جهينة نيوز:
ربما يتساءل البعض لماذا نحاول دائما إستذكار وإستنطاق الفكر ودراسته طالما أن الهدف النهائي هو السلوك والفعل؟ وعليه ممكن الاجابة بإختصار؛ أن تغيير الأفكار والآراء والإتجاهات يزداد معه احتمال تغيير السلوك. وهذا ما لمسناه اليوم ووجدناه على طول التأريخ ولعل الأغلبية تعلم أن لكل شيء مقومات يقوم عليها، وبيئة ينمو فيها، ومناخ ينشأ عليه ويعيش فيه. وقد تكون هذه البيئات جماعات أو مناطق أو كيانات دولية مستقلة. وفي التاريخ الاسلامي؛ فإن مذاهب التشدد في الالتزام بالنصوص ومذاهب إطلاق حرية الرأي والاجتهاد لم تبرز إلا تلبية لواقع اجتماعي معين ساد في بيئة ومجاراة لأحداث معينة ,واختلف في بيــئة أخرى, وكمثال أمامنا المدن العربية وبسبب عدم الاستقرار السياسي بعد سقوط أنظمتها، كثرت فيها الصراعات السياسية والطائفية فظهرت هناك موائد الذبح وحمامات الدم وحزّ الأعناق وتفخيخ المركبات. وأصبحت هذه البيئة مهيئة لكل انحراف في الفكر والسلوك فأخذت كل جماعة وطائفة وتنظيم يصدر الفتاوى والبيانات والمنشورات المكفّرة والمهددة للأطراف الأخرى، وابسط مثال على واقعنا مايطلق عليها بالدولة الاسلامية (داعش) حيث ان ماتحمله من أفكار هي بداية لسلوكها فمَن يملك تربة جيدة وتربية صالحة صحيحة فبالنأكيد سيكون نموه جيداً وسلوكه متريثاً, على عكس مَن يحمل أفكاراً سلبية عن الآخرين وتم التغرير به ليسلم أتجاهات عدائية فإنه سيسلك سلوكاً سيئاً تجاههم.
لاريب ان للإنحراف الفكري مظاهر واضحة يمكن رؤيتها, وقد تكون بعضها غامضة لايمكن معرفتها وأكتشافها الا بدراسة ووعي, يتميز اصحاب الفكر المنحرف بالقدرة على التضليل والخداع وتشويه الحقائق ,اذ يتسم دائماً بقدرته على قلب المفاهيم وتشويه الحقائق وطمسها، وتقديم أدلة وبراهين غير كافية أو مناقضة للواقع، وإستعمال الكلمات بمعان مُبهمة غير محددة أو بمعان متقلبة ومختلفة، وهذا مانجده متسم بمنهجية وفكر أبن تيمية التشويشي المتقلب والمبهم, وكيفية براعته في قلب الحقائق والتغرير بالاخرين بإسم القرأن والسنة والأسلام بصورة عامة, ولعل من بين أهم افكاره المشبوهة هو إعطاء الجسمية لله تعالى, وكيفية طرح فكره من خلال رواية صحّحها في رؤية ربّه الشاب الأمرد المتعدد الصفات ذو الهيئات والصفات, لهذا انبرى رجل الدين الصرخي للتحذير من هكذا افكار بسلسلة من بحوث كان منها (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) وضمن محاضرات متتالية مقتبس من المحاضرة {14} حيث علق قائلاً:(التيمية ومنهجية تعطيل العقول والأتهام بالزندقة لكل من يخالفهم(في بيان تلبيس الجهمية7، وما بين الصفحتين(191- 249) المعنونة في الفهرس بعنوان{رؤية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ربّه في المنام} فإننا نقتبس مقاطع محصورة بين الصفحتين(238- 249) والكلام في مقاطع:المقطع1: {{وقد تبيّن بما ذكرناه أنّ الحديث الذي فيه {أتاني ربّي في أحسن صورة ووضع يده بين كَتِفي} إنّما كان في المنام بالمدينة ولم يكن ذلك ليلة المعراج كما يظنّه كثير من الناس... قال عثمان بن سعيد..وَمِنَ الْأَحَادِيثِ أَحَادِيثُ جَاءَتْ عَنِ النَّبِيِّ ((صلى الله عليه وآله وسلم)) قَالَهَا الْعُلَمَاءُ، وَرَوَوْهَا، وَلَمْ يُفَسِّرُوهَا، وَمَنْ فَسَّرَهَا بِرَأْيِهِ اتَّهَمُوهُ....سُئِلَ(وَكيع) عَنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: {الْجَنَّةُ مَطْوِيَّةٌ مُعَلَّقَةٌ بِقُرُونِ الشَّمْسِ}، فَقَالَ وَكِيعٌ: {هَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ، قَدْ رُوِيَ فَهُوَ يُرْوَى، فَإِنْ سَأَلُوا عَنْ تَفْسِيرِهِ لَمْ نُفَسِّرْ لَهُمْ،(( لاحظوا كيف يعطّلون العقول؟ وأيضًا من ينكر هكذا حديث يتهم؛ بالزندقة بالارتداد بالرافضية بالشيعة بالمعتزلة بالصوفية بالأشعرية بالصحوجية وبغيرها من عناوين)) وَنَتَّهِمُ مَنْ يُنْكِرُ وَيُنَازِعُ فِيهِ، والْجَهْمِيَّةُ تُنْكِرُهُ} }} (( التفت هو يتحدّث مع شخص يعارض، مع شخص يختلف معه بالرأي، إذن أتى بمنهج وكيع وهو عندما يمرّ عليه حديث صحيح ولا يستطيع أن يفسّره فلا يفسّر الحديث، يسكت، ويعطل العقل، إذن هو أتى بمنهجية وكيع حتى يحتج بها على المقابل. نحن عندما نتحدّث هنا عن تعطيل العقل لا نقصد العقل ما يقابل الشرع وإنّما نتحدّث عن عقل يماشي الشرع ويثبّت ويعمّق الشرع، نتحدّث عن عقل يرجع إلى ما أنعم علينا الحكيم العاقل سيد العقلاء سبحانه وتعالى))
23:53
00:08
11:06
11:40
11:44
12:03
12:06
12:09
12:29
12:31
21:47
21:48
22:27
22:44
02:49
02:52
03:43
04:50
11:37
14:37
03:18