جهينة نيوز-خاص
عقب اجتماعهما في مدينة سوتشي يوم الثلاثاء 22/10/2019، والذي يعتبر ملحقاً باجتماع "أردوغان/بنس" التركي الأميركي في 17/10/2019، أعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، التوصل إلى اتفاق مشترك بشأن ما سمي "المنطقة الآمنة" شمال شرق سوريا.
وقد اتفق الطرفان من خلال عشرة بنود على الحفاظ على عملية "نبع السلام" من تل أبيض إلى رأس العين، كماهي دون تغيير، وإنشاء آلية مشتركة لإدارة "المنطقة الأمنة" في بقية المناطق عدا مدينة القامشلي...
نسخة أميركية مترجمة إلى الروسية!
وبحسب وزيري الخارجية الروسي والتركي، فإن آلية إدارة "المنطقة الآمنة" تنص على انسحاب تنظيم "قسد" خلال 150 ساعة القادمة من جميع المناطق على الحدود مع تركيا (شرق الفرات)، لتنتشر بعدها دوريات الشرطة العسكرية الروسية، وبعد إنهاء عملية الانسحاب سيتم تنظيم دوريات روسية تركية مشتركة في تلك المناطق.
كما نص الاتفاق على تعهد الطرفين بالتصدي للمجموعات الإرهابية كافة على الأراضي السورية، والتعاون معاً في إعادة اللاجئين الطوعية إلى "المنطقة الآمنة".
وحسب الاتفاق، يلتزم الطرفان، بالحفاظ على ما سمّياه "وحدة وسلامة الأراضي السورية"، وتعزيز الأمن القومي التركي والعمل على دفع العملية السياسية في سوريا عبر دعم عمل اللجنة الدستورية.
بين "أنقرة" و"سوتشي"، سباق "المنطقة الآمنة" الأميركي الروسي!
وكانت أنقرة قد شهدت في 17/10/2019 اجتماعاً للرئيس التركي أردوغان مع وفد أميركي برئاسة نائب الرئيس الأميركي "مايك بنس" ... وقد انفضَّ الاجتماع عن صدور بيان تفهّمت فيه الولايات المتحدة "هواجس تركيا الأمنية المشروعة تجاه حدودها الجنوبية"، كما التزم البلدان "بتعهداتهما في حماية جميع أراضي وشعوب دول حلف شمال الأطلسي(!)، وضرورة استهداف العناصر الإرهابية ومخابئها وتحصيناتها ومواقعها وأسلحتها وآلياتها ومعداتها فقط، ومحاربة أنشطة داعش في شمال شرق سوريا، والتنسيق بشأن مرافق الاحتجاز والمشردين داخلياً من المناطق التي كان يسيطر عليها داعش سابقًا حسب الاقتضاء"...كما أكّد الجانبان الأميركي والتركي "التزامهما بالوحدة السياسية والسلامة الإقليمية لسوريا والعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة(!)، والتي تهدف إلى إنهاء النزاع السوري وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254، واستمرار أهمية وفعالية سلامة "المنطقة الآمنة" من أجل معالجة المخاوف الأمنية الوطنية في تركيا"...وقد أعرب الجانب التركي عن "التزامه بضمان سلامة ورفاهية سكان جميع المراكز السكانية في "المنطقة الآمنة" التي تسيطر عليها القوات التركية"...وأخيراً فقد اتفق الجانبان على "ان تنفذ القوات المسلحة التركية "المنطقة الآمنة" في المقام الأول وسيزيد الجانبان تعاونهما في جميع أبعاد تنفيذه، كما سيقوم الجانب التركي بإيقاف عملية "نبع السلام" مؤقتًا للسماح بسحب وحدات حماية الشعب من منطقة شرق الفرات لمسافة 30 كم خلال 120 ساعة وتحت إشراف أميركي"...على أن يتم رفع العقوبات الأميركية على تركيا، والتي لم تأخذ حيّز التنفيذ أصلاً.
هذا وإثر الاتفاق الأميركي التركي الجديد (القديم)، أعلن تنظيم "قسد" الانفصالي عن استعداده لاتفاق وقف إطلاق النار مع تركيا...
اتفاقا "أنقرة و"سوتشي"...ما الفرق؟
وهكذا يمكننا القول إنه لا فرق كبيراً بين الاتفاقين الأميركي التركي في أنقرة، والروسي التركي في "سوتشي" بعد خمسة أيام، وفي كلا الاتفاقين تم تثبيت التنسيق والتفاهمات الأميركية التركية، وبعدها الروسية التركية حول "المنطقة الآمنة"، أما اتفاق الجانبين التركي والأميركي على "التزامهما بالوحدة السياسية والسلامة الإقليمية لسوريا"، فلا يختلف عن اتفاق الجانبين الروسي والتركي على "وحدة وسلامة الأراضي السورية"...فالعبارة الأولى –أي الأميركية التركية- عبارة ملغومة وتنتقص من وحدة الأراضي السورية والسيادة السورية عليها، فضلاً عن أن ما سمي بالمنطقة الآمنة التي سينفذها الجيش التركي في الأراضي السورية الواقعة شرق الفرات حسب الاتفاق التركي الأميركي الأخير، إنما هي إعلان احتلال متجدد للمنطقة...أما العبارة الثانية –أي الروسية التركية- فكيف يمكن معها الحديث عن "وحدة وسلامة الأراضي السورية" بالإبقاء على "المنطقة الآمنة" وبعمق 32كم؟!
الرئيس الأسد يستبق نتائج اتفاق "سوتشي" ويعلن موقف الدولة السورية
في تصريحات له يوم 22/10/2019، وخلال لقائه برجال الجيش العربي السوري على الخطوط الأمامية في بلدة الهبيط بريف إدلب، أكد السيد رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد ان كل المناطق في سورية تحمل نفس الأهمية، ولكن ما يحكم الأولويات هو الوضع العسكري على الأرض، ووصف الرئيس الأسد "أردوغان" باللص الذي سرق المعامل والقمح والنفط، وهو اليوم يسرق الأرض ...
واضاف الرئيس الأسد "كنا وما زلنا نقول بأن معركة ادلب هي الأساس لحسم الفوضى والارهاب في كل مناطق سورية، عندما نتعرض لعدوان أو سرقة يجب أن نقف مع بعضنا وننسق فيما بيننا، ولكن بعض السوريين لم يفعل ذلك وخاصة في السنوات الأولى للحرب، قلنا لهم لا تراهنوا على الخارج بل على الجيش والشعب والوطن، ولكن لا حياة لمن تنادي، وحالياً انتقل رهانهم الى الأميركي".
وأوضح الرئيس الأسد انه "بعد كل العنتريات التي سمعناها عل مدى سنوات من البعض، بأنهم سيقاتلون وسيدافعون، إلا أن ما رأيناه مؤخراً هو أن التركي يحتل مناطق كبيرة، كان المفروض انها تحت سيطرتهم خلال أيام كما خطط له الأمريكي".
واشار الرئيس الأسد الى ان "أول عمل قمنا به عند بدء العدوان في الشمال، هو التواصل مع مختلف القوى السياسية والعسكرية على الأرض، وقلنا نحن مستعدون لدعم أية مجموعة تقاوم، وهو ليس قراراً سياسياً بل واجب دستوري ووطني، وإن لم نقم بذلك لا نكون نستحق الوطن".
04:22
04:41
04:43
04:45
05:01
05:03
05:11
05:21
05:24
05:27
20:03