من يكافئ "المستقبل" على فرار سجناء رومية .. فتح الإسلام أم القاعدة؟!

شارك |

جهينة نيوز: أكدت عملية فرار العناصر الستة من تنظيم "فتح الإسلام" الأخيرة من سجن رومية، هواجس موجودة لدى اللبنانيين من ذهاب جهة سياسية بعيداً في المشاركة بتسعير الأحداث في سوريا، ولو أدى بها ذلك إلى تعريض لبنان لمخاطر تهز استقراره وتهدد سلمه الأهلي وتفجر صيغة عيشه. وإن كانت عملية الفرار من سجن رومية المذكورة، أثارت بصورة تلقائية قضية السجون لجهة الاكتظاظ وبطء المحاكمات وتخفيض السنة السجنية، إلا أنها من جانب آخر فتحت الأعين على أبعاد أخرى لا صلة لها بهذه القضية الإنسانية، لتضيء على ما يدور في كواليس بعض مؤسسات الدولة من مكائد وأفخاخ أمنية وقضائية تتكفل الآلة الإعلامية الضخمة لجهة سياسية معروفة باستثمارها على الساحة اللبنانية والساحات المجاورة. ليس المجال هنا، لإقامة الصلة بين فرار عناصر فتح الإسلام من سجن رومية وورشة هندسة الساحة اللبنانية لإلحاقها بالساحة السورية، أو إعداد الحاضنة المذهبية للقرار الاتهامي الذي تتوعد به المحكمة الدولية المقاومة، أو دب النشاط في عملية تأليب الساحة السنية على الرئيس نجيب ميقاتي وحكومته، فهذه الصلة ليست مكشوفة فقط، إنما باتت ملحة، وهذا ما يظهره سر الاستعجال الذي دفع بالقاضي صقر صقر إلى تصديق إعلام 14 آذار الذي استبق تحقيقاته في اتهام ضحايا قنبلة انطلياس بإعداد عبوة ناسفة، فلم يوضح في تحقيقه مكان العبوة أو نوعها أو سبب انفجارها ومن تستهدف، إضافة إلى تفاصيل تتعلق بالحرفية المتدنية لزارعي "العبوة"، وهذا الأمر وحده كفيل بالتشكيك بالهوية الحزبية المنسوبة للضحيتين. أكثر من أمر لفت المراقبين والمتابعين في قضية فرار سجناء فتح الإسلام الستة، وفي مجموعها تؤيد حصول السجناء على دعم خارجي، يوفر تغطية سياسية وشعبية لمن ساعدهم على الفرار من داخل السجن، وهي: 1ـ ولو أن السجن المذكور شهد سابقا أكثر من عملية فرار، إلا أن العملية الأخيرة، تختلف لجهة عدد الفارين (6 سجناء وهو عدد كبير نسبيا)، ونوعية السجناء (منهم من يتصف بالخطورة وآخر بالأهمية)، وأيضا لجهة توقيت الهروب نهارا (أثناء الزيارات)، وكل هذا يشير الى حصول الفارين على تسهيلات في مكان ما من الجهة المولجة بأمن السجن. 2ـ جاءت عملية الفرار بعد فترة وجيزة كان فيها السجن مسرحا لأعمال تمرد واحتجاج تفرض على القوة الأمنية المسؤولة عن السجن الاستمرار في التيقظ والتأهب لأي طارئ أمني يحدث فيه. 3ـ الهوية السياسية للسجناء (فتح الإسلام) تفترض من الإدارة الأمنية للسجن تشديد المراقبة والحراسة عليه خلافا للبقية من السجناء، حيث من البديهي، أن لديهم القدرة على تنظيم عمليات هروب، وباستطاعتهم تلقي مدد خارجي لهذه الغاية، ولا يعني هذا، أن الفرار الأخير حدث وفقا لهذا الافتراض، إنما هذا الافتراض ما كان يجب أن يغيب عن أمن السجن، وهو ما يستدعي تشديد المراقبة والحراسة. لن يصعب بالتدقيق الأمني تحديد الجهة التي تقف خلف تهريب 6 عناصر من فتح الإسلام من سجن رومية، لكن يمكن أيضا بالسياسة تعيين هذه الجهة، وملاقاة التحريات الأمنية، وهي أن العملية جاءت بعد نجاح الرئيس نجيب ميقاتي في وضع آلية من ضمن القانون والقضاء، لحل قضية ما يعرف بمظلومية الموقوفين الإسلاميين، وكانت فاتحة هذه الآلية، إطلاق سراح الشيخ نبيل رحيم وآخرين بكفالات مالية متدنية، وقد لاقت هذه الخطوة ارتياحا كبيرا في الساحة السنية، وبالوقت نفسه سببت إحراجا موازيا لتيار المستقبل الذي استخدم مظلوميتهم للترويج لمظهره السياسي. لا يستبعد مصدر متابع، أن يكون تيار المستقبل استخدم المواقع التي يحتفظ فيها في مؤسسة قوى الأمن الداخلي لتسهيل الفرار المذكور، متقصدا من ذلك، معادلة ميقاتي في الإفراج عنهم من جهة، وإعاقته في استكمال ما بدأه مع رحيم ورفاقه عبر تنفير الناس من الموقفين الإسلاميين من جهة أخرى. لكن المصدر المذكور يطرح سؤالا وتساؤلا، أما السؤال فهو، ما الثمن المطلوب من تنظيم فتح الإسلام لقاء مساعدته على فرار عناصره الستة من سجن رومية، وأين سيتم تقاضي الثمن، في لبنان أم سوريا. في حين أن التساؤل، هو، ارتباط الفرار بإطلالات القاعدة الإعلامية على الحدث السوري (كلمة الظواهري الأخيرة)، وهل تسهيل الفرار تم لحساب فتح الإسلام أم بناءً لطلب القاعدة؟ الانتقاد

أخبار ذات صلة

• حزب الله يتهم الحريري بتبني مقابلة "تايم" المختلقة ويدعوه للابتعاد عن المحكمة
• قصّة فرار عناصر "فتح الإسلام" من سجن رومية .. والحريري يدفع للإفراج عن مهربي الأسلحة إلى سورية
• المنار: الحريري يحتكر قرار الحرب والسلم والرئيس الأسد لن يغفر لأحد
• سعد الحريري في شراكة خاسرة مع السلفيين
• نحاس يدعو لمحاكمة أشرف ريفي أمام القضاء العسكري