أضواء على المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين إلى سورية...

الأحد, 15 تشرين الثاني 2020 الساعة 14:44 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

أضواء على المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين إلى سورية...

جهينة نيوز-خاص

انتهت في الثالث عشر من شهر تشرين الثاني عام 2020 أعمال المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين إلى سورية، والذي استغرق يومين من الجلسات في قاعات قصر المؤتمرات بدمشق وخارجها، وذلك تحت إشراف ورعاية سورية روسية مشتركة.

إسهام سوري متميز في المؤتمر

لعل الصفة المميزة لذلك المؤتمر، هو تحويله سوريّاً إلى عمل مؤسساتي ضخم، وصياغته عملياً كمفتاح لعملية عودة اللاجئين والمهجّرين السوريين إلى ديارهم، فلوحظ من خلال أعمال المؤتمر وجلساته، اشتراك معظم مؤسسات الدولة السورية، وبشكل مكثّف، في هذه العملية البالغة التعقيد، كمؤسسات الخارجية والداخلية والتعليم العالي والتربية والصحة والإدارة المحلية، بالإضافة إلى العديد من الجمعيات الأهلية...وكل ذلك ردّاً على التحريض الذي قام به بعض الدول لحث السوريين على الهجرة، ثم تخويفهم ومنعهم من العودة، بالإضافة إلى جدية المؤتمرين في توفير بيئة عامة مكتملة لتلك العودة من بنى تحتية واقتصادية واجتماعية وتعليمية تضررت خلال الحرب على الارهاب...

ومن ناحية أخرى ركّز المشاركون السوريون في المؤتمر على أهمية التأسيس لتعاون دولي وإقليمي لإنجاح عملية العودة، بسبب العراقيل التي فرضها الغرب على سورية واللاجئين، الأمر الذي أشارت إليه المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، وأشادت به بعد يوم من اختتام أعمال المؤتمر، فدعت المجتمع الدولي إلى دعم سورية ومساعدتها في عملية إعادة إعمار البلاد، قائلةً إنه "من الواضح أن قيام الحكومة السورية بمفردها بالتصدي لكل التحديات في عمليات إعادة إعمار ما دمره الإرهاب لن يكون سهلاً، ويتطلب بصورة خاصة دعماً دولياً".

ملخّص كلمة الرئيس بشار الأسد في المؤتمر

افتتح الرئيس بشار الأسد المؤتمر بكلمة عبر الفيديو، لخّص فيها الأجواء الدولية المحيطة بالمؤتمر وبقضية اللاجئين والمهجّرين السوريين، وبواعث انطلاق عملية العودة وصعوباتها ومتطلباتها وأهدافها، فأكد بأن قيام عدد من الدول باحتضان اللاجئين انطلاقاً من مبادئ إنسانية أخلاقية، قابله قيام البعض الآخر من الدول في الغرب والمنطقة باستغلالهم أبشع استغلال من خلال تحويل قضيتهم الإنسانية إلى ورقة سياسية للمساومة، بالإضافة إلى جعلهم مصدراً للمال الفاسد، دون أخذ أي اعتبار للمعاناة الحقيقية التي يعيشها السوريون في المهجر، ففرضوا عليهم، بدلاً من تسهيل عودتهم، البقاء في تلك الدول عبر الإغراء والضغوط والتخويف، فتلك الحكومات التي أسهمت في نشر الإرهاب في سورية، والذي أدى إلى مقتل مئات الآلاف من أبنائها وإخراج الملايين منهم، لا يمكن منطقياً أن تكون هي نفسها السبب والطريق لعودتهم إلى وطنهم، ولا أدل على ذلك من رفض تلك الحكومات المشاركة بهذا المؤتمر.

واعتبر الرئيس الأسد قضية اللاجئين قضية وطنية إلى جانب كونها إنسانية، حيث نجحت الدولة في إعادة مئات الآلاف من اللاجئين خلال الأعوام القليلة الماضية، أما العقبات اليوم فهي كبيرة، نظراً للضغوط التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في الخارج لمنعهم من العودة، يضاف إلى ذلك العقوبات الاقتصادية اللاشرعية والحصار المفروض من قبل النظام الأميركي وحلفائه، فهي تعيق جهود مؤسسات الدولة، ورغم كل ذلك فالأغلبية الساحقة من السوريين في الخارج باتوا اليوم راغبين في العودة إلى وطنهم لأنهم يرفضون أن يكونوا رقماً على لوائح الاستثمار السياسي وورقة بيد الأنظمة الداعمة للإرهاب ضد وطنهم، وقد أضاف الرئيس الأسد أن التاريخ لم يذكر أية حروب بين السوريين لأسباب عرقية أو دينية أو طائفية، لا قبل تأسيس الدولة السورية ولا بعدها، فكان لا بد من قيام الأنظمة الغربية بقيادة النظام الأميركي والدول التابعة له في الجوار، وتحديداً تركيا، من افتعال ظروف لدفع السوريين للخروج الجماعي من سورية، لتكون مبرراً للتدخل في شؤونها، ولاحقاً لتفتيت الدولة وتحويلها لدولة تابعة تعمل لمصالحهم بدلاً من مصالح شعبها...وكان نشر الإرهاب هو الطريق الأسهل، كما رأى الرئيس الأسد، لذا فالقضية اليوم مركبة من ثلاثة عناصر مترابطة، حيث ملايين اللاجئين راغبون في العودة، ومئات المليارات من بنية تحتية مدمرة بنيت خلال عقود، وإرهاب ما زال يعبث في بعض المناطق السورية.

وأكّد الرئيس الأسد أن مؤسسات الدولة السورية تمكنت من التقدم خطوات مقبولة نسبة إلى إمكانياتها في التعامل مع هذا التحدي الكبير، فمع استمرار حربها على الإرهاب قامت بتقديم التسهيلات والضمانات لعودة مئات الآلاف من اللاجئين إلى الوطن من خلال العديد من التشريعات، كتأجيل الخدمة الإلزامية لمدة عام للعائدين والعديد من مراسيم العفو التي استفاد منها من هم داخل الوطن وخارجه، كما استطاعت الدولة إعادة الحد الأدنى من البنية التحتية في العديد من المناطق لتمكين أبنائها العائدين من العيش ولو بالحد الأدنى من مقومات الحياة، بينما من المؤكد أن هذه الخطوات ستكون أسرع كلما ازدادت الإمكانيات بتراجع العقبات المتمثلة بالحصار الاقتصادي والعقوبات التي تحرم الدولة من أبسط الوسائل الضرورية لإعادة الإعمار وتؤدي إلى تراجع الوضع الاقتصادي والمعيشي، ما يحرم أبناء الوطن فرص العيش الكريم ويحرم اللاجئين من فرصة العودة في ظل تراجع فرص العمل.

وختم الرئيس الأسد كلمته بتمنياته النجاح للمؤتمر من خلال الخروج بتوصيات ومقترحات تسهم بشكل مباشر في عودة السوريين إلى وطنهم.

المشاركة الدولية والعربية

سجّل المؤتمر –إلى جانب رفض الولايات المتحدة ومعها الاتحاد الأوروبي المشاركة فيه- غياب أبرز الدول التي يقيم فيها لاجئون سوريون مثل الأردن ومصر، حيث أشار معاون وزير الخارجية أيمن سوسان بأنها تعرضت للضغوط من أجل عدم حضور هذا المؤتمر، رغم أن سورية -حسب قوله- ترفعت عن الخلافات السياسية وتجاوزت السياسات الخاطئة للبعض ووجهت الدعوة لهم، فيما لم توجه الدعوة إلى تركيا لأن سورية تراها شريكاً في الأزمة.

وقد أُعلن عن مشاركة 27 دولة في المؤتمر، بالإضافة إلى العديد من المنظمات الدولية والإنسانية والاهلية، ومشاركة الأمم المتحدة كعضو مراقب...أما أبرز المشاركين فكانت روسيا والصين وإيران ولبنان وسلطنة عمان وباكستان وكوبا وفنزويلا.

المشاركة الروسية

بدأت المشاركة الروسية في المؤتمر عبر كلمة لوزير الخارجية سيرغي لافروف، ألقاها المبعوث الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف، أكد فيها أن العمل يتم حالياً بأسلوب خنق الحكومة السورية مالياً لمنع عودة المهجرين إلى الأراضي السورية، وأن عدم مشاركة الولايات المتحدة ما هي إلا دليل على ازدواجية المعايير تجاه سورية.

كما شهدت جلسات اليوم الأول كلمة للسفير الروسي في دمشق "ألكسندر يفيموف"، بيّن فيها دور بلاده في هذا المؤتمر، مؤكداً وقوف روسيا إلى جانب الشعب السوري والحكومة السورية، مشيراً إلى مشاريع اقتصادية روسية سورية مشتركة تتم دراستها حالياً وخلال الأسابيع القادمة، وداعياً جميع الدول لمساعدة اللاجئين السوريين في العودة إلى بلادهم، بعيداً عن المعايير التي تنتهجها بعض الدول لعرقلة عودتهم، ومن جهته أكد رئيس مركز التنسيق الروسي السوري لإعادة اللاجئين، "ميخائيل ميزينتسيف"، أن الهدف من المشاركة في المؤتمر هو تنشيط عودة المهجرين الذين غادروا مدنهم جراء الجرائم الإرهابية التي أجبرت نحو ستة ملايين شخص على ترك وطنهم، فيما أكد ممثل البطريركية الأرثوذكسية الروسية بدمشق أهمية توفير ظروف الحياة الكريمة في جميع المناطق السورية المتضررة جراء الإرهاب، داعياً إلى إحداث صندوق بالتعاون مع الجهات الحكومية في سورية لجمع التبرعات لصالح عودة المهجرين السوريين إلى ديارهم.

وخلال الجلسة الثالثة للمؤتمر في يومه الأول، والتي حملت عنوان "عوائق عودة المهجرين"، تطرق المبعوث الخاص للرئيس الروسي "ألكسندر لافرينتيف" لعدد من القضايا العالقة التي تواجه مسألة عودة المهجرين السوريين، وفي مقدمتها جائحة فيروس كورونا المستجد، والتي تبذل روسيا -بالتعاون مع الحكومة السورية- ما بوسعها للحد من هذه الظروف ومواجهتها...

المشاركة الصينية

ألقى السفير الصيني، فيونغ بياو، كلمة في المؤتمر أكد فيها التزام بلاده باستقلال وسيادة ووحدة أراضي سورية، وإيلاءها اهتماماً كبيراً لقضية اللاجئين، حيث قدّمت الصين لسورية 130 مليون دولار كمساعدات، بالإضافة إلى دفعات عديدة من مواد مكافحة فيروس كورونا"، وأن الصين "ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب السوري وتقديم المساعدات له، والعمل على الدفع بالحل السلمي للأزمة"....وأشار السفير الصيني إلى أن "قضية عودة اللاجئين مهمة لسورية، وعلى المجتمع الدولي مساعدتهم بالعودة للمساهمة في إعادة إعمار وطنهم"، مشيراً إلى أنه "يجب اتخاذ إجراءات سياسيّة واقتصاديّة وأمنيّة متزامنة لحل قضية اللاجئين السوريين، وأن "استمرار العقوبات على سوريا أمر مرفوض وغير أخلاقي، لذلك يجب دعم الحكومة السورية للنهوض بالاقتصاد وإعادة الإعمار وتوحيد الجهود للقضاء على الإرهاب في سورية، وعدم توقف عملية مكافحة الإرهاب في منتصفها، واستئصال مصادر تسليح الجماعات الإرهابية".

المشاركة الايرانية

ألقى كلمة وزير الخارجية الإيراني للمؤتمر، كبير مساعديه علي أصغر خاجي مؤكداً أن "مشكلة اللاجئين هي نتيجة حرب فرضت على الشعب السوري، وأن الأولوية "باتت معالجة القضية الإنسانية المتعلقة بعودة اللاجئين لأنها أمر ضروري للغاية ولا يجب استخدامها لتحقيق غايات أخرى".

وأعرب خاجي عن أسفه من بعض الدول التي لم تقدر على تحقيق أهدافها بالعسكرة، فاتجهت إلى التضييق على الشعب السوري من خلال الإجراءات القسرية، ومن أهمها قانون قيصر الذي يهدف إلى خنق الشعب السوري.

وأكد على أن إيران كانت وما زالت تصر على أن حل الأزمة في سورية هو سياسي، ووقفت منذ البداية إلى جانب الشعب في الحرب على الإرهاب.

وأشار إلى أن المجتمع الدولي مطالب بعودة اللاجئين والحياة الطبيعة لوضعها، بتقديم الدعم لسورية عبر إعادة الإعمار وإصلاح البنى التحتية.

المشاركة اللبنانية

ألقى وزير الخارجية اللبناني، شربل وهبة، كلمة لبنان إلى المؤتمر عبر الفيديو، آملاً أن يعود السلام إلى كافة الربوع السوريّة وأن يعود كل لاجئ إلى بلده، مضيفاً أن "غياب الإرادة الدوليّة الجامعة والنوايا الصادقة يمنع عودة اللاجئين".

وأكد على أن "النزوح بات يشكل عبئاً اجتماعياً واقتصادياً على لبنان، ويجب تكثيف الجهود الدوليّة لتأمين العودة الآمنة للاجئين وعدم ربطها بالحل السياسي النهائي، على أن لبنان يناشد المجتمع الدولي لتبني الخطة التي وضعها لإعادة النازحين إلى أرضهم".

وفي اليوم الثاني من المؤتمر، عقد وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني "رمزي مشرفية"، اجتماعاً مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي في سورية "ألكسندر لافرينتيف"، بحثا خلاله أزمة اللاجئين السوريين الموجودين في لبنان وسبل عودتهم إلى وطنهم، وخلال الاجتماع بيّن "لافرنتيف" أن بلاده تؤيد الخطة الموضوعة لعودة اللاجئين التي نسقها الجانب اللبناني مع القيادة السورية وتدعمها، آملاً في أن يخفف تطبيق هذه الخطة الأعباء عن الحكومة اللبنانية، لاسيما وأن 90 بالمئة من السوريين يرغبون بالعودة إلى ديارهم، على حد تعبيره.

من جانبه أكد الوزير اللبناني أن الجانب الروسي أبدى استعداده لمساعدة سورية ولبنان وتقديم الدعم اللوجستي لتأمين العودة الطوعية للاجئين السوريين المتواجدين في لبنان إلى وطنهم.

مشاركة اللجنة الدولية للصليب الأحمر

في مداخلة له خلال الجلسة الثانية من اليوم الأول في المؤتمر، والتي حملت عنوان"الأسباب السلبية للمهجرين السوريين"، أشار رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر "فيليب سبوري"، إلى أن خلق بيئة لعودة اللاجئين لا يتعلق بالمساعدات الإنسانية فقط، بل بالأمان والحصول على أساسيات البنى التحتية والخدمات وتقديم حلول مستدامة، موضحاً أن استجابة اللجنة تجاه العائدين تتركز بشكل تام على الحاجات الإنسانية للعائدين إضافة إلى اللاجئين في بلاد اللجوء.

زيارة مركز الايواء في الحرجلة بريف دمشق

في إطار أعمال المؤتمر، التي شهدت عدة اجتماعات سورية روسية وورشات عمل داخل قاعات المؤتمر وبعض المؤسسات الحكومية السورية، أجرى وفدا الحكومتين السورية والروسية زيارة ميدانية إلى مركز إيواء النازحين في منطقة الحرجلة بريف دمشق، تفقدا فيها عدداً من المراكز الخدمية والبنى التحتية، واطلعا على وقائع عملية توزيع المساعدات الإنسانية للمقيمين في المركز... وخلال الزيارة تم توزيع مساعدات إنسانية من قبل ممثلي رابطة المحاربين القدماء الروسية، أشرف عليها جانب من الوفد الروسي.

البيان الختامي للمؤتمر

أكد البيان الختامي للمؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين، على ما يلي:

-التمسك الثابت بسيادة سورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها ورفض جميع المحاولات الرامية إلى تقويض سيادتها، والحزم في مواجهة جميع المحاولات الرامية إلى تقويض تلك السيادة، بما يشكل تهديداً للاستقرار والأمن في المنطقة.

-التشديد على استعداد سورية ليس لإعادة مواطنيها فحسب، بل ومواصلة جميع الجهود لتوفير ظروف معيشية كريمة لهم.

-التمسّك بأهداف ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه، وضرورة احترام القرارات الدولية، بما في ذلك أحكام قرارات هيئة الأمم المتحدة ذات الصلة.

-مواصلة محاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره وصولاً إلى القضاء النهائي على تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين وجميع الأشخاص والجماعات والمؤسسات والتنظيمات ذات الصلة بالقاعدة، والمدرجة في قائمة مجلس الأمن الدولي والإشارة إلى أن نظام وقف الأعمال القتالية لا يشمل بأي ظروف الأعمال الهجومية أو الدفاعية ضد الأشخاص أو الجماعات أو المؤسسات أو التنظيمات المذكورة.

-القناعة بأن الأزمة في سورية لا يمكن حلها عسكرياً بل بتسويتها في عملية سياسية يقودها وينفذها السوريون بأنفسهم بمساعدة هيئة الأمم المتحدة، مع التركيز على الدور المهم للجنة مناقشة الدستور التي شكلت تنفيذاً لمقررات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي التي يجب أن تقتدي في عملها بالسعي إلى تعاون توافقي بناء دون تدخل خارجي أو فرض أطر زمنية معينة بغية التوصل إلى توافق عام بين أعضائها الأمر الذي يسمح بتحقيق الحد الأقصى من الدعم الواسع لنتائج عملها من قبل الشعب السوري.

-القلق الكبير بشأن الوضع الإنساني في سورية وتأثير وباء كورونا، الأمر الذي يزيد الصعوبات التي تواجه عمل منظومة الرعاية الصحية في البلاد والوضع الانساني والاقتصادي والاجتماعي.

-رفض جميع العقوبات أحادية الجانب المخالفة للقانون الدولي الانساني وميثاق الأمم المتحدة وخاصة في ظروف الوباء العالمي وإدانة الاستيلاء غير المشروع على الموارد النفطية ونقلها في إطار صفقة بين شركة مرخصة من الولايات المتحدة وما تسمى نفسها" إدارة الحكم الذاتي الكردي"، فتلك الموارد يجب أن تكون ملكاً للجمهورية العربية السورية.

-أهمية إحراز تقدم في عملية تسوية أكثر شمولية تساعد على تعبئة الجهود الانسانية المتكاملة لجميع السوريين المحتاجين في جميع أنحاء الأراضي السورية دون تمييز أو تسييس ووضع شروط مسبقة، وكذلك التأكيد على بناء الثقة بين السوريين وتحقيق المصالحة الوطنية.

-ضرورة المساعدة على العودة الآمنة الطوعية للمهجرين والنازحين إلى أماكن إقامتهم المختارة واعادة إعمار المناطق المتضررة وفق القانون الدولي ووفق ما ينص عليه قرار مجلس الأمن 2254 وفي هذا السياق يدعو المؤتمر المجتمع الدولي لتقديم الدعم المناسب لتوفير السكن للمهجرين وعودتهم للحياة الطبيعية وزيادة مساهمته ودعمه لسورية بما في ذلك العمل من خلال تنفيذ المشاريع المتعلقة بإعادة الإعمار المبكر متضمنة المرافق الأساسية للبنية التحتية كالمياه والكهرباء والمدارس والمشافي وتقديم الرعاية الصحية والطبية والخدمات الاجتماعية وكذلك العملية الإنسانية لنزع الألغام.

المؤتمر بين الطروحات الروسية والطروحات السورية

رغم التقاء الجانبين الروسي والسوري في العديد من النقاط التي طرحها المؤتمر، إلا أن أموراً سياسية وعسكرية على الأرض لوحظ غيابها من خلال العرض الروسي لأفكاره وطروحاته، الأمر الذي تداركه الجانب السوري، وخاصةً في الجلسة الثانية من اليوم الأول والتي حملت عنوان "الأسباب السلبية للمهجرين السوريين"، والتي ترأسها نائب وزير الخارجية والمغتربين د. "فيصل المقداد"، الذي علّق على المشاركات السياسية بعد ساعات من انطلاق المؤتمر بالقول "إنه لم يسمع كلمة واحدة عن مدينة الرقة التي استباحتها قوات الاحتلال الأميركي وسوّتها بالأرض"...كما لفت السيد المقداد إلى موضوع ما جرى ويجري في الجزيرة السورية من محاولات الانفصاليين وإجراءاتهم المدعومة من قبل الاحتلال الأميركي، واصفاً الانفصاليين بالعملاء، وليسوا مجرد أدوات، ومتيحاً بذلك الحديث للسيد محافظ الحسكة، الذي شرح في مداخلة له الأوضاع المعيشية والحياتية التي تعيشها مناطق الجزيرة السورية والصعوبات التي فرضتها قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من جهة، والميليشيات الكردية من جهة أُخرى، وتأثير ذلك على الواقع الديمغرافي في الجزيرة...ولعل الواقع المذكور في الجزيرة وباقي المناطق التي تقع خارج سيطرة الدولة السورية، بسبب الاحتلال الأجنبي الأميركي والتركي واستئثار الانفصاليين الأكراد بأجزاء من الشمال والشمال الشرقي السوري- هو الواقع الذي كان على المؤتمر بحثه بتوسع ودقة من خلال جلساته وورشات عمله، سواء داخل قاعات المؤتمر أو خارجها، ضمن المؤسسات السورية المعنية كالداخلية والثقافة والشؤون الاجتماعية، وذلك بسبب ارتباطه الكلّي بموضوع اللاجئين وعودتهم، وبالتالي، فلربما تم تجاوز هذا الموضوع من قبل الجانب الروسي –تحديداً- كونه من ضمن المواضيع التي لم تُحسم بعد سياسياً أو عسكرياً، على أن "المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين"، لم يشر إلى جزئية الحلول، بل سُجِّل دولياً على أنه يتبنى حلولاً شاملة لموضوع اللاجئين السوريين، فيما استثنى البيان الختامي قوات الانفصاليين الأكراد من الذكر إلى جانب المجموعات الارهابية الأخرى المنتمية لتنظيمات القاعدة وداعش، وربط خطورتها على الأرض بنهبها للنفط السوري فحسب، دون التطرق إلى قيامها بعمليات الاستئثار بالأرض والعبث بهويتها السورية الأصلية، والتغيير الديمغرافي والتلاعب بأصول السكان وتهجيرهم وفق معايير عرقية مخالفة للدستور والتاريخ السوريين، وبما يتوافق مع رغبة أميركية غربية ترعى إجراءات الانفصاليين، بل وتشرف عليها، مما فوّت فرصة كبيرة على المؤتمر، لتسجيل نقطة هامة جداً ضد الممتنعين عن حضوره، بل والمعرقلين لانعقاده.

التغطية الاعلامية للمؤتمر

لوحظ نوعان من التغطية الاعلامية للمؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين، الأول داخل قاعات المؤتمر –وكان جزئياً في بعض الأحيان، نظراً للطلب من الاعلاميين المغادرة لدى بدء الاجتماع الجدّي، مثل اجتماع ممثل الرئيس بوتين، السيد "لافرنتييف"، مع وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني "رمزي مشرفية" في اليوم الثاني...أما النوع الثاني من التغطية، فكان خارج قاعات المؤتمر، أي في البهو الرئيسي لقصر المؤتمرات وبعض زواياه، حيث انتشر العديد من البعثات الإعلامية، الأجنبية خاصةً، ومنها ما كان يبث ويسجّل اللقاءات، أثناء انعقاد جلسات المؤتمر في المدرج الرئيسي، وبغض النظر عما كان يجري فيها...حتى أن بعض المشاركين الضيوف، لم يغادر "البهو الاعلامي" إلى أية قاعة تجري فيها محاضرات أو ورشات أو كلمات.

كما لوحظ امتناع جل المسؤولين الأجانب –وبعض الممثلين العرب- في المؤتمر عن التصريح للإعلاميين السوريين، أو التصريح لهم بإلقاء مداخلاتهم الخاصة بأعمال المؤتمر.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 قصي
    15/11/2020
    19:49
    مؤتمر يجب أن يؤسس لمؤتمرات...
    فقضية اللاجئين والمهجرين قضية جوهرية في ما تعرّضت له سورية من مخطط دولي لتفتيتها...أما القراءة السياسية للأداء الروسي في المؤتمر، فهي تؤكد سياسة الوجوه المتعددة للجانب الروسي، الذي على ما يبدو، أخذ بعين الاعتبار رضا الغائبين عن المؤتمر، أكثر من رضا الحاضرين...
  2. 2 قصي
    15/11/2020
    19:51
    تسعون إعلامياً روسياً في المؤتمر...
    إذاً فما جناه وسيجنيه الروس من المؤتمر بجاجة إلى مؤتمر لمعرفته.
  3. 3 نبيه
    15/11/2020
    20:00
    ديبلوماسية الخارجية في ميزان المؤتمر
    حسناً تصرف السيد فيصل مقداد أمام المؤتمر وأوراق أعماله، ولكن كان من الأفضل لبعض مداخلاته أن تكون أوراق عمل مسبقة ومدرجة في أعمال المؤتمر، وتحظى بملخص في البيان الختامي...لا شيء يجب أن يأتي على حين غرّة في العمل الديبلوماسي والسياسي المحضَّر له جيداً.
  4. 4 محمود
    16/11/2020
    14:59
    تساؤل
    ما حاجتنا لهكذا مؤتمرات؟ اجدها مضيعة الوقت والجهد والمال. هذه البلاد فاتحة ذراعيها، فليعد من يريد العودة ومن لا يريد يبقى سوريا في الخارج. لم تقم الحكومة بارسال احد للخارج فلماذا عليها اعادتهم، فليعودوا كما خرجوا. والسلام على من سعى للسلام
  5. 5 يسار
    18/11/2020
    00:00
    لافروف يعتب على الدول الغائبة عن مؤتمر اللاجئين!
    ...وهذه زلة سياسية لك يا سيد لافروف، فالغائبون عن المؤتمر حاضرون على الأرض، حيث العمل الحقيقي...دعك ممن حضر وممن غاب...المعيار الرئيسي هو ما يجري
  6. 6 إياد
    18/11/2020
    00:04
    لا خبرة كبيرة للروس خارج حدودهم
    ومن المعروف أن الخبرة السياسية والعسكرية التي اكتسبها الروس، كانت واضحة في الحرب العالمية الثانية، ولكن بخسائر وتضحيات كبيرة، أما خارج حدودهم فالمعطيات تؤكد فوضى تصرفاتهم
  7. 7 رؤى
    18/11/2020
    00:10
    المؤتمر كان عرساً حقيقياً للمحللين السياسيين!
    ...لكن حسب متابعتي لم أجد جديداً في ما قدموه من تحاليل...كلنا يحفظ الفاتحة عن ظهر قلب!
  8. 8 ورد
    18/11/2020
    00:15
    ملاحظة مضحكة في المؤتمر
    مراسل لإحدى القنوات الصينية تدرّب أكثر من عشر مرات على تقرير متلفز على أنه مباشر!...وخلال البروفات كان يعيد نفس حركات التعجب والدهشة
  9. 9 مصور
    18/11/2020
    00:31
    RT كانت المسيطرة على المسرح الاعلامي للمؤتمر
    وقد التقط موظفوها كل شاردة وواردة

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا