أخبار سوريا - جهينة نيوز - سورية : ما يخفيه غبار الحروب .. غزة تبتلع اسرائيل وأوكرانيا تبتلع أوروبا والولايات المتحدة خاص جهينة نيوز

ما يخفيه غبار الحروب .. غزة تبتلع اسرائيل وأوكرانيا تبتلع أوروبا والولايات المتحدة خاص جهينة نيوز – كفاح نصر

في غزة حتى المدنيين محاصرون من مياه الشرب والطعام والدواء والعلاج والكهرباء وحتى الواح الطاقة الشمسية يتم استهدافها , ولا امدادات ذخائر ولا أسلحة ومع ذلك جيش الاحتلال عاجز عن السيطرة على اي منطقة حتى المناطق التي حولها الى ركام وللمرة الثانية ينسحب الاحتلال من شمال قطاع غزة تحت ضربات المقاومة دون اي انجاز, بينما في أوكرانيا عشرات الدول تمد القوات الأوكرانية بالسلاح والطيران المسير والتجسس والاقمار الصناعية والدبابات و وسائل الدفاع الجوي وتدريب الجنود وفيلق اجنبي من خيرة مقاتلي الناتو وحتى مولدات الكهرباء والدعم اللوجستي لاسيما العربي تحت مسمى مساعدات انسانية, ومحطات اتصالات ستارلينك ومع ذلك نسمع تصريحات مثل فرنسا سترسل قوات الى اوكرانيا وبولندا تدعو لاسقاط الصواريخ الروسية من اراضيها والمانيا تنشأ تحالف لامداد قوات كييف بوسائل الدفاع الجوي والاكثير تداولا حاليا هو السماح لقوات كييف باستعمال سلاح الناتو بعيد المدى لضرب العمق الروسي, فما الذي يحدث في أوكرانيا حتى يشعر الغرب بهذا الذعر لدرجة اطلاق تصريحات تدفع العالم لحرب نووية.

بعيدا عن الجانب السياسي ومفاوضات بيلاروسيا وتركيا بين الجانب الروسي والجانب الأوكراني وتغير الوضع العسكري بناء على المفاوضات والتراجع عن الاتفاقيات كإنسحاب القوات الروسية من محيط كييف نتيجة المفاوضات في تركيا لا يخفى على احد ان الحرب في الدونباس مرت بعدة مراحل عسكرية اساسية يمكن تلخيصها بالتالي:

المرحلة الأولى حرر الجيش الروسي منطقة الدونباس وصولا الى ما خلف نهر دينيبرو ومن اهم معاركها تحرير ماريوبول وارتيموفسك (باخموت) المجهزتين للقتال لسنوات طويلة في حصون تحت الأرض أضخم من غزة.

المرحلة الثانية بناء خط دفاعي "خط سوروفيكين بحسب الاعلام الغربي" على الضفة اليسرى لنهر دينيبر ثم انسحاب الجيش الروسي من الضفة اليمنى للنهر الى ما خلف الخط الدفاعي على الجانب الايسر للنهر وتوقف التقدم الروسي.

المرحلة الثالثة شن القوات الأوكرانية المدربة في الغرب وبمشاركة السلاح الغربي هجوم على القوات الروسية سمي بالهجوم المضاد بدأ من حزيران 2023 لاستعادة الاراضي التي سيطر عليها الجيش الروسي ومني الهجوم الأوكراني بالفشل وخسرت أوكرانيا فعليا نخبة قواتها ومعداتها العسكرية خلال نحو سبع أشهر لينتهي الهجوم المضاد مع قيام الجيش الروسي بتحرير مدينة افدييفكا المحصنة والاستراتيجية دون أي تغير آخر على خط الجبهة.

المرحلة الرابعة والتي بدأت حين طلب الرئيس الروسي انشاء منطقة امنة لحماية المدنيين الروس من القصف الأوكراني ولم يعرف حتى الآن نطاق هذه المنطقة ولكن بدأت القوات الروسية بالتقدم من جديد مؤخراً ويشار الى ان الرئيس الروسي صرح بان قوات بلاده لا تخطط للسيطرة على مدينة خاركوف التي تقدم الجيش الروسي في ريفها وسيطر فيها على 25 بلدة .

وللمفارقة بدأت القوات الروسية تتقدم على كامل خط الجبهة من أربع محاور ونسبة لعدد القوات الروسية المشاركة بالهجوم والتفوق الأوكراني بعدد الطائرات المسيرة وعدد الجنود الى جانب المرتزقة والكم الهائل من السلاح المورد من الغرب ,يمكن وصف ذلك بالجنون العسكري ولكن وللمفارقة فإن هذا التقدم يعطي نتائج سريعة ويمكن ملاحظتها ولا ينكرها الجانب الأوكراني او الغربي والمثير أيضاً إن الأوكراني هو من يصرخ من نقص القوات والذخيرة وليس الجيش الروسي وعلى عكس ذلك تعلن روسيا مرار بانها ليست بصدد اعلان تعبئة عسكرية, ولكن التقدم الروسي الحالي مختلف تماماً عن سابقه فهو سيقوض كل التحصينات التي تم بنائها الغرب في أوكرانيا خلال سنوات ولم تمنع تقدم القوات الروسية.

أي أصبح انهيار الدفاعات الاوكرانية قاب قوسين و او ادنى ومسألة شهور قليلة وربما اسابيع حيث ان القوات الروسية أصبحت تقريبا على اعتاب السهول في معظم خط الجبهة وبعيدا عن الغابات وسيؤدي ذلك في نهاية المطاف الى حماية المدنيين في الجانب الروسي ويصبح الضغط على روسيا عبر ضرب الاهداف المدنية غير ممكن بسلاح الناتو الموجود حاليا لدى اوكرانيا ولايمكن للقوات الأوكرانية الاختباء.

وإذا كانت خسائر القوات الأوكرانية على "خط سوروفيكين" هائلة فإن "خط سوروفيكين الذي افرغ الغرب من احتياطاته العسكرية" سيصبح نزهة نسبة للوضع القادم على الجبهة والخط القادم في ظل السهوب الواسعة و سيتحول خط الجبهة الى مطحنة قليلة التكاليف لاستنزاف الغرب مجاناً.

والمثير ان القوات الاوكرانية وبحسب تقارير اعلامية تحاول بناء خط دفاعي بالإستفادة من تجربة خط سورفيكين لمنع تقدم القوات الروسية, ولكن خط سورفكين على الجانب الايسر لنهير دينيبرو صمد امام السلاح الغربي في حين تحصينات ماريوبول وارتيموفسك وغيرها لم تنجح بوقف تقدم القوات الروسية والسلاح الروسي ومن المستبعد ان تحدث التحصينات الأوكرانية المستحدثة تغيرا على واقع الميدان أو تمنع تقدم القوات الروسية.

ويضاف الى ما سبق ان أوكرانيا في الشتاء القادم قد تكون بلا كهرباء فحين استهدفت القوات الاوكرانية مصافي النفط الروسية رد الروس بتدمير البنية التحتية للكهرباء, والشتاء القادم سيكون كارثي على كييف وبدأ المواطنون الأوكران أصلا بالتمرد على دوريات مكاتب التجنيد وهو ما ينذر بتفجر الوضع الداخلي في أوكرانيا.

والأسوء من ذلك بالنسبة للقوات الأوكرانية انها بدأت تستنفذ مخزون أوروبا الشرقية كاملاً من المقاتلات السوفيتية ولاطلاق صواريخ طويلة المدى أصبحت بحاجة ماسة الى الطيران الامريكي ولاسيما الـ اف-16.

ويضاف الى ماسبق ايضاً انتهاء ولاية الرئيس الاوكراني وعدم وجود رئيس شرعي يمكنه التفاوض او التوقيع على نتائج المفاوضات في حال حدثت .

وبناء على ماسبق يمكن وصف الوضع القادم بالتالي : تستعد روسيا للوصول الى نقطة يمكنها القتال منها لسنوات طويلة جداً دون أي تكاليف ودون أي اثار على الداخل الروسي فيما يستعد الغرب للوصول الى نقطه تتحول خلالها أوكرانيا الى ثقب اسود يلتهم الاخضر واليابس في الدول الغربية ولا سبيل للمفاوضات.

و يدرك الغرب تماما المأزق الذي وقع فيه فتارة يلوح ماكرون بإرسال قوات الى أوكرانيا وتارة يطلب مسؤول بحماية الاجواء الأوكرانية من بولندا وعليه أصبح تدخل الناتو ضرورة قصوى لإكمال الحرب في أوكرانيا .

والمثير في الأمر انه في غزة وصل الوضع الى ذات النقطة حيث الفصائل الفلسطينية قادرة على الحرب الى مابعد انهيار الاقتصاد الصهيوني ومع إنسحاب القوات الصهيونية مجدداً من شمال قطاع غزة دون تحقيق أي إنجاز فإن الخيار الوحيد هو دخول الامريكي للحرب مباشرة وحال غزة كحال اليمن الذي استهدف اليوم حاملة الطائرات الامريكية ايزنهاور رمز الهيمنة الامريكية, وللمفارقة فإن الامريكي حال دخوله الحرب لن يتمكن من تقديم أكثر مما قدمته أدواته في فلسطين وأوكرانيا ويبقى السؤال كم سيصمد الامريكي وخصوصا ان حرب أوكرانيا تدمر الاقتصاد الاوروبي وحرب غزة تدمر الاقتصاد الاسرائيلي والمربح حاليا سيصبح كارثة قريبا..؟

أخبار ذات صلة