن يكون ذلك مدرجاً في قانونها الداخلي-يعاد تشغيلها بعد صيانتها كل ثلاث سنوات، المرة الأولى كانت عام 2013 والثانية عام 2016 والثالثة الآن عام 2019، فحبّذا لو أن مسؤولاً في النفط يخبرنا المزيد عن عمل المصفاة، وهل أزمة البنزين ناجمة عن العطل السابق فيها، وهي التي كانت تزوّد السوق السورية بـ75% من حاجتها للبنزين حتى عام 2016، أم لأنه لم يكن يوجد نفط لتشغيل المصفاة، وبالتالي فكيف تم تشغيلها بتاريخ 22/4/2019، وما الكمية المزمع إنتاجها...وما الذي حدث ويحدث فعلاً في كواليس وزارة النفط من ألغاز لم يعد أحد قادر على فك أسرارها؟!

وفيما إذا لم تتحقق وعود وزارة النفط الأخيرة، نشير إلى أنه لا مؤشرات على إدراج البنزين ضمن سياسة دعم سوريا من قبل حليفيها الرئيسيين، روسيا بحجّة التكلفة الباهظة، وإيران بسبب الحصار والعقوبات... وبينما أوضح مدير شركة المحروقات أنه لا يوجد أي تصريح حكومي رسمي يؤكد عزم الحكومة لاستيراد النفط من إيران براً عبر العراق، إلا أن هناك حديثاً سابقاً لبعض وسائل الاعلام عن إيقاف الخط الائتماني الإيراني، بتاريخ 15 آذار/ 2018، والذي كان يزود سوريا بجزء كبير من احتياجاتها النفطية، الأمر الذي أكدته وزارة النفط حين ذكرت أنه ومنذ التاريخ المذكور لم تصل إلى سوريا أية ناقلة نفط خام، ويضاف إلى ذلك توضيح سابق للحكومة في مطلع هذا العام بأن العمل خلال الفترة القادمة لمواجهة هذه الأزمة، سيكون أولا بمتابعة موضوع الخط الائتماني الإيراني، مع الاشارة إلى أن بعض مواقع التواصل الاجتماعي قد احتفل مؤخراً بفيديوهات وصور لناقلات نفط إيرانية برية تجاوزت معبر مدينة القائم على الحدود السورية العراقية باتجاه سوريا، إلا أن جريدة الوطن السورية قد نفت حقيقة تلك الأنباء والصور التي تعود إلى عام 2012 حسب الجريدة.

وختاماً، فالسوق السوداء الرسمية باتت حقيقة على الأرض بـ 12 ألف ليرة سورية لتنكة أوكتان 95، وقد فسّرت هذه السوق كل ما تغاضى وزير النفط عن شرحه وتفصيله سابقاً، فالبلاد الآن ما زالت تشهد أزمة وقود خانقة في كل أرجائها، ناجمة عن سوء أداء وزارة النفط وتخبُّط مسؤوليها وعرقلة عمل كوادرها المختصين ومحاربتهم، ثم نقص الإمدادات الخارجية الذي سبّبه الحصار الاقتصادي والعقوبات الأميركية على البلاد التي خسرت الكثير من إنتاجها النفطي بسبب الحرب والإرهاب والفساد، وسيطرة الانفصاليين الأكراد المدعومين أميركياً على منطقة شرق الفرات الغنية بآبار النفط والتي بات تحريرها أمراً لا بدّ منه.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 زاهر
    24/4/2019
    00:39
    اتى جواب المصفاة سريعاً
    قال مدير مصفاة بانياس إنها ستعمل لمدة خمسة أيام فقط! بسبب عدم توفر النفط الخام الكافي...وقال مدير شركة المحروقات سنبقى بحاجة إلى استيراد ثمانين ألف برميل يومياً...
  2. 2 زاهر
    24/4/2019
    00:41
    تسكيتة بانياس
    قالوا إن مصفاة بانياس ستعمل لمدة 5 أيام فقط بعد تجميع كل ما ليهم من نفط خام...هذه تسكيتة جوع تشبه هدهدة الرضيع
  3. 3 وعد
    24/4/2019
    00:45
    إظهر وبان عليك الأمان
    سامر فوز يظهر على الاعلام ويصرح بأن مواجهة العقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية بحاجة إلى قوانين اقتصادية جديدة، وآليات عمل مرنة بالتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص.
  4. 4 ربيع الأحمر
    24/4/2019
    00:57
    قال الشاعر إذا عطشنا نعصر الصخر!
    ...وبالفعل فقد اعلنت وزارة النفط اليوم انها بصدد الطلب من الخبراء البرازيليين استخراج النفط الخام من الصخور...
  5. 5 سمور
    24/4/2019
    01:01
    أخبار عجيبة!!!
    رغم تصريح وزارة النفط أن النفط الخام لديها لا يكفي لتشغيل مصفاة بانياس إلا خمسة أيام، إلا أنها أعلنت أنها بصدد بناء مصفاة نفط ثالثة إلى جانب مصفاتيْ حمص وبانياس...!...غريب أمر هذه الوزارة...!...ليس لديها نفط خام وتريد زيادة عدد المصافي!!!
  6. 6 عبد الستار
    24/4/2019
    06:13
    هل سيسعف مرفأ طرطوس مصفاة بانياس؟
    خمسة أيام عمل للمصفاة لا تكفي...فهل سيعمل مرفأ طرطوس (بإدارته الجديدة) على تزويد المصفاة بالنفط الخام وحل مشكلة البنزين المتفاقمة؟!
  7. 7 رؤى شهبندر
    24/4/2019
    06:16
    "النفط الخام" عنوان البطولة الجديدة!
    ...فمن سيلعب دور البطولة في تأمين النفط الخام؟...هل هو بوتين أم خامنئي أم فوز أم غانم أم خميس؟ أم وجوه جديدة ستظهر على الساحة؟
  8. 8 أحلام
    24/4/2019
    06:23
    "التزويد بالوقود" بدلاً من "التزوّد" بالوقود!
    على الطائرات المدنية التي تعبر الأجواء السورية أن تهبط في المطارات السورية لتزويدها بشحنات نفط خام...مقايضة أفضل من دفع ملايين الدولارات لخزينة وزارة النقل مقابل عبور الأجواء أو الترانزيت. (القطرية نموذجاً)
  9. 9 طبيب تخدير
    24/4/2019
    16:38
    تخدير قطني
    بحسب خبرتي المتواضعة فإن اجراءات التخدير المتبعة لدى الوزراة العتيدة ستنتهي بالفشل لأن المواطن تغير وأصبح يعي ما يدور حوله من كذب ونفاق والامر عم يكشف نفسه من خلال هذه الأيام الصعبة التي يعيشها المواطن من جراء سوء إدارة الأزمات وضعف إيجاد الحلول والتي قد تكون موجودة ولكن مصالح المسؤولين يبدو أنها تتضارب معها ولن تبصر النور... أما بانياس فما هي إلا صرف وتخفيف للضغط الهائل الذي قد يطال رؤوسهم دمتم بخير جهينة
  10. 10 إياد سلامي
    24/4/2019
    16:52
    حق مواطن
    يبدو أنه ليس من حق المواطن معرفة خفايا الأزمة الحقيقية على اعتبار المواطن السوري مجرد رقم.. وصلنا إلى الحدود الممنوعة
  11. 11 محاصر محلياً
    24/4/2019
    16:58
    بنزين حر محلي الصنع
    اشغال الناس بالأوكتان ونسبة الأوكتان جولة جديدة لأزمة الثقة التي يعيشها المواطن مع صناع القرار الجهابذة. البنزين الحر تبع ال600 هو بنزين محلي 100 % ونسبة الأوكتان الذي يحويه هو شعور نفسي فقط يشعر به المواطن كشعوره بالنشوة عند شراء شيء مكتوب عليه صنع في ألمانيا.. ولكن السؤال من افتعل الأزمة ومن استخرج البنزين الحر من مستودعات محروقات ومن اختار ووافق على التوقيت لطرح هذا المنتج الذهبي ؟؟!!
  12. 12 مواطن ذكي
    24/4/2019
    17:26
    التفط نقابل ما في الجيوب
    لم يسبق أبداً في سوريا قبل وخلال الحرب أن كانت وزارة النفط حديث الشارع كان العاملين والمسؤولين في وزارة النفط بالنسبة للمواطن خط أحمر ... كون أغلب البيوت لها أقارب يعملون في القطاع ويسمعون عن الصعوبات والتضحيات والمشاق التي يتحملها العاملون حتى ينعم الناس بهذه الثروات وإن كانت الأجور التي يتقاضاها عمال النفط تبقى موضعاً للحسد لدى الآخرين ولكن لسان حال الناس يقول ... عوااااافي المهم المحروقات متوفرة ومدعومة.. يتبع ....
  13. 13 مواطن ذكي
    24/4/2019
    17:28
    النفط مقابل ما في الجيوب
    اليوم أصبح هذا القطاع حديث الشارع بكل ما أوتي من سوء ومن أشخاص حقيقة ليسوا في المكان المناسب عبثوا ولا زالوا يعبثون بمفاصل أهم قطاع حيوي في البلد وانعكس عبثهم سلباً عليهم وفضحهم وفضح نواياهم الخبيثة التي اتخذت من الأزمة والحصار والحرب طريقاً لتحقيق مصالحهم وهم يعرفون أن هذا الوضع ( وضع الحرب ) لن يطول وان البلد سيتعافى ، لذا الشاطر الآن من يجمع ويحصد وينهش من خيرات البلد وقوت المواطن .. بالعودة إلى البنزين فالسيناريو مكرر لا جديد ... أزمة غاز والغاز الحر متوفر أزمة مازوت والمازوت الحر متوفر أزمة كهرباء وعروض المولدات وحلول الطاقة متوفرة..... الخ
  14. 14 مواطن ذكي
    24/4/2019
    17:29
    النفط مقابل ما في الجيوب
    الأزمة هي بالفعل كما جاء بعنوان مقالكم .... أزمة وزارة ... أزمة أشخاص جاهلين ولكن الشيء الأخطر الذي يحدث الآن بأنها أزمة ذكية والأزمة الذكية بحاجة إلى وسائل وطرق لترويجها وإيجاد الحل لها بنفس الوقت ما يحصل اليوم في وزارة النفط سيسجله التاريخ وسيأتي يوم وليس بالبعيد أن تكشف كواليس وخفايا الفساد الذي يقبع في مكاتبها شكرا موقع جهينة على الإضاءة

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا