جهينة نيوز
لمدة اقتربت من قرن ونصف كانت الجزائر تحت إمرة الاحتلال الفرنسي الذي قاومه الشعب حتى رحل عن البلاد عام 1962، إلا أن لغته تجذرت في الجمهورية وصارت لغة أساسية يتكلم بها الشعب ويدرس علومه بها.
ظل الحال كما هو، حتى بدأت حركات التمرد في السنوات الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تطالب بدراسة المواد الدراسية باللغتين العربية والإنجليزية فقط، حسب ما رصده موقع "الشروق" الإخباري الجزائري.
كل ما سبق جعل اعتماد اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية أولى مكان اللغة الفرنسية في مرحلة التعليم العالي، رهن استطلاع وطني إلكتروني ينتهي الشهر المقبل.
وتحسبًا لفتح ملف تعزيز استعمال اللغة الإنجليزية في الوسط الجامعي والبحثي، للدراسة والنقاش جرى إعداد منصّة رقمية ستُوضَعُ تحت تصرّف الأسرة الجامعية خصوصًا والمواطنين عمومًا من أجل الإدلاء بآرائهم مباشرة.
وأتيح التصويت الإلكتروني الذي وصفته وزارة التعليم العالي الجزائرية عبر موقعها الإلكتروني بـ"الوطني" منذ 5 يوليو ليمتد حتى 15 أغسطس المقبل، وهو متاح عبر الموقع الإلكتروني للوزارة ومواقع مؤسسات التعليم العالي كلها وصفحاتها على شبكات التواصل الاجتماعي.
في دقيقتين ونصف يشرح أساتذة وطلبة جامعات أسباب مطالبتهم بحل اللغة الإنجليزية محل الفرنسية في دراستهم، خلال فيديو بثته وزارة التعليم العالي عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، لتوضح فيه أن الإنجليزية هي اللغة التي يمكن استخدامها في أي مكان في العالم، وهي اللغة الرسمية لمعظم دول العالم، وهي لغة التعليم والتكنولوجيا وكل الدراسات والأبحاث وحتى الإنترنت متاحة باللغة الإنجليزية.
94.4% نسبة المؤيدين في الأسبوع الأول.. وممتد لـ15 أغسطس اب
وقال أحد الأساتذة الجامعيين، إن اقتراح إدراج اللغة الإنجليزية في مسار دراسة الطور الثالث وهو طور البحث العلمي، يشهد إقبالا كبيرا من الأسرة الجامعية وخاصة الطلبة، حيث يفتح لهم نافذة كبيرة من العالم خاصة في العلوم والتكنولوجيا والبحث العلمي.
"استطلاع وطني لتعزيز اللغة الإنجليزية"، هكذا أطلق وزير التعليم العالي الجزائري طيب بوزيد على الاستطلاع الذي نشر نتيجته لهذا الأسبوع حيث وصلت نسبة الموفقين على استبدال الفرنسية بالإنجليزية إلى 94.4% والرافضين بنسبة 5.6%، بواقع 90418 تصويت.
لغة الانتشار والعلم.. أسباب مطالبة الجزائريين باعتماد الإنجليزية كلغة أجنبية أولى
وكان موقع "الشروق" الجزائري تناول هجر كثير من الجزائريين للغة الفرنسية وإحلالها بالإنجليزية قبل نحو 3 أعوام، راصدًا الأمر بداية من التواصل عبر "فيس بوك" و"تويتر".
وأشار إلى أن انتشار الإنجليزية في الجزائر ليس مقتصرًا على على رغبة الجزائريين في اكتساب هاته اللغة، بل أن لبريطانيا العظمى دورا في ذلك من خلال المبادرات السياسية والاقتصادية التي تقوم بها بريطانيا، والتي أعلنت عنها عام 2016 خلال زيارة ممثل عن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون للجزائر، معلنة عن نيتها في فتح مدرسة عليا لتعليم الإنجليزية، ستدخل حيّز العمل سنة 2019 مع برنامج تعليمي وتكويني واسع، عبر القنصلية والسفاراة، لنشر سريع لهذه اللغة في أوساط الجزائريين.
وتركز المملكة البريطانية العظمي على فئة رجال الأعمال وطلبة الاقتصاد والتجار عبر تلقينهم "إنجليزية الأعمال" و"الإنجليزية البريطانية" المنتشرة عبر العالم، وقدمت في هذا الإطار تسهيلات بالجملة للراغبين في التكوين، وعروض مغرية، خصوصا بعد إعلان انسحابهم من الاتحاد الأوروبي، حيث يعملون جاهدين على فرض تواجدهم بأكبر عدد من الدول، خصوصا دول المغاربية، وهذا لن يتأتي إلي بانتشار سريع للغة الانجليزية في أوساط الجزائريين.
"هل تؤيد اعتماد الانجليزية لغة أجنبية أولى في الجزائر بدل الفرنسية؟"، تساؤل طرحه موقع "سي إن إن" الإخباري وعلى أساسه أجرى استطلاعًا في أغسطس 2016 استمر لنحو 3 أيام، وكانت النتيجة بلوغ نسبة المصّوتين بنعم على ضرورة هذا التغيير نحو 96%، بينما لم تتعد نسبة الراغبين في بقاء الفرنسية 4%.
وفي العام نفسه اشتدت الدعوات المطالبة بإزاحة الفرنسية حتى في التعاملات اليومية من خلال "هاشتاج" دشنه جزائريون على "تويتر" و"فيس بوك"، وهو "الفرنسية ليست رمز التقدم"، ومنتقدين من خلاله أيضًا المنظمة التربوية والتعليمية الجزائرية بتبنيها الفرنسية كلغة أجنبية أولى.
المصدر: الشروق- الوطن المصرية