"التربية" ولعبة "الريتويت"... من "بائعة البسكويت" إلى "ذائعة الصيت"!

الأربعاء, 9 كانون الأول 2020 الساعة 02:01 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

جهينة نيوز-خاص

لا يجهل أحد من العاملين في المجال الصحافي والاعلامي عموماً، أن الحجم الذي ملأته أخبار وزارة التربية منذ تعيين وزيرها الأخير، إنما هو حجم يفوق-عادةً- الحجوم الحكومية المتاحة لأخبار الوزارات، سواء في الاعلام الرسمي المتلفز والمقروء، أو الالكتروني والمسموع، وما يرتبط بكل ذلك من وسائل تواصل وتغريد وإعادة تغريد...

ولا شك أن الحدث التربوي –وسط أحداث المرض المستجد كورونا- إنما هو حدث بات يحظى بالكثير من اهتمام المجتمع، نظراً لكثرة تداول هذا الموضوع عالمياً، ويضاف إلى ذلك ما تشهده العملية التربوية منذ سنوات قليلة، من تغييرات وتطورات على مستوى البرامج والمناهج والأساليب، تلك التي نقلت العملية التربوية في البلاد نقلة ما فوق "نوعية" وأكثر من "كمية"، عما كانت عليه منذ عقود تعود إلى مطلع سبعينات القرن الماضي...على أن تلك النقلة –وللأمانة الصحافية- لا يمكن وصفها بالإيجابية –أو فائقة السلبية- كما أنها لم ولن تكتمل معطياتها إلا في ضوء نتائج ستظهر في السنوات القادمة.

واليوم –كما في الأمس- تنهال علينا وسائل إعلام –ومنها ما يحظى بمتابعة شعبية كبيرة- بسيول من الأحداث والأخبار التي تغطي حقول التربية بإدارتها الجديدة... ولأن المجال هنا لا يتسع لكل الأحداث التي طرأت على الحقل التربوي، وفي جلّها عادية، إلا أن ما استوقفنا هو تلك الضجة التي رافقت خبر نقل معلمة من إحدى مدارس حلب إلى ريفها، ثم طي القرار من قبل وزير التربية، وكأنه أطلق رصاصة الرحمة على كل ما يعترض مسيرة التربية في البلاد من مساوئ، أو يتعارض معها من شرور!!!

وعادةً، يحدث قرار النقل وطيّه في الكثير من الأحيان خلال ساعات إن لم نقل أقل من ذلك...كما يحدث القرار المذكور وغيره من القرارات، دون طيّه، ولو بعد سنوات...إلا أن الاعلام لا يلقي شديد ضوءٍ على تلك الأخبار، بل لا ينقلها إلى صفحاته إلا ما ندر...!...أما أن يصبح نقل معلمة وطيّ قرار نقلها، المعجزة المحققة وزارياً وإعلامياً، فهذا -لعمري- بؤس في محاولة تلميع بعض الجهات، أو يعكس على الأقل فقراً كبيراً في المخزون الايجابي لتلك الجهات، جاء من يملأه بحركات حسن التصرّف والتدبير وإشاعة أجواء "الديمقراطية الحكومية" في مكان لم يكن أحد يسمع به أو عن أخباره شيئاً.

ولعلها وسائل التواصل... فقفزةٌ في المجهول فيها –أحياناً-، تجعل المجهول معلوماً، والمعلوم معمّماً، وبقدر وزنه "الريشيّ" في بلادنا، تأتي عضلات منفوخة من كل حدب وصوب لتحمله وتتبناه، فيما لو كان يعاني من أي محظور أو محجور أو محذور، فإنه لن يجد حتى متابعاً واحداً، وليس أشهر الأصوات الأثيرية لتصدح عبر الهواء بمظلوميته النادرة!

وفي المحصلة قد لا تختلف حالة المعلمة ذائعة الصيت، إعلامياً، عن حالة الطفلة التلميذة بائعة البسكويت، التي استقبلها وزير التربية في مكتبه الصيف الماضي، وقدّم لها المعونة بوجود وسائل الاعلام، ولعل مشروع هذه الظاهرة الأخلاقية كفيل بأن يقضي على الظلم والحرمان حين تتكرر الحالة مع كل المظلومين –كلٍّ حسب وزارته والافتراءات المضافة إلى إضبارته- وحينها يتحوّل مشروع الظاهرة إلى ظاهرة أخلاقية حقيقية، بوسعها أن تستعيد لبلد مثل سورية روحها الحائرة بين صعوبة الوضع والظروف، وإهمال الكثير من المسؤولين لقضايا الوطن والمواطن.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 محمود
    9/12/2020
    08:33
    العدالة
    تناول الكاتب موضوع ذو اهمية ليجعله اقل اهمية.من زاويتي ارى ان الاهتمام الشعبي بحالة المدرسة دليل على تعطش الشعب للعدالة.ظلموا المعلمة بنقلها، قامت الدنيا، رجعوا عن القرار، هدءات النفوس. هذا لا يعجب الكاتب، الموضوع اكبر من حجمه يريد ان يقول، فلا داعي للضجة؟ وبلا ضجة كيف تستفيق العدالة؟ (العدالة الناءمة، والنوم لغة يمكن ان يعني الوفاة) وتعيد المعلمة الى حياتها الطبيعية؟ من زاويتي ايضا لم ار اجراء اتخذ بصاحب الاجراء الخطءا، الاجراء الذي تسبب بحالة الهلع على المعلمة المظلومة، لو اخذت العدالة مجراها، لتم نقل مدير التربية واعوانه الى ادارة السجون، فهناك قراراته اشد نفعا.
  2. 2 محموء
    9/12/2020
    13:08
    عيطة وشهود على دبيحة قنفود
    يا ريتها كانت شغلة أكبر، كنا اقترحنا الوزير ملك للحكومة!!!!!!!!!!!!!!!!!!
  3. 3 محموء
    9/12/2020
    21:19
    مالك عرفان شي يا محمود
    بدّك تفيّق العدالة على مدرّسة منقولة من مدرسة لمدرسة؟؟؟!!ّ لكان روح شوف القصر العدلي (القصير العدلي) وسلّملي على المدرّسة واللي نقلها واللي رجّعها...
  4. 4 محمود
    10/12/2020
    11:52
    بالماعز ذكرتني
    ١- لمن علق باسم محموء وخلق الانسان من حمء مسنون.. لذا لا اعتبر كلامك شتيمة.. باي حال، من لا يهتم بالصغاءر فلن يهمه الكباءر. العدل يقوم على اثنين الشرطي والقاضي..فاذا فسد كلاهما فسدت الارض.ًوهنا فسد الاثنان من زمان والشعب لم يحسن التصحيح فذلك يظهر ان الشعب نفسه فاسد وعاجز عن الحضارة...ذهب الفرنسي واخذنا قوانينه بعد رحيله من صنيعته الكيان التافه كيان غورو المجرم..وكل عام لديك عشرات الالوف من خريجي الحقوق فلم يستطيعوا انشاء قانون يلاءم وطنهم. البلد لم يواكب التصحيح في المجال المدني كما حصل في المجال العسكري والسياسي.. لذا كان السير اعرج. ان استعادت المعلمة حقها فهذا اراه جيد ، فما الذي يضيرك؟ ذكرتني ايام كنت ارعى الماعز. يتبع
  5. 5 محمود
    10/12/2020
    12:10
    الجدي غير التيس
    ٢- يوم كنت طفلا كان ذروة فرحي ان ارعى الماعز وارقب جمالها وخصوصا حركات رءاسها وهي تتنقل من شجيرة الى اخرى ومن نبتة الى اخرى فتقضم قضمة من هنا وقضمة من هناك ولم اعرف لذلك سببا حينها..وللعلم فان راس الجدي اشبه ما يكون براس الغزال الذي تغنى به الشعراء. غير انه عندما عندما يكبر فهو تيس ولا يشبه الغزال رقة. يقضم الماعز اطراف الشجر وغيره فتفرز سموما عند الطرف المقضوم وذلك بغية الدفاع الذاتي فيتغير مذاقها من حلو الى مر فلا يعود يستسيغها الماعز فينتقل الى اخرى. هذا التفسير العلمي الحديث. ذكرتني بكل هذا بانتقالك من موضوع المعلمة الى موضوع قصر العدل..غير انك تصر على مخاطبتي بالمحموء وهذا يظهر انك لم تعد جديا جميلا يلذ الناظرين، بل تيسا هرما تنتشر راءحته لمكان بعيد..
  6. 6 محمود
    10/12/2020
    12:25
    منافع التيوس الشابة
    ٣- قلنا العدل كل واحد العدل في الصغاءر والعدل في الكباءر. وللعدل اقول في التعليق الاول احببتك كجدي بالجوار، ثم انك كبرت في التعليق الثاني فصرت تيسا مزعج براءحته ولو لم يقم باي حركة من حركات التيوس المعتادة التي تقوم بها لفرض مهابتها. كانت الجديان لدينا للحم فاذا ما قربت من البلوغ جزرناها وانتفعنا بكل شيء فيه.اللحم والرءاس والكراعين والكرشة للاكل..اما القرون والاظلاف،فهي مقابض للسكاكين وان صغرت نصنع منها صمغ لاصق متعدد الاستعمال. اما الشعر فنحفظه حتى قدوم الشوايا من الديرة الشرقية فنستبدله بالخرفان ان كثر، وان قل فهو هدية للزوار الموسميين منهم ليصنعوا منه بيوت للشعر. والعظام لاطيب مرق على البرغل..بقي الدم اما الدم مهما قلت كميته فكنت اخلطه بالطخين واجففه تحت الشمس، فهو اجود علف للدجاج...
  7. 7 محمود
    10/12/2020
    12:38
    الجحش الصغير يكبر
    ٤- تلك منافع التيوس لا بءايدس بها اما النوع المقصود من التيوس ذوات الراؤحة فندفعها بشحفة كهذه وانتهى.. في بلادنا اثنان مقدسان الجندي والمعلم.. اما الجندي فهو العسكري من المجند الى القاءد العام وكذلك المعلم من ااذن المدرسة الذي يرقب الاطفال ويوجه حركاتهم ويؤمن كيفية دخولهم وخروجهم فهو ايضا معلم بهذا الشءان. الى الوزير . ان المعلم ان اعد الجندي جيدا فلدينا العسكر الجيظ وينسحب ذلك على باقي المحتمع.. الجندي هو الاساس في مؤسسته. واساس الجندي المدرسة... وان لم يكن لدينا معلم فلن يكون لدينا قاض ولا قصر عدل.. هل فهت ايها الت...؟ ام انك تمثل المثل الشامي لحما ودما؟ المثل الذي يقول: الجحش الصغير يكبر ليصبح جحس كبير. رحم الله حنا مينا

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا