حرب الغاز و اللغز الكامل .. لماذا قال السيد نصر الله يمكن تحرير فلسطين دون قتال –جزء 2

الجمعة, 31 كانون الثاني 2020 الساعة 02:47 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

حرب الغاز و اللغز الكامل .. لماذا قال السيد نصر الله يمكن تحرير فلسطين دون قتال –جزء 2

خاص جهينة نيوز – بقلم كفاح نصر

تذكير و توضيح من مقالات سابقة ...

كلمة نابوكو (نبوخذ نصر) و هي اسم مقطوعة موسيقية تحاكي ما سمي السبي البابلي لليهود في العراق ابان حكم نبوخذ نصر و تحولت في العام 2002 في تركيا و بضيافة أردوغان الى مشروع خط غاز هدفه منع تصدير الغاز الروسي الى آوروبا و الهدف الرئيسي اضعاف روسيا للسيطرة على ثروات القطب الشمالي و الوصول الى ثروات بحر قزوين حيث يمكن تهديد الامن القومي الروسي و كان مقدمة تدمير العراق في العام 2003 لاجل نابوكو و قبله أفغانستان في ذات العام لاجل خط غاز من تركمانستان الى باكستان و الهند من بحر قزوين, ليكون توقيع عقد خط غاز نابوكو بمثابة إعلان حرب عالمية تستهدف روسيا.

في العام 2006 كان العدوان على لبنان و سقط خط غاز شرق المتوسط جزئياً و منع حزب الله الاحتلال من السيطرة على غاز جنوب لبنان ولايزال, و في العام 2014 تدخلت روسيا في سورية و سقط خط غاز شرق المتوسط بشكل نهائي و تم منع إكماله من حيفا المحتلة الى جيهان التركي, و في العام 2009 كانت الحرب الجورجية و سقط الجزء الاسيوي من خط نابوكو, و في 2011 هزم الامريكي في العراق و سقط جناح الغاز لنابوكو , ولاحقاً تم القضاء على داعش بشكل نهائي و النصرة بشكل جزئي في سورية و سقط نابوكو و مؤخراً و من تركيا نفسها (حيث وقع اتفاق نابوكو) دشن بوتين خط الغاز الروسي "السيل التركي" معلناً الموت النهائي لخط نابوكو الذي كان السبب في مقتل ما يزيد عن خمس ملايين مدني في المنطقة و لتصبح روسيا خارج الحرب القائمة في المنطقة و تتحول الحرب بين خط الغاز الاسلامي من ايران الى سوريا (محور المقاومة) و خط الغاز الاسرائيلي (صفقة القرن) من حيفا المحتلة الى قبرص , و اما ايران هدفها النهائي تحرير فلسطين, في حين كيان الاحتلال الاسرائيلي لايزال اداة امريكية هدفه منافسه الغاز الروسي في آوروبا, وفي المقال السابق تحدثت عن موقف تركيا و مصر في حين يحتاج الامر الى توضيح اكثر و يحتاج الى الاشارة لموقف حماس و مشيخات الخليج و الموقف الروسي.

الموقف القطري من حرب الغاز

ايران المحاصرة لا خيار امامها سوى تركيا كسوق للغاز و منفذ في ظل الحصار, في حين تركيا التي حالها تشبه الحرب مع كل جوارها و لمنع ازدياد النفوذ الروسي على اراضيها كذلك لاخيار امامها سوى ايران و الغاز الايراني و بموافقة امريكية , و تظهر العلاقات بين الطرفين في احسن احوالها رغم ان تركيا هي ممثل الناتو و ضامن الجماعات الارهابية في مباحثات استانا بينما ايران ممثل سوريا و محور المقاومة, و خلف ابتسامات الرئيس الايراني و نظيره الايراني حروب غير معلنة من بينها الحرب على الارهاب في المنطقة و كذلك خطوط الغاز التي يبدو أن تركيا لاتزال تخوضها ضد ايران لصالح المشروع الامريكي الاسرائيلي, و الموقف التركي ينعكس على الموقف القطري و موقف حركة حماس, حيث أن قطر لا يقتصر دورها على ان تمول الحروب الامريكية في المنطقة بل مولت مشاريع غاز امريكية في الداخل الامريكي في تكساس بعد أن تسرب الغاز الروسي الى السوق الامريكية, فيما النزاع القطري السعودي المزعوم دفع السعودية لضخ 155 مليار دولار في قطاع الغاز و عشرين مليار دولار في قطاع الغاز الامريكي, و بالتالي الموقف القطري لا يعول عليه فهو و أكثر من ذلك هو لعب دوراً في تبرير الحشود العسكرية الامريكية في السعودية و في دفع السعودية لضخ ملياراتها في السوق الامريكية, و أكثر من ذلك يبدو أن نهجها يهدف الى مد خط غاز الى كيان الاحتلال الاسرائيلي و قد تم في وقت سابق الحديث عن مثل هذا الخط رسمياً, فيما تعتبر قطر من السباقين للتطبيع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي و سبب رئيسي حالياً لارغام السعودية على التطبيع.

موقف حماس من مشاريع الغاز في المنطقة

لم تثير حركة حماس مسألة نهب غاز قطاع غزة بالتحديد فضلاً عن الغاز الفلسطيني اجمالاً و حتى الآن لم تتوعد مشاريع الغاز الاسرائيلي كورقة قوة بيدها فيما تحصل على رشاوى قطرية و تركية للتخفيف من اثار الحصار على غزة مقابل التهدئة و لا يمكن التكهن بموقفها قبل أن يصبح مشروع "ويست ميد" واقع على الارض و لكن أياً كان موقف حركة حماس من حرب الغاز ين ايران و كيان الاحتلال الاسرائيلي فهو بلا قيمة في حال كان سلبي طالما حماس ليست القوة الوحيدة في قطاع غزة, وسياسة الاغتيالات ضد حركة الجهاد الاسلامي ليست سوى جزء من محاولة اجراء تغير سياسي في الحركة بهدف حصر وجودها في القطاع بعيداً عن أي تحالفات اقليمية و ليس من المستبعد ان يكون إغتيال الفريق قاسم سليماني ضمن محاولة إخراج غزة من اي تحالف اقليمي ضمن اي حرب مرتقبة أكانت حرب غاز او حرب عسكرية, و لكن مهما كانت النتائج فمن المؤكد أن غزة ستبقى قادرة على استهداف مشاريع الغاز الاسرائيلي في مياهها الاقليمية عندما يحتدم الصراع, و يمكن الجزم بأن قطاع غزة سيكون في محور المقاومة دون جدال.

الموقف السعودي:

السياسة السعودية و بحسب المعلومات مستعدة لخوض حرب الى جانب قوات جيش كيان الاحتلال الاسرائيلي تحت الطاولة مقابل ان لا يتم ارغامها على اعلان عن علاقات فوق الطاولة, و للمفارقة فإن هذه المسألة تثير نقاش في الداخل الامريكي ايضاً و ليس في الداخل السعودي فقط بالتزامن مع ضغوط من ترامب نفسه للاعلان عن التطبيع, يبدون ان السعودية تناور كي لا يتم الاعلان عن التطبيع فجأة و تقوم بخطوات تهدف الى تطويع الرأي العام و دراسة تأثيره على الدور السعودي في المنطقة, و من المبكر الحديث عن الموقف السعودي و لكن في النهاية لن تخرج السعودية من العباءة الامريكية و بشكل خاص في ظل استمرار الضغوط الامريكية عبر النظام القطري و التركي على السعودية.

الموقف الاماراتي و باقي دول الخليج:

أصبحت الامارات العربية المتحدة سباقة في التطبيع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي و أكثر من ذلك مولت خط غاز "ايست ميد" بـ مئة مليون دولار و هي جزء من المشروع الامريكي الاسرائيلي في حين سلطنة عمان تحاول ان تكون بعيدة عن صراعات المنطقة رغم التطبيع العلني بينما البحرين لن تخرج عن السياسة السعودية.

الموقف الاردني:

لا يمكن التعويل على موقف النظام الاردني الذي لم يتجرأ على ادانة خرق طيران الاحتلال الاسرائيلي لاجوائه و قصف سوريا و العراق فيما جزء من خط الغاز نفذ فعلياً بحجة توريد غاز فلسطين المسروق الى الاردن.

الموقف الروسي:

حين كانت روسيا هدف اساسي للحروب الامريكية في المنطقة كان الموقف الروسي متوازن و في وضع الوسيط و ليس الطرف و جميع الصراعات التي دخلت فيها روسيا بشكل مباشر او غير مباشر كانت تحت مسمى منع تجاوز الخطوط الحمراء و بعبارة ادق كانت حروب دفاعية بحتة فالحرب على لبنان اعلنها الامريكي من موسكو خلال قمة الثمان و حرب جورجيا جاءت رد على تحرك عسكري جورجي و بدأ تنفيذ خطوط الغاز بينما في اوكرانيا جاء بعد إنقلاب عسكري و حتى في سوريا بدأ الدخول السوري اثر حشود هائلة للناتو في الاردن (و الطريف في الامر ان حشود الناتو في الاردن كانت حينا بحجة منع اردوغان لنائب الماني من زيارة قواته في قاعدة انجريليك لتبدأ الحشود في الاردن بمزاعم نقلهم من تركيا) و بالتالي حين كانت روسيا هفداً لم تقم بخطوات هجومية او بعبارة اخرى لم تشن حرب باردة و بقيت في موقع الوسيط و عليه فإن روسيا في المنطقة ستبقى وسيط بين الاطراف و لن تكون جزء من الصراع, و لكنها تبقى كما كانت بمثابة ضامن للتوازن الاستراتيجي.

الموقف الآوروبي

يمكن إختصار الموقف الآوروبي بـ بلجيكا التي قاطعت الغاز الروسي لتشتري غاز روسي من شركة أمريكية و بعبارة دقيقة الاوروبي رغم انه تحرر من التبعية للامريكي بفضل الغاز الروسي و ان لم يعد يرفع شعار الحد من استهلاك الغاز الروسي لا يمكن الثقة به حيث ان الترويكا الآوروبية تسير خلف الامريكي حتى ضد المصالح الآوروبية و الاتفاق النووي مع ايران خير دليل.

و على ما سبق يمكن القول بأن حرب الغاز المستجدة في المنطقة هي حرب بين ايران و سوريا و العراق و لبنان و فلسطين من جهة في مواجهة كيان الاحتلال الاسرائيلي و من خلفه الامريكي و الاوروبي و التركي و دول الخليج مجتمعة و الاردن, في حين تبقى مصر و روسيا على الحياد, و يبقى السؤال من سينتصر في المعركة و خصوصاً أن ساحة هذه المعركة العسكرية في العراق و الشرق السوري و هو محور المقال القادم.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 محمود
    31/1/2020
    08:43
    وبعدين؟
    1--وبعدين؟ الكاتب مشكوراً نبهنا منذ بداية الحرب على سوريا لورقة سوق الغاز... ويصر على اختصار المشكلة بالانابيب ... واين صراع الحضارات؟ ومشروع اسرائيل الكبرى؟ والسيطرة على الممرات الاستراتيجية للتجارة بين القارات؟ والعنصرية؟ ويعدد مواقف العرب والاوربيين والترك وكأنهماصحاب قرارر؟ ان انعدام التوازن بين الجبروت الاميركي وباقي دول العالم جعل اميركا في مأزق ...فلا هي تستطيع هضم العالم ان ابتلعته ولا تستطيع ترك الحبل على الغارب ..فأي حركة عسكرية هي بلا طائل فالكلفة اكثر من من المكاسب ...لذا تلعب الاقزام في الوقت الضائع وليس من رابح الاً اميركا...ان عطس العالم فاللقاح في اميركا, وليس من رعب لدى الصين كرعب حرب الافيون
  2. 2 محمود
    31/1/2020
    08:59
    صلاة العصر
    ... ليست المسألة مسألة انابيب بل من يديرها... و هل تتجه سيولة الغاز وبعده سيولة النقد باتجاه الهوى والمصلحة الاميركية؟؟ تجارة النت وتقنياتها بيد الاميركي و هذه وحدها تفوق الغاز والنفط مجتمعين..ثم تجارة المخدرات وحجمها يماثل حجم النفط والغاز فاين السيولة النقدية الناتجة؟ انها تصب في اميركا!!! واين صناعة الدواء؟ ونظام المال العالمي ؟ الغاز يا سيدي جزئية كغيرها مما ذكرت وليس كلية كما تصر عليها منذ سنوات...كتب الاميركان على عملتهم "انهم بالاله يثقون" وهذا الاله ليس الاتلك العملة تتناقلها الايدي يوميا هذه المناقلة هي الطقس المقدس الذي نكن له جميعا الاحترام..بلا هذه المناقلة لن ترى ربطةخبز تصل الى بيتك... انها صلاة العصر وكل عصر منذ دولة جدنا نبوخذ نصر والى طرمب الحديث

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا