جهينة خاص:
إن صدقت التكهنات القليلة التي تعتقد بأن فيروس كورونا هو سلاح وأداة جديدة صُنعَت وطُوّرت في المخابر الخارجية لتؤدي وظيفتها الحالية، فإن الهدف الحقيقي من ورائها لرُبما يكمن في تقليص عدد السكان واستهداف مناعة القطيع للوصول إلى حالة الاصطفاء البشري، أي الوصول إلى مجتمع خال من الأمراض والكهول والعجائز -مثلما يعتبر البعض-، وبإسقاط تلك النظرية على مجتمعٍ أصغر، وتحديداً على المجتمع السوري ككل، يتضح ذلك التشابه المريب بين الهدف المفترض من وراء كورونا؛ والهدف من القرارات الحكومية الأخيرة غير المسبوقة!!.
منذُ قرابة عقدٍ من الزمن والشعب السوري يُعاني من أزماتٍ داخلية تأقلم معها إلى حدّ ما، أسبابها كانت ولا زالت حصارٌ اقتصادي وحربٌ داخلية على عدة جبهات؛ أدت إلى تفتّت معظم البنى التحتية وتراجعٍ كبيرٍ في الاقتصاد ساهم في اندثار إحدى أكبر الطبقات الاجتماعية داخل المجتمع السوري؛ ألا وهي الطبقة المتوسطة من ذوي الدخل المحدود، لكن ما يعيشه المواطن اليوم ومنذ أقل من عام جراء الإجراءات الحكومية غير المفهومة؛ هو أزمةٌ من نوعٍ آخر، أكثر تطوراً وأكبر نتائج من سابقاتها.
عندما كانت آبار النفط خارجة عن سيطرة الدولة السورية كان المواطن السوري تصله مخصصاته من المحروقات والغاز بشكل دوري ومستمر دون انقطاع كبير، وعندما كان الحصار الاقتصادي يُضيّق الخناق على معيشة الشعب كانت الأسعار لا تزال في المستوى المقبول، وعندما كانت سبعون في المئة من محطات توليد الكهرباء خارج الخدمة كانت الأنوار تُضيء البيوت السورية ضمن الإمكانيات المتاحة، أما اليوم فقد جُنّت الأسعار واختفت الكهرباء وأصبح الغاز يُوزّع (بالقطّارة)، بالرغم من سيطرة الجيش على معظم أراضي الجمهورية وعودة آبار النفط والغاز لكنف الدولة، وبالرغم من عودة آلاف المصانع للعمل وإصلاح مئات المحولات الكهربائية ومحطات التوليد، ودائماً المُبرر المنطقي غائب.
مهما كان التخبط الذي يعيش فيه وزراء ومسؤولو الحكومة السورية كبيراً، فهو لا يُبرر ولا بأي شكلٍ من الأشكال التجارب المقيتة التي يقومون بها، والتي هي الأخرى لا يوجد لها أيّ مبررٍ مفهوم، ولاسيما ما يُسمى بالبطاقة الذكية التي عرقلت حياة المواطن أكثر مما سهّلتها، ناهيك عن تقنين الكهرباء والانترنت والمواد التموينية بما تتضمنه من كميات خجولة لا تُسمن ولا تغُني من جوع، أما أن يَصل الأمر لرغيف الخبز ولُقمة العيش البسيطة فهو بحدّ ذاته ما يُسمونه في بلادنا (العقوبات أُحادية الجانب) لكن هذه المرة هي عقوباتٌ داخلية وليست من الخارج، وإن كان لها هدفٌ ظاهر فهو مَحق الطبقة الفقيرة والوصول إلى مجتمعٍ سوري صاف؛ تُشكِّله طبقة الأغنياء ورجال الأعمال والمسؤولون فقط، كهدفِ ذلك الفيروس التاجي!.
جهينة- حسن عيسى
09:03
08:42
08:45
08:49
08:50