جهينة نيوز:
تتوارد أنباء عن تحضيرات لتفعيل غرفة موك في الأردن بتحالف عسكري يضم الأردن والسعودية والإمارات والكيان الإسرائيلي ومحاولة ضم مصر والتي يبدو وضعت شروطاً وهي موافقة الحكومة السورية للدخول في التحالف العسكري والذي أطلق عليه (الناتو العربي) بدعم عسكري مباشر من الكيان الإسرائيلي وأميركا، ويزعم مخططو هذا التحالف بأن الهدف هو: محاربة داعش المتواجد على الحدود الأردن السورية من جهة، ومن جهة ثانية فالهدف الأبعد الوصول إلى الرقة عبر البادية السورية مروراً بالتنف والشامية والحماد التي تفصل الحدود الأردنية العراقية السورية لمنع تواصل سوري عراقي وقطع الطريق على إيران حتى لا(تستولى على سوريا) على حد زعم دعاة مخططو التحالف المزعوم.
ويبدو بأن الحلف ليس جديداً بمعنى الكلمة فهو نتاج لتلاقي الأهداف والاستراتيجيات، وقد حاولت أميركا مع بعض الدول الدخول من الجنوب السوري منذ سنتين تقريبا عبر ما سمي (جيش سوريا الجديد) والذي سلحته أميركا بتمويل سعودي قطري معتمداً على فلول الجماعات المسلحة بما فيها النصرة الإرهابية، وقد تم قصفه جواً نظراً لتشكيلته الإرهابية من قبل سلاح الجو الروسي عندما اقترب من تدمر وعند وصول ما تبقى منه تكفل تنظيم داعش الممول أميركياً من القضاء عليه وتشتت في منطقة البوكمال على الحدود العراقية السورية. عندها اتهمت روسيا من قبل أميركا بأنها قصفت قوات صديقة بما فيها النصرة.
وعن التحالف المذكور والذي يأتي ضمن خطة ترامب إنشاء مناطق آمنة في سوريا ومنها الجنوب السوري، ورغم غموض أبعاد هذا المخطط وعدم تبلور الجانب اللوجستي، لكن يحتوي تناقضات ومغالطات واضحة منها:
1-هذا التحالف هل سيحارب النصرة وهي التي تسيطر على عدة مناطق في جنوب سوريا مثل نوى والصنمين والشيخ مسكين ومركز نصيب الحدودي؟ بينما داعش يتواجد كتنظيم من خلال جيش خالد بن الوليد في وادي اليرموك و بعض مناطق ما بين الحدود الجغرافية لريف درعا والسويداء.
2- والتساؤل الثاني كيف يمكن للسعودية أن تنسق مع الكيان الإسرائيلي وتحارب النصرة كتنظيم يعتبر إرهابيا ومدعوم حتى اللحظة من كل الأطراف التي تدعي الحرب على الإرهاب؟ وهذه مغالطة لا يمكن أن تقنع أحدا إذا علمنا بأن الأردن كان ولا يزال منصة لدعم كل أشكال المجاميع الإرهابية التي زحفت بتعاون مع المخابرات الأردنية وغرفة موك الممولة سعودياً وقطرياً وبرعاية وحضور أميركي إسرائيلي، لذلك لا يلوم النظام الأردني إلا ذاته عندما انتشر التفكير الظلامي والإرهاب في عدة مناطق وبلدات أردنية مثل معان والكرك والرمثة وغيرها لأن الحكومة الأردنية عملت بخبث وبمنتهى البراغماتية وكان لها جهد فعال في الحرائق والحرب على سوريا؛ من أجل حفنة دولارات من الخليح (الفارسي) المنغمس في حربه على سوريا فكان الأردن (كحصان طروادة).
3- والإشكال الثالث الذي لا يمكن للنظام الأردني أن يجعله نقطة انطلاق لعدوان جديد على سوريا بالمحور قيد التشكيل هو هشاشة الوضع الداخلي من جهة ووجود قوى حية ذات بعد قومي عروبي لدى الشعب الأردني من جهة ثانية، عدا عن انتشار الفكر السلفي والوهابي المتغلغل داخل المجتمع الأردني الذي يعتبر بمثابة قنبلة مؤقته قابلة للإنفجار في أية لحظة وهذا ما أعلنته منذ فترة سفيرة الكيان الإسرائيلي في عمان، بحيث يضع النظام الأردني نفسه في عين العاصفة، ويدخل الحرب على سوريا بالأصالة بدل أدوار الوكالة (المقبوضة الثمن سلفا).
ولأن النظام الأردني تاريخيا، متعيش على التناقضات الإقليمية والدولية والوظيفية فقد يتردد ويحسب النتائج الكارثية الناجمة عن تحالفات غير محسوبة النتائج، ومغامرات مع قوى لا تريد الخير للدول العربية، وخاصة إذا لم تدخل مصر في مثل التحالف ويبدو بأنها لن تتورط في مشروع مدعوم تركيا وإسرائيلياً رغم الضغوط الاقتصادية وسياسة (العصا والجزرة) التي تمارسها السعودية مع الشعب المصري مستغلة الوضع الاقتصادي في مصر، ولكن لم تنجح في جر مصر للتدخل العسكري بالحلف الجديد (الناتو العربي) وربما تحييده حتى لا تتضرر علاقاتها مع تركيا وقطر والتي تمثل (ترويكا) الحرب على سوريا وكالة وأصالة، بعد فشل الأدوات من تحقيق الأهداف.
ويمكننا القول بأن دخول الأصيل في الحرب على سوريا من خلال تحالف رباعي من الأردن سيكون بمثابة إعلان حرب على محور بذاته وليس محاربة داعش والنصرة، وإنما له أبعاد مخطط لها إسرائيلياً وأميركياً بمال خليجي ودماء عربية والخاسر الأكبر دول الإقليم والرابح الأكثر اصحاب مخطط (التدمير الذاتي) لبلداننا وسيندمون حيث لا يفيد الندم.
المصدر الوقت
21:41