العمالة بوجه واحد لا ثاني له... "المعارضة السورية" نموذجاً؟

شارك |

لا يمكن أبداً الاختلاف حول مبدأ راسخ أصيل نؤمن ونقرّ به جميعاً، نحن أو غيرنا من الشعوب والأمم التي تحترم تاريخها وتقدّس أوطانها، وهذا المبدأ ألمح إليه الفنان الشهيد ناجي العلي يوماً حين نبّه وحذّر من أن تصبح "الخيانة وجهة نظر".

وعلى هذا لا يحقّ لمن تسمّي نفسها "المعارضة السورية" بمختلف مكوناتها وتشكيلاتها ومنصاتها وتبعياتها الإقليمية والدولية أن تتهم، وتجترّ الأسطوانة المشروخة ذاتها، وتكرّرها اليوم بأن "النظام السوري خائن، باع الجولان، وهو حارس لحدود إسرائيل"، ولاسيما هم يرون اليوم كيف تؤلم المقاومة في غزة وسواها من المدن الفلسطينية، وقبلها المقاومة اللبنانية، العدو الصهيوني، وتضربُ العمق "الإسرائيلي" بأسلحة وصواريخ ومضادات دروع نوعية، تعرف هذه "المعارضة" أنها ترجمة حقيقية لدعم "النظام السوري" الذي يخونونه لهذه المقاومة الباسلة.

هل نذكّر هؤلاء المتشدّقين بالوطنية والغيرة المزعومة على البلاد أنهم طوال فترة الحرب الإرهابية على سورية، لم يكونوا إلا أداة قذرة وفصيلاً إرهابياً مأجوراً وذراعاً تخريبية ومجموعات عميلة للعدو الصهيوني الذي أمدّهم بالأسلحة والدعم اللوجستي والإعلامي، واستضافت مشافيه جرحاهم، هل نذكّر هؤلاء بكل ذلك لنعرف من هو "الخائن والعميل الذي باع وطنه وتآمر على شعبه"؟!.

أيها العملاء والخونة، لقد أذلّ "النظام السوري" ربيبتكم "إسرائيل" في حرب تشرين عام 1973، وهزمها في لبنان بدءاً من عام 1982 ودمّر أسطورة الميركافا في معركة السلطان يعقوب التي خاضها مقاتلو الجيش العربي السوري إلى جانب المقاومة، مروراً باندحارها عام 2000 عن جنوب لبنان، وصولاً إلى انتصار تموز 2006 والمتواصل والمتجسّد بـ"طوفان الأقصى" 2023، حيث أعادت المقاومة الفلسطينية اليوم ذكريات حرب تشرين التي أسقطت مقولة "الجيش الذي لا يُقهر" حين بادرت هي بالهجوم لبدء معركة التحرير.

أما أنتم فتعرفون جيداً، ويعرف كل ذي بصيرة، أنكم في عام 2012 سعيتم إلى تشكيل حزام آمن حين سيطرت جماعاتكم المسلحة على الشريط الحدودي المحاذي للمنطقة المحررة من الجولان بدءاً من جبل الشيخ شمالاً حتى وادي نهر اليرموك جنوباً، ففتحت "إسرائيل" الحدود لمدّكم بالأسلحة ومعالجة جرحاكم، بل أقدمت الاستخبارات العسكرية الصهيونية على زيادة ارتفاع أبراج الاتصالات الخاصة بها في «جبل الشيخ» من أجل تقوية بثها الراديوي، ووزعت على قادة المجموعات المسلحة في تلك المناطق مئات أجهزة الاتصال اللاسلكية والخليوية الخاصة لتوجيههم وإدارة عملياتهم. ولشلّ القدرات الدفاعية للجيش السوري، قامت عصاباتكم، بنسف وتفجير محطة الاستطلاع الجوي في "النعيمة" قرب درعا، وتخريب وتفجير محطة الاستطلاع الجوي في "مرج السلطان" قرب دمشق، وتفجير محطة الإنذار الجوي المبكر والتنصت الإلكتروني في "تل الحارة" في منطقة الجولان المحرر، وتخريب وتفجير محطة الاستطلاع الجوي في "عسال الورد"، شمال غرب دمشق.

هل تريدون التشبّه بالمقاومة في غزة؟، والمقارنة بين الهجمات الجوية على "إدلب" وبين "هولوكوست غزة"!، من خلال قنواتكم الفضائية ومحلليكم "البكائين" في النهار "وعسس" الصهاينة والأمريكان في الليل، وأنتم تعرفون جيداً أن تكفيري «جبهة النصرة وداعش»، ومرتزقة «الحزب الإسلامي التركستاني» الذي جاؤوا من الصين وبعض دول آسيا، مارسوا خلال السنوات الماضية جرائم "إسرائيل" ذاتها بصورة أبشع، من تهجير وتطهير عرقي ضد طوائف بعينها، وتدمير للبيوت والمشافي والمؤسسات الحكومية، بل الأدهى أن تستضيف بعض فصائلكم صحفيين إسرائيليين وبعض الساسة الأمريكان، والأمرّ المكشوف هو تهليلكم وتصفيقكم للغارات الإسرائيلية على مطاري دمشق وحلب وغيرها من المواقع المدنية والعسكرية السورية.

فهل عرفتم أيّ منا "الخائن والعميل" وأي منا المرتمي في حضن إسرائيل، وأي منا سيجهض حلمها التلمودي يوماً ما، العمالة أيها المأجورون لها وجه واحد لا ثاني له.. هو المتلطي زوراً خلف قناع مسمّى "المعارضة السورية".

 

 

أخبار ذات صلة

• الاحتلال يوسع احتلاله في الداخل السوري وحديث اسرائيلي عن سعي للتطبيع مع دمشق
• وزیر حرب الاحتلال يأمر الجيش بالاستعداد لشتاء طويل على جبل الشيخ السوري
• نتنياهو يعقد إجتماعا أمنيا خاصا عن حلب ولبنان
• العدو يقر بمقتل جنديين في معارك شمالي غزة والقسام تنشر مشاهد قنص واستهداف آليات
• تركيا تحظر عبور طائرة رئيس الإحتلال الإسرائيلي وتسمح ينقل وقود الطائرات للاحتلال